قال المبعوث الجديد للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، في مقابلة أذيعت اليوم الاثنين، إن المحاولات الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا “شبه مستحيلة”، في حين أقرت سوريا ان الابراهيمي لن يحقق تقدما إلا إذا توقفت الدول الأخرى عن دعم المقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد وأعلنت بدلا من ذلك دعمها لخطة مدعومة من الأمم المتحدة.
وتولى الإبراهيمي، وهو دبلوماسي جزائري محنك، المهمة من الامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي وضع خطة من ست نقاط لحل الأزمة السورية لكن وقفا لإطلاق النار أعلنه في 12 ابريل نيسان لم يصمد. وزاد العنف منذ ذلك الحين.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مؤتمر صحافي بدمشق “أنا أعتقد أن شرط نجاح الأخضر الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة.. قطر والسعودية وتركيا بالالتزام علنا بنجاح الخطة.. خطة النقاط الستة.. والتوقف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء.” وتابع “الكرة ليست في الملعب السوري. الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة.”
وانتقد الزعبي الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي قال في الأسبوع الماضي إن التضامن مع الشعب السوري “ضد نظام قمعي فقد شرعيته واجب أخلاقي بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية.”
ومضى يقول “من المؤسف أنه بعد أن يرحل الرئيس مبارك يحل محله رئيس آخر الفرق بينه وبين مبارك هو اللحية.. فأين النظام الجديد من كامب ديفيد والأمن القومي” مضيفا أن مرسي يدعم اسرائيل ولم يساعد القضية الفلسطينية.
وأردف قائلا إن “الدم السوري في رقبة محمد مرسي ومن هم مثله بسبب إرسالهم السلاح والمال والدعم السياسي واستضافتهم القتلة على أراضيهم.”
وفي السياق نفسه، شددت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماع وزاري لها في جدة مساء الاحد على “اهمية تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا يحفظ امنها واستقرارها ووحدتها” ودانت “استمرار عمليات القتل والمجازر نتيجة امعان النظام في استخدام كافة الاسلحة الثقيلة”.
ميدانياً، اعلن المرصد السودي لحقوق الانسان ان تفجيرا استهدف الاثنين ضاحية جرمانا قرب دمشق، ما اسفر عن مقتل خمسة مدنيين بينما ادى قصف جوي على مبنى في مدينة الباب قرب حلب (شمال) الى سقوط 18 شخصا كانوا لجأوا اليه.
وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن “انفجار عبوة ناسفة الصقتها مجموعة ارهابية مسلحة بسيارة في حي الوحدة بمدينة جرمانا، اسفر عن اصابة عدد من النساء والاطفال”.
هذا واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان رئيسها الجديد بيتر مورر في طريقه الى دمشق حيث سيلتقي الرئيس بشار الاسد وعددا من الوزراء، في زيارة تستمر ثلاثة ايام هي الاولى منذ توليه منصبه في الاول من تموز/يوليو. واوضحت ان المحادثات ستتناول خصوصا “القضايا الانسانية الملحة”.
وتفيد حصيلة موقتة للمرصد ان 52 شخصا قتلوا اليوم في اعمال العنف في سوريا. ومن هؤلاء 18 شخصا بينهم ست نساء وطفلان سقطوا في قصف جوي على مبنى لجأوا اليه في مدينة الباب في محافظة حلب شمال سوريا.