- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“نادي القتلة” : إسطورة خفافيش الليل

بيروت – «برس- نت»
ما هي تركيبة المُجتمع الاستخباري الأميركي؟ وكيف ظهرت وكالة الاستخبارات؟ وكم تطورت ميزانياتها؟ وكيف أحكمت قبضتها على السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة؟
أسئلة عديدة يطرحها الكاتب الصحافي الألماني مايكل أوبرسكالسكي، في كتابه الجديد “نادي القتلة” الذي نقله إلى العربية المُترجم السوري عُبادة بوظو، وصدرت ترجمته عن دار الطليعة الجديدة في دمشق.
الكتاب الذي صدر بالألمانية عام 1988 عن دارLamuv   للنشر بعنوان CIA- CLUB DER MÖRDER، هو عبارة عن مجموعة مقالات نشرها أوبرسكالسكي، في مجلة GEHEIM الأمنية المُتخصصة التي يراس تحريرها، والتي تهتم بتهفيت إسطورة قائمة على فضح الخِدع والألاعيب الاستخبارية الأميركية – الغربية والاسرائيلية في العالم.
لكنه أفرد في نهاية ترجمته فصلاً جديداً يضم أسماء العشرات من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA الذين انتشروا في العالم “يحيكون المؤامرات والمكائد ضد الشعوب التي لا تُذعن لمصالح الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها”، حسبما يوضح المُعرّب.
ومجلة GEHEIM تعني “سرّي”، ولا تزال تصدر فصلياً من مدينة KÖLN الألمانية الواقعة على صفاف نهر الراين. باللغتين الألمانية والانكليزية اضافة الى ملحق باللغة العربية. وهي تعالج موضوعات استقصائية وتحريّة عن نشاطات الاستخبارات في العالم وخصوصاً الدول العربية وأميركا اللاتينية ودول العالم الثالث، حيث تنشط أجهزة مثل الموساد الاسرائيلي والـ CIA بالتعاون مع أجهزة محليّة تقوم بعمليات التجنيد ونقل المعلومات وحياكة المؤامرات، وصنع الوقائع الدموية، مثل الاغتيالات والتفجيرات التي تشحن الأحقاد وتغذي الفتن بين عناصر الأمة الواحدة.
يتوزع الكتاب على محاور تبدأ بمدخل عن “بعض مظاهر ما يُسمى بالنظام العالمي الجديد واستراتيجية الامبريالية الأميركية” ثم يتحدث عن ولادة وحش إسمه الوكالة المركزية الأميركية.  يتناول فيه ظهور هذه الوكالة وميزانياتها وآدائها.
ثم يعرّج أوبرسكالسكي للحديث عن مراكز البحث والإعلام الجماهيري في خطط وكالة الاستخبارات المركزية، ويتطرّق الى حالات خاصة فيتناول عمل الوكالة في كل من الهند وبولونيا وأفريقيا الغربية، ودور CIA في المذابح الجماعية في أندونيسيا، وفي نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. ثم يُفرد فصلاً للحديث عن محاولات الاغتيال التي نفّذتها الوكالة المركزية تحت شعار”تسمية الأسماء بمُسمياتها”. وفي النهاية قائمة بأسماء عملاء الوكالة في العالم الثالث.
يوضح الكاتب في مقدّمته أن CIA “لعبت منذ تأسيسها.. دوراً ناشطاً في حملات زعزعة الاستقرار على مستوى العالم أجمع، مُستخدمة في ذلك طيفاً واسعاً من الوسائل والطرق، ليس أقلّها الحملات الإعلامية، والتخريب الإقتصادي، وتنظيم جماعات التمرّد والعصيان، وإثارة الحروب، والتسلل إلى المُنظمات السياسية والنقابات العماليّة، وتجنيد العملاء، وتنفيذ محاولات الاغتيال وممارسة التجسس “الكلاسيكي””.
ويصف هذه الوكالة بـ “نادي القتلة”، قائلاً “ليس هناك من تعبير آخرأكثر حيوية يمكن من خلاله وصف الطبيعة الإجرامية لهذه المؤسسة السريّة التي يبدو وكأن قوانين الولايات المُتحدة ذاتها لا تطالها”.
ويوضح الكاتب بأن كتابه هذا يستند الى مجموعة من المصادر شملت تحقيقات وتحريّات واسعة “قمنا بإجرائها بأنفسنا، واعتمدنا في جزء منها على مساعدة مخبرين، فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، وكانوا إما تورطوا بالعمل لصالح الوكالة أو تأذوا من أعمالها…”
في أي حال، الكتاب حافل بالمعلومات والأحداث، ويمكن وصفه بالعمل التوثيقي الذي يرصد الأستخبارات في تحركاتها، مع العلم أن هذا النوع من المعلومات قد يكون أحياناً بمثابة طعم لاصطياد فريسة أو عملية تضليل تدأب وكالات الاستخبارات على تسريبها الى الصحف لخدمة الوكالة، كما يشير أوبرسكالسكي في كتابه.
يمكن وصف هذا الكتاب بأنه عملية فضح لعمل وآداء خفافيش الليل الذين حاكوا حول نشاطهم إسطورة أرعبت العالم.