- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المشهد القتالي في سوريا

شهدت العاصمة السورية الجمعة ثلاثة اعتداءات بالقنابل خلفت خمسة 4قتلى من قوات حفظ النظام، في يوم آخر من المعارك الدامية بين قوات الامن السورية والمعارضين المسلحين على عدة جبهات في سوريا، علاوة عن عدة تظاهرات معادية لنظام الرئيس بشار الاسد.
وغير بعيد من السواحل السورية عقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعا في قبرص لبحث تنسيق المساعدة لمئات آلاف اللاجئين السوريين. واعلنت المفوضية الاوروبية من بروكسل صرف خمسين مليون يورو اضافية لمساعدة اللاجئين.
واعلن التلفزيون السوري العام ان دمشق شهدت اعتداء ب “دراجة نارية مفخخة لدى مغادرة مصلين” جامع الركنية في حي ركن الدين شمال العاصمة ما خلف خمسة قتلى بين قوات حفظ النظام.
وتتولى قوات الامن السورية منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار/مارس 2011 ضرب طوق حول المساجد يوم الجمعة لمنع تنظيم تظاهرات بعد الصلاة ويقول ناشطون انها كثيرا ما تطلق النار على المتظاهرين.
وبعد ساعتين من هذا الاعتداء سجل اعتداء ثان بسيارة مفخخة بين القصر العدلي ووزارة الاعلام في حي المزة الراقي غرب العاصمة، بحسب ما افاد التلفزيون السوري الذي لم يشر الى ضحايا في حين تضررت عشر سيارات.
ونسب التلفزيون الحكومي الاعتداءين الى “ارهابيين” وهو التعبير الذي تطلقه السلطات على المعارضين الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الاسد.
كما انفجرت قنبلة في حي الصالحية وسط دمشق ما ادى الى اصابة جنود بجروح، بحسب ناشطين معارضين.
وتعددت الهجمات في الاسابيع الاخيرة في دمشق رغم الاجراءات الامنية المتخذة من النظام الذي لم يتمكن كذلك من احتواء التظاهرات.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة والموجود في لندن، فان تظاهرات “كبيرة” سجلت في العديد من البلدات المتمردة في محافظة ادلب (شمال غرب) ومحافظة دمشق وحرستا حيث ينفذ الجيش السوري عمليات واسعة النطاق في محاولة للقضاء على التمرد.
ووضعت تظاهرات اليوم تحت شعار “حمص المحاصرة تناديكم”. واظهرت اشرطة فيديو عشرات المتظاهرين الشبان في حيي برزة والعسالي بدمشق وهم يهتفون “سوريا ثورة حرية وكرامة”.
وفي حيي الشعار والصاخور شرق حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد منذ شهر ونصف معارك، نظمت تظاهرات “رغم القصف”، بحسب ما قال المرصد السوري الذي يعتمد على تقارير ناشطين في المعارضة.
وفي إدلب استمرت المعارك بين الجيش والمقاتلين المعارضين على عدة جبهاتوكذلك في درعا (جنوب) وحمص (وسط) ودمشق ودير الزور (شرق) وحلب (شمال)، بحسب المرصد. وتعرضت عدة احياء في هذه المدن يتحصن فيها معارضون مسلحون للقصف.
واقتحم “مئات الجنود” ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق الجمعة، بحسب ما اعلن المعارضون، وحدثت معارك في محيط القزاز جنوب شرق دمشق.
وبحسب المرصد فان ما لا يقل عن 65 شخصا بينهم 31 مدنيا و15 متمردا، قتلوا في اعمال العنف في سوريا الجمعة. كما عثر على 16 جثة يحمل بعضها آثار تعذيب، في حرستا غداة العثور على 45 جثة في محافظة دمشق.
وفي هذا الظرف سعى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في قبرص الى استكشاف سبل مساعدة المعارضة السورية مع السيطرة على الازمة الانسانية. واعلنت المفوضية الاوروبية انها ستخصص مساعدة انسانية اضافية للاجئين السوريين قيمتها 50 مليون يورو، ما يرفع مساهمة الاتحاد الاوروبي الى 119 مليون يورو. ويسعى الاتحاد الاوروبي الى حماية نفسه من تدفق محتمل للاجئن السوريين في الوقت الذي اعلنت فيه تركيا والاردن التي استقبلت عشرات آلاف اللاجئين السوريين انهما لن يكون بمقدورهما قريبا استقبال المزيد من اللاجئين.
ويدعو الاتحاد الاوروبي راس حربة العقوبات ضد سوريا، منذ اشهر الرئيس الاسد الى التنحي عن السلطة وتشكيل حكومة انتقالية لكن هذا الموقف يصطدم في مجلس الامن بفيتو روسيا والصين حليفي سوريا.
وحذر وزيرا خارجية فرنسا وايطاليا لوران فابيوس وجيليو ترزي من خطورة الرهان القائم في الازمة السورية. واكدا “اذا خسرنا في سوريا، فان الاستقرار في الشرق الاوسط سيكون مهددا وامن اوروبا مهدد بشكل خطر”.
واعتبر نظيرهما الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مرغايو ان على الاتحاد الاوروبي “اعادة تفعيل خطته لانهاء” العنف الذي خلف اكثر من 20 الف قتيل منذ بداية الثورة بحسب الامم المتحدة.
في الاثناء اعلنت كندا غلق سفارتها في طهران وطرد الدبلوماسيين الايرانيين لديها بداعي وجود “مساعدة عسكرية متزايدة” تقدمها ايران للنظام السوري.
وعين الجمعة الدبلوماسي الكندي من اصل مغربي مختار لماني لادارة مكتب الوسيط الدولي للازمة السورية الاخضر الابراهيمي، في دمشق.