دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الوحدة بين الجماعات العرقية والدينية في روسيا اليوم الأحد بعد أن ترأس الاحتفالات بمرور 200 عام على معركة بورودينو التاريخية التي أدت إلى هزيمة القائد الفرنسي نابليون بونابرت.
وألقى بوتين وهو يقف بجانب نصب تذكاري اقيم في موقع معركة بورودينو التي تبعد 120 كيلومترا إلى الغرب من موسكو كلمة مجد فيها فضائل حب الوطن التي مكنت روسيا من دحر الجيش الفرنسي في المعركة التي وقعت عام 1812.
ويواجه بوتين الذي عاد إلى منصب الرئيس مرة اخرى في مايو ايار معارضة قوية في المدن الكبرى اكثر من اي وقت مضى منذ توليه السلطة اول مرة عام 2000 بالاضافة إلى تمرد اسلامي متواصل في شمال القوقاز.
ودعا للمرة الثانية خلال خمسة ايام إلى الوحدة مما يبرز بواعث قلقه من امكانية اتساع نطاق التمرد وتهديد وحدة روسيا التي تضم الكثير من الأعراق والديانات.
وقال بوتين للشخصيات الروسية والاجنبية التي جاءت للمشاركة في الاحتفال ومنها الرئيس الفرنسي الاسبق فاليري جيسكار ديستان “لم تحقق الدولة الروسية افضل النتائج في تنمية الوطن إلا عندما كانت متحدة وتعمل يدا واحدة.”
وأضاف “كان حب الوطن بوجه عام هو الاساس لكل انتصاراتنا الكبيرة بفضل وحدة الامة الروسية.”
وكان بوتين استدعى إلى الاذهان معركة بورودينو لحشد الروس خلفه في انتخابات الرئاسة التي فاز بها الشتاء الماضي.
ومن شأن التمرد الاسلامي في شمال القوقاز ان يقوض الوحدة في اجزاء اخرى من روسيا بعد مرور اكثر من عشر سنوات على اطاحة بوتين بحكومة انفصالية في الشيشان.
وكشف مقتل رجل دين اسلامي في يوليو تموز في اقليم تتارستان بوسط روسيا عن امكانية امتداد العنف إلى المناطق الاخرى التي تقطنها اغلبية اسلامية.
ويتذكر الروس معركة بورودينو التي وقعت في السابع من سبتمبر ايلول 1812 باعتبارها نصرا ملحميا وجرى تخليدها في رواية ليف تولستوي “الحرب والسلام”.
ولم يحرز اي من الجانبين نصرا حاسما في المعركة التي سقط فيها عشرات الالاف من الجنود من الجانبين قبل ان تنسحب القوات الروسية وتتخلى عن موسكو للفرنسيين.
وأعادت القوات الروسية تجميع صفوفها واضطر الفرنسيون تحت وطأة البرد وضعف خطوط الامداد ونقص التعزيزات الى الانسحاب من روسيا لتلاحقهم القوات الروسية.
وقام بوتين بوضع اكليل من الزهور على النصب التذكاري القريب من ميدان المعركة والذي شهد اليوم محاكاة للمعركة في اطار الاحتفالات. واستغل بوتين هذه الذكرى للدعوة ايضا إلى الوحدة بين الدول الاوروبية.
وقال “هذه المناسبات التي نحتفل بها مثل مناسبة اليوم ليس الهدف منها تذكر الاحداث الدموية فحسب بل انها مناسبة جيدة للتحدث عن الكيفية التي يجب ان نقيم بها العلاقات مع جيراننا واصدقائنا الحاليين في الوطن الاوروبي المشترك.”