- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الربيع الأولمبي: مصر وتونس وليبيا

بالنسبة لمعظم الرياضيين تعد المشاركة في الألعاب الاولمبية فرصة لاستعراض مواهبهم النادرة لكن رياضيين من ليبيا ومصر وتونس يرون انها فرصة ليرى العالم فصلا جديدا في تاريخهم بعد ثورات الربيع العربي.
وفي ليبيا قمع الزعيم السابق معمر القذافي الرموز الرياضية لخشيته من أن تخطف منه الاهتمام الوطني. ولسنوات لم يكن ممكنا الإشارة للاعبي كرة القدم في البث التلفزيوني إلا بأرقامهم.
وفي تونس مهد الثورات كان من النادر أن يقع الاختيار على رياضي بسبب قدراته الرياضية فقط. فالولاء للسلطات كان مهما أيضا.
ويحرص المصريون على إظهار أنهم هم أيضا قد نجحوا في المشاركة بفريق رغم الأزمات التي ضربت أكثر البلاد العربية سكانا منذ إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي بعد 30 عاما في الحكم.
وتسببت الحملة التي شنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) واستمرت لثمانية أشهر من أجل الإطاحة بالقذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من 40 عاما في إيقاف النشاط الرياضي. وقتل آلاف وجرح آلاف بعد أن حمل بعض الرياضيين السلاح ضد القائد السابق ليصبح إعداد فريق اولمبي ضربا من المستحيل.
ونجح أربعة فقط من رياضيي ليبيا في التأهل لاولمبياد لندن.. لكنها مجرد بداية.
وقال حفيظ جريتلي رئيس الأكاديمية الاولمبية الليبية “بالنسبة لليبيين الذين عاشوا أوقاتا صعبة وشعروا بأن حياتهم انتهت.. للمفقودين وللمصابين.. الرياضة ووجودنا هنا في الألعاب الاولمبية وسيلة لشعبنا للتنفس.”
وأضاف متحدثا في لندن “إنه مؤشر على عودة الحياة الطبيعية.”
واختطف رئيس اللجنة الاولمبية الليبية نبيل العالم على يد مسلحين في طرابلس واحتجز لأسبوع هذا الشهر في إشارة إلى صعوبة تأهيل فريق للمنافسة في لندن في ظل المعاناة التي أعقبت عدة اشهر من القتال.
وقال جريتلي “أقول بأمانة إن حجم بعثتنا مخيب للآمال. لكننا مررنا بأوقات صعبة. فلنحو عام كامل لم يكن هناك أي نشاط رياضي.. بل إن النشاط الرياضي لم يعد بشكل كامل حتى الآن.”
وفي وجود القذافي كان لليبيا علم أخضر تماما لكن يوم الجمعة الماضي رفع الفريق الاولمبي علما جديدا بألوان الأحمر والأسود والأخضر في حفل الافتتاح وشارك بفخر وسط الأسرة الاولمبية.
وعاد شبان وشابات إلى علم حقبة ما قبل القذافي ورفعوه فوق المباني التي سيطروا عليها ولوحوا به من على متن سيارات استخدمت للتصدي للدبابات الحكومية والطائرات المقاتلة.
وقال جريتلي “بغض النظر عن مدى النجاح الذي نحققه فإن الشيء المهم هو رفع العلم. بالنسبة لنا كليبيين أصبحنا ملتصقين جدا بالعلم أثناء الثورة.. كان أكثر من مجرد علم. رؤية العلم يرفع في لندن كان شيئا هائلا.”
وأنجزت تونس عملا أفضل من ليبيا لإعداد فريق للألعاب الاولمبية اذ تشارك بأكثر من 80 رياضيا.
وفر الرئيس السابق زين العابدين بن علي من تونس بعدما أضرم بائع الخضر محمد البوعزيزي النار في نفسه يأسا من الفقر ومن القمع الحكومي ليثير احتجاجات واسعة في تونس في أولى ثورات الربيع العربي.
وقال يونس الشتالي رئيس اللجنة الاولمبية التونسية “لم يكن للرياضيين حق من قبل.. كان هناك تدخل من أولئك المقربين من النظام القديم.. كان يتم اختيارهم على أسس سياسية.”
وأضاف “الثورة منحت الرياضيين زخما مختلفا. تونس لها معنى مختلف والعقلية اختلفت.. للبلد وللرياضيين.
“الآن يشعرون بالحرية.. يشعرون بأن لهم كرامة.”
وقال علاء جبر المتحدث باسم البعثة المصرية التي تضم أكثر من 100 رياضي في لندن إن المنافسة في الألعاب الاولمبية كانت رسالة أكثر أهمية للعالم وللمصريين بأن بلدهم تجاوز العديد من الصعوبات وتأقلم مع التغيير.
وتعبر مصر من أزمة إلى أزمة في مسارها البطيء لمستقبل أكثر ديمقراطية بعدما أجرت انتخابات رئاسية وبرلمانية مثيرة للجدل في العام الماضي الذي شهد احتجاجات عنيفة في بعض الاحيان.
وقال جبر “رغم أن لدينا مشاكل في بلدنا فإن المشاركة في الألعاب الاولمبية مهمة جدا لنظهر إلى أين وصلنا.. حضور الرياضيين هنا يدل على أنهم قادرون على التأقلم مع أي تغيير.. سواء حياتهم أو في الرياضة.”