من خطف ٤٨ إيرانياً في سوريا؟
تضاربت المعلومات الاحد حول هوية خاطفي 48 ايرانيا السبت قرب دمشق، ففي حين اعلن الجيش السوري الحر تبنيه لعملية الخطف، اكد مسؤول معارض ان مجموعة “جند الله” الاسلامية السنية المتطرفة هي المسؤولة عن هذا العمل.
واعلنت ايران ان المخطوفين هم من الزوار الشيعة خطفوا بينما كانوا قرب دمشق على طريق المطار وطلبت من تركيا وقطر التدخل لتسهيل اطلاق سراحهم، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
وعرضت قناة العربية الاحد شريطا مصورا يظهر الايرانيين المختطفين في سوريا في قبضة الجيش السوري الحر الذي اكد ان الرهائن “شبيحة” وبينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني.
ويظهر المختطفون في الشريط محاطين بمسلحين من الجيش السوري الحر وخلفهم علم الاستقلال الذي يعتمده معارضو النظام السوري.
وقال احد ضباط الجيش الحر في الشريط ان “كتيبة” من “لواء البراء” في القوات المنشقة “قامت بالقبض على 48 من شبيحة ايران” كانوا في مهمة “استطلاع ميدانية” في دمشق.
واضاف “اثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط ايرانيين عاملين في الحرس الثوري الايراني”.
وتوعد هذا الضابط ايران “بضرب كل الاهداف (الايرانية) الموجودة في سوريا”.
وطلب الضابط من احد المحتجزين اظهار وثائق بحوزته تظهر ما قال انها بطاقات تدل على انتمائه للحرس الثوري.
وفي اتصال مع قناة العربية، قال النقيب عبدالناصر شمير الذي عرف عن نفسه بانه قائد “لواء البراء” في الجيش السوري الحر، ان مترجما افغانيا محتجز ايضا مع الايرانيين ال48.
وجدد شمير التأكيد ان المختطفين ليسوا زوارا بل كانوا في “مهمة استطلاعية”.
وبعد عرض الشريط اتهم مسؤول في المعارضة السورية الاحد جماعة “جند الله” الدينية السنية المتطرفة بخطف الايرانيين، مؤكدا ان هؤلاء “حجاج دينيون ولا ينتمون الى الحرس الثوري الايراني”.
وافاد المسؤول وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي طالبا عدم كشف هويته ان هذه الجماعة مسؤولة كذلك عن مقتل الاشخاص الذين وجدت جثثهم في بلدة يلدا المجاورة لحي التضامن الدمشقي السبت.
واوضح المعارض ان كتيبة البراء ومركزها دوما التي اعلنت مسؤوليتها عن الخطف ليست هي من قام بذلك، مشيرا الى ان قائد الكتيبة النقيب عبد الناصر شمير “لم يكن سوى تغطية لهذه العملية كي لا تظهر انها عملية خطف من جماعة متطرفة سنية ضد شيعة ايرانيين”.
وسخر المسؤول السوري المعارض من فكرة ان يكون الايرانيون المختطفون من الحرس الثوري.
وتساءل “اذا كانوا (الايرانيون المختطفون) من الحرس الثوري الايراني، فكيف يتنقلون في حافلة على طريق المطار من دون حماية وفي مناطق يسيطر عليها مسلحون معارضون؟”.
الى ذلك، افاد المسؤول المعارض ان “جند الله” مسؤولة عن مقتل الاشخاص الذين وجدت جثثهم في يلدا السبت.
وتمكنت مراسلة فرانس برس امس السبت من مشاهدة نحو 15 جثة ملقاة في مكب للقمامة في ساحة بلدة يلدا المجاورة لحي التضامن.
واشار المصدر العسكري السوري الذي كان يرافق الصحافيين في جولتهم بحي التضامن الى ان هذه الجثث تعود الى “بعض سكان البلدة الذين تعرضوا للخطف والتصفية على أيدي الجماعات المسلحة”.
واشارت سانا الى ان “مجموعة ارهابية مسلحة ارتكبت مجزرة مروعة في منطقة يلدا بريف دمشق راح ضحيتها نحو عشرين شهيدا”.
ولفت المسؤول المعارض الى ان جماعة “جند الله” اختطفت على مراحل “شيعة وعلويين وجنودا نظاميين”، مشيرا الى ان هذه الجثث تعود الى بعض هؤلاء المختطفين.
وقال ان جند الله “جماعة اسلامية متطرفة خطابها ديني يقوم على التحريض ضد الشيعة والعلويين”، مضيفا ان “لهذه الجماعة اجندة طائفية سنية دينية وليست ديموقراطية واستغلت الثورة لتحقيقها”.
واشار الى ان جند الله هي الجماعة الابرز والانشط في “مناطق في ريف دمشق الملاصقة لجنوب شرق العاصمة مثل يلدا والسبينة والسيدة زينب وببيلا ويلدا، وهي مناطق يشرف بعضها على طريق المطار”.
وقال ان جند الله “تتكون في غالبيتها من اسلاميين سوريين بعضهم من نازحي القنيطرة، بالاضافة الى فلسطينيين”.
ولفت الى ان هناك “العديد من المجموعات الدينية المتطرفة في سوريا مثل جند الله تنفذ اجندتها الدينية المتطرفة تحت مسمى الجيش السوري الحر من دون ان يكون لها اي علاقة تنظيمية به”.
وياتي مئات آلاف الايرانيين سوريا سنويا لزيارة ضريح السيدة زينب ابنة الامام علي بن ابي طالب، الذي يعد من اهم مزارات الشيعة في دمشق.
وايران من اهم حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تشهد بلاده منذ اذار/مارس 2011 انتفاضة شعبية اتخذت طابعا عسكريا بمرور الوقت. وتصف السلطات السورية المعارضين بانهم “عصابات ارهابية مسلحة”.
وفي كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير خطف عشرات الزوار والمهندسين الايرانيين وافرج عن معظمهم بعد اشهر.