سوريا: الاشتباكات تتواصل في العاصمة وفي حلب
اجتاحت القوات والدبابات السورية بلدة داريا قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة 150 قبل أن يقتحمها الجنود ويداهموا منازلها، بحسب مصادر في المعارضة السورية.
وتحركت قوات الاسد نحو وسط داريا الواقعة على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق دون مقاومة تذكر. وقال نشطاء بدمشق إنه يبدو أن مقاتلي المعارضة انسحبوا من المكان بالفعل. وذكر ناشط أن قوات الاسد داهمت منطقة كفر سوسة بجنوب شرق البلاد في وقت مبكر اليوم واعتقلت اشخاصا.
وكان الجيش قد طرد مقاتلي المعارضة من معظم المناطق التي سيطروا عليها بالعاصمة لكن مقاتلي المعارضة عادوا تدريجيا واعادوا تنظيم انفسهم دون أن يخوضوا معارك ضارية مع الجيش. وقال معارضون للأسد إن الدبابات والقوات هاجمت ضاحية المعضمية بجنوب غرب دمشق يومي الاثنين والثلاثاء مما اسفر عن مقتل 86 شخصا نصفهم أعدموا بشكل مباشر.
أما المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة فقال إن اكثر من ٧٢ شخصا قتلوا في مناطق متفرقة من سوريا اليوم الخميس من بينهم 48 مدنيا.
في الشمال استمرت العمليات العسكرية والمعارك في عدد من احياء مدينة حلب (شمال)، بينما سقط عشرات المقاتلين والمدنيين بين قتيل وجريح في مدينة اريحا في ادلب (شمال غرب)، بحسب ناشطين.
وكان المرصد ذكر ان مقاتلين معارضين هاجموا حاجزا للقوات النظامية في منطقة القدم (في جنوب دمشق) على طريق دمشق درعا، لافتا الى “معلومات اولية عن مقتل وجرح ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية”. ووقعت اشتباكات في حي الحجر الاسود (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى قصف على الحي وحي العسالي المجاور. وتستمر حملة المداهمات والاعتقالات في حي كفرسوسة (جنوب غرب) حيث قتل الاربعاء 25 شخصا، بحسب المرصد.
وافاد عضو لجان التنسيق المحلية عمر القابوني وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من حي القابون ان الوضع في الحي “هادئ نسبيا اليوم بعد محاولة اقتحام قامت بها القوات النظامية امس” الاربعاء. واوضح ان حدة المعارك في دمشق ارتفعت “لان الجيش النظامي استشعر ازدياد قوة الجيش الحر في العاصمة ويريد انهاء هذا التواجد هذه الايام وبشتى الوسائل”. وقال ان الوضع في القابون “ينطبق على احياء اخرى كثيرة في العاصمة” لناحية تبادل السيطرة بين القوات النظامية والجيش الحر، و”الكر والفر”.
ولفتت مصادر معارضة الى “سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المقاتلين من الثوار والمدنيين اثر القصف الذي تتعرض له مدينة اريحا التي تدور فيها اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين”. في دير الزور شرقا، تتعرض مدينة البوكمال للقصف من القوات النظامية “التي فقدت السيطرة على الكثير من المراكز الامنية والحواجز الامنية في المدينة”.
منطقة حظر جوي في قسم من الاراضي السورية
سياسيا، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان الخميس ان اقامة منطقة حظر جوي في قسم من الاراضي السورية هو اقتراح “يستحق الدرس”.
من جهته، اكتفى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالقول “نحن في صدد التفكير في كل ذلك”.
ودعا فابيوس دول المنطقة المجاورة لسوريا الى المشاركة في اجتماع وزاري لمجلس الامن الدولي سيعقد في نيويورك في 30 آب/اغسطس ويخصص للمساعدة الانسانية.
ومن المنتظر أن يغادر بابكر جاي رئيس بعثة مراقبي الامم المتحدة دمشق اليوم. وكانت البعثة قد ارسلت لمراقبة وقف لإطلاق النار اعلنه عنان في 12 ابريل نيسان. وانتهى أجل التفويض الممنوح للبعثة ولم يتم تجديده بسبب تصاعد اعمال العنف. وقال احمد فوزي المتحدث باسم الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي الذي خلف عنان في المهمة إن الابراهيمي سيتوجه الى نيويورك لإجراء مشاورات تستغرق اسبوعا بالامم المتحدة.
واعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الخميس ان بلاده ستتعاون مع الموفد الابراهيمي، متوقعا ان يعمل الاخير على “عقد حوار وطني” سوري “في اسرع وقت”. وقال المقداد بعد لقاء وداعي مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال بابكر غاي باللغة الانكليزية “ابلغنا الامم المتحدة موافقتنا على تعيين” الابراهيمي و”نحن نتطلع الى (…) معرفة الافكار التي سيقدمها لحلول محتملة للمشكلة هنا”.
واضاف “سنتعاون بالتاكيد مع السيد الابراهيمي كما تعاونا مع البعثة العربية والبعثة الدولية”. وتابع “اعتقد ان الابراهيمي سيعمل على عقد حوار وطني في اسرع وقت ممكن لانه لن يكون هناك منتصر ممن يراهن عليه الغرب في سوريا”.
من جهة اخرى، اعرب المقداد عن اسفه لمقتل الصحافية اليابانية ميكا ياماموتو في حلب (شمال)، واعتبر ان تحميل بلاده مسؤولية وفاة الصحافيين الذين يدخلونها بطريقة غير مشروعة امرا “غير مسؤول”. وقال “نعبر عن اسفنا لموت اي انسان، لكن ان يدخلوا (البلاد) بشكل غير مشروع ويحملوا الحكومة السورية مسؤولية ذلك، فهذا عمليا عمى ومواقف غير مسؤولة”.
وفي روما، قال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي ان ايطاليا ستستضيف محادثات دولية “خلال الايام المقبلة” حول مستقبل سوريا بعد انتهاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد.