فداء عيتاني – ريف حلب
تعتمد القنبلة الفراغية على تفاعل عالي السرعة لموادها الكيميائية يولد درجة عالية من الحرارة تصل الى 3000 درجة او اعلى، وتفرغ المكان من الهواء وتحدث خللا في الضغط الجوي، ومباشرة مع انقضاء تفاعل الانفجار يعود الضغط الجوي ليضغط بسرعة على مكان الخلل فيه ويعيد الامور الى ما كانت عليه. صوت انفجار القنبلة الفراغية منخفض جدا، ويكاد يختفي تماما مع صوت انهيار المبنى، اذ لم يسجل اي من الشهود الذين كانوا قريبين من مواقع انفجار القنابل الفراغية سماعهم لانفجارات بل فقط اصوات انهيار البناء.
فعالية القنابل الفراغية عالية ضد الابنية وضد المستودعات او الملاجئ تحت الارض، وحين تنفجر فوق بناء فان عودة الضغط الجوي والهواء الى احتلال مكانه الخالي بعد الانفجار سيؤدي الى احداث ضغط هائل على المبنى المستهدف، ما سيؤدي الى تهدم فوري للبناء، هذا التهدم سيكون الى داخل البناء، حيث ستغلق الاسقف على الارضيات وتنهار الجدران الى الداخل، ويصبح البناء اذا كان متعدد الطبقات اشبه بطابق واحد مغلق على نفسه بالاحجار والاسقف الاسمنتية، ولن ينخفض البناء تحت الارض اذا لم يكن هناك طوابق سفلية، ولن يتشظى البناء نتيجة الانفجار كما يحدث في العبوات او القذائف او صواريخ الطائرات التقليدية.
واذا ما كان للبناء المستهدف طوابق تحت الارض فان الضغط العائد لاحتلال موقع الانفجار سيؤدي الى انهيار البناء الى الداخل ونحو الطوابق السفلى، كما حصل عدة مرات في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال العام 2006. وقد يترك القصف الفراغي الجزء الاعلى من البناء سالما ولكنه غائصا تحت الارض في الطوابق السفلى. ولكنه حتما سيؤدي الى تدمير مداخل التحت ارضية، كما سيدمر او يؤثر بشكل كبير على الطوابق السفلى.
يمكن التعرف على انفجار القنبلة الفراغية عبر عدم العثور على نقطة انفجار مركزية، كما حال القذائف والصواريخ التقليدية، كما عبر عدم تطاير اجزاء من البناء الى مواقع قريبة من الانفجار، كما من عدم وجود شظايا في الجدران او المنازل او الشوارع والمساحات المحيطة بمكان الانفجار، كما واهم مظاهر الانفجار والتعرف عليه يكون عبر اغلاق البناء على نفسه.
في العام 1982، وخلال حصار جيش الغزو الاسرائيلي للعاصمة بيروت حاولت قوات الطيران المعادية اغتيال قائد المقاومة في المدينة المحاصرة حينها ياسر عرفات، فضربت بناء كانت تعتقد مخابرات العدو ان عرفات لا يزال موجود فيه، بينما كان الرجل قد غادر البناء المليء باللاجئين والمهجرين الفلسطينيين واللبنانيين، الذين فقدوا مساكنهم.
ضرب طيران العدو المبنى في منطقة الصنائع بقنبلة فراغية، وكان حينها تستخدم لاول مرة في العالم، وادى ذلك يومها الى انهيار البناء بالكامل موديا باكثر من مئة قتيل (بعض المعلومات حينها قالت ان عدد القتلى وصل الى 300). وطبعا ادت الى انهيار المبنى بالكامل.
المحيطين بالمكان يومها اكدوا عدم سماعهم لدوي انفجار، بل فقط تحليق منخفض للطيران قبل ان ترتفع سحب الدخان والغبار جراء انهيار المبنى المستهدف.
httpv://www.youtube.com/watch?v=f_emRAKGxVc
في حرب تموز العام 2006 ضرب طيران العدو الاسرائيلي مناطق عدة من لبنان بالقنابل الفراغية، سواء في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت حيث كان مقر قيادة المقاومة او في الجنوب حيث دمر اجزاءا واسعة من الضاحية الجنوبية ومن مبانيها، كما دمر قطاعات كاملة من القرى في الجنوب بهذه القنابل، وهو استخدمها لاحداث اكبر قدر من الدمار وللتخلص من المواقع التحت ارضية في المباني بحال وجدت، او الخنادق تحت البيوت القروية في الجنوب، ولعدم المجازفة باستخدام قنابل طيران تقليدية وبالتالي عدم الاضرار بالمواقع المحصنة تحت المباني بحال وجدت، او بنجاة من يكونون في المنازل لحظة ضربها بحال كان بها اي كائن بشري.
ادى هذا الاستخدام المكثف الى دمار واسع في كل المناطق التي استخدم فيها القصف بالقنابل العنقودية، والى تحويل كل ما ضرب بها الى مجرد ركام من العبث اخراج اي من محتوياته المسحوقة من داخله. كما ادى الى ضرب كل الملاجئ تحت المباني او الانشاءات التحت ارضية.
في 24 آب من العام 2012 قام الطيران السوري بقصف قرية قبتان الجبل في الريف الغربي لحلب بقنبلة فراغية ادت الى تدمير اربعة بيوت مدنية ادت الى تدمير كامل للبيوت الصغيرة ومقتل وجرح كل من كان فيها.
(شاهد الفيديو للمزيد من الايضاح)