أجرت قناة «الدنيا» مقابلة مسجلة مع الرئيس بشار الأسد جاء أكد فيها أن الغرب طلب من سوريا ان تتآمر على المقاومة في فلسطين ولبنان من خلال التضييق عليها و”لكننا رفضنا ذلك”، واضاف “فشل الغرب في ضرب علاقتنا بالمقاومة وايران في فترة انفتاحه علينا بين عامي 2008 و2010 فأخذ من الربيع العربي عنوانا لتبرير تدمير سوريا امام مواطنيه”، معتبرا ان “ما يحصل لا هو ثورة ولا ربيع بل هو عبارة عن اعمال ارهابية بكل ما تعني الكلمة”.
ورداً على سؤال حول الانشقاقات التي شهدها نظامه قال إن الدولة كانت تعرف بتخطيط بعض المسؤولين للانشقاق وسهلت لهم الرحيل، قائلاً “في بعض الحالات كان لدينا معلومات عن انشقاقات، ولكن كان السؤال في المؤسسات المعنية هو ماذا نفعل وكيف نتصرف؟” مضيفاً “قلنا لهم ان المنع ليس شيئاً صحيحاً، بل ان مثل هؤلاء يجب ان يسمح لهم بالرحيل لتطهير الدولة من مسؤولين غير وطنيين”.
ورأى ان “الشخص الوطني والجيد لا يفر خارج الوطن”، واصفاً الأمر بأنه “عملية ايجابية” و”عملية تنظيف ذاتية للدولة وللوطن”، مضيفاً “اذا كان هناك مواطن سوري يعرف بأن هناك شخصا مترددا ولديه الرغبة بالهروب فليشجعه على ذلك”.
واعتبر الأسد ان الوضع في سوريا بات “افضل” من السابق، وقال “القضية هي معركة ارادات والوضع افضل، لكن لم يتم الحسم بعد وهذا بحاجة الى وقت”. واكد ان “الجيش والقوات المسلحة والامن يقومون باعمال بطولية بكل ما تعنيه الكلمة وانه لولا النجاحات التي حققها الجيش السوري لكان البلد في ظروف اخرى”، معتبرا ان “القاعدة العريضة من الشعب هي التي تحمي البلد”، وخاطب الشعب السوري بالقول ان “مصير سوريا هو بيدك وليس بيد اي احد آخر”.
وبشأن آثار العقوبات المفروضة على بلاده، قال الأسد ان “هذا النوع من العقوبات سيؤثر على سوريا بلا شك ولكن بنسب معينة، وعلينا ان نعيد صياغة اقتصادنا بما يتناسب مع الوضع الحالي”، مضيفا “لدينا القدرة العالية على التأقلم مع العقوبات”. واعتبر ان “البعض اخطأ حين اعتقد ان السفينة هي سفينة دولة او نظام، السفينة هي سفينة وطن، فاما ان تنجو سوريا واما ان تغرق”.
وعن الحديث الجاري حاليا حول احتمال اقامة مناطق عازلة داخل سوريا لايواء اللاجئين الفارين من اعمال العنف، أجاب “اعتقد ان الحديث عن مناطق عازلة غير موجود عمليا وغير واقعي حتى بالنسبة للدول التي تلعب الدور المعادي او دور الخصم”.
وعن دور دول الجوار في ما يحدث قال “بعض دول الجوار تقف مع سوريا ولكنها ربما لا تستطيع تماما أن تسيطر على تهريب الامدادات اللوجستية للارهابيين وبعض الدول تغض النظر أو تنأى بنفسها وبعض الدول تساهم في هذا الموضوع”. واضاف “موقف الدولة التركية معروف وهي تتحمل مسؤولية مباشرة في الدماء التي سفكت في سوريا”، متسائلاً هل نعود الى الوراء بسبب “جهل” بعض المسؤولين الاتراك ام ننظر للعلاقة مع الشعب التركي لان هذا الشعب وقف معنا خلال الازمة ولم ينجرف رغم الضخ الاعلامي والمادي لكي يذهب في الاتجاه المعاكس؟”.
وردا على سؤال حول وجود الجيش السوري داخل المدن وليس على جبهة الجولان، قال الرئيس الأسد ان “مهمة الجيش والقوات المسلحة في كل دول العالم هي حماية الوطن، وحماية الوطن لا تعني فقط الحماية من الخارج، بل الحماية من الداخل أيضاً”، وتابع “هذه المرة تحرك العدو من الداخل وليس من الخارج، وأي سوري يقوم بتنفيذ مخطط أجنبي ومعاد يتحول إلى عدو، فتحركت القوات المسلحة بوجه المخطط”. واستطرد الأسد “سوريا تتبنى فكر المقاومة، ولكن المقاومة تنشأ عندما تتخلى الدولة عن مسؤوليتها في استعادة الأرض وهذا شيء لم يحصل في سوريا كما حصل في لبنان ربما بسبب الحرب الأهلية، وفي فلسطين حيث لا توجد دولة أساساً لكي تسترد الحقوق، مضيفاً عندما نتخلى كعقيدة وكسياسة وكقوات مسلحة عن هدفنا الأساسي في استعادة الأرض ستكون هناك مقاومة سورية”.