قبل زيارة المرزوقي قطر تبعد الماطري
قررت قطر ، وبطلب من تونس، إبعاد صخر الماطري صهر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي،المقيم في الدوحة منذ بداية 2011، بحسب ما اعلنت الاثنين الرئاسة التونسية، وذلك بالتزامن مع زيارة بدأها الرئيس التونسي المنصف المرزوقي للدوحة.
وقالت الخارجية التونسية الاثنين ان الدوحة طلبت من الماطري مغادرة قطر.
وأعلنت الرئاسة التونسية في بيان ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني “اصدر أمرا بإبعاد المسمى صخر الماطري عن الاراضي القطرية” وذلك “بناء على طلب من المرزوقي (خلال) محادثات جرت في الغرض قبل تحوله (صباح الاثنين) إلى الدوحة”.
وتستضيف الدوحة أيام 11 و12 و13 أيلول/سبتمبر الجاري “المنتدى العربي لاسترداد الأموال المنهوبة” الذي تشارك فيه بالخصوص تونس ومصر وليبيا واليمن.
ولم تذكر الرئاسة التونسية شيئا عن الوجهة التي سيبعد إليها صخر الماطري، وتاريخ إبعاده وإن كان الابعاد مؤقتا أم نهائيا.
كما لم توضح ما إذا كانت قطر ستسلم صخر الماطري إلى تونس التي أصدرت بطاقة جلب دولية بحقه.
في المقابل قالت الرئاسة التونسية إن “السلطات المسؤولة في الإمارة عبرت عن استعدادها لتقديم كل المساعدة التقنية والقانونية من اجل كشف الارصدة والاموال التونسية المهربة”.
وأضافت أن “تونس التي تشكر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على استجابته لطلب شعبي نقله إليه شقيقه الرئيس محمد المنصف المرزوقي، تعتبر ان القرار القطري المسؤول يعبر عن استعداد واضح لمساعدة الشعب التونسي على استعادة ثرواته التي نهبتها عناصر النظام الفاسد طيلة ربع قرن من الحكم وهي تعتبر ايضا ان هذا القرار جاء ليعبر عن حرص الاشقاء في قطر على تفعيل مساعدتهم للثورات العربية”.
وتابعت “ومن هذا المنطلق فإن تونس لن تنفك تطالب كل الدول التي تستضيف على اراضيها عناصر فارة من العدالة ومنتمية الى النظام السابق او تحتوي على ارصدة من الاموال المهربة من عرق الشعب تونسي بتسليم تلك العناصر وتلك الارصدة الى الدولة التونسية”.
واعتبرت ان “ذلك اقل ما تقتضيه المسؤولية الاخلاقية والسياسية تجاه شعب قاسى من ربع قرن من الاضطهاد والفساد ويسعى الى جمع كل طاقاته من اجل تحقيق التنمية والتشغيل”.
وأعلن رياض بلقاضي المدعي العام للشوون الجزائية بوزارة العدل الاثنين أن تونس تواجه “صعوبات” في استرجاع أرصدة مالية منهوبة مودعة في بنوك خليجية ومغاربية، تم تهريبها في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وصرح بلقاضي لوكالة الانباء التونسية ان بلاده ستقدم خلال مشاركتها في المنتدى العربي لاسترداد الاموال المنهوبة بالدوحة “ملفا متكاملا” يتضمن نحو 60 إنابة قضائية لحث عدة بلدان على اعادة الارصدة التونسية.
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام في مؤتمر صحافي مساء الاثنين إن سفير تونس بالدوحة أبلغه أن السلطات القطرية طلبت من صخر الماطري “مغادرة” البلاد.
لكن صحيفة “بزنس نيوز” الالكترونية التونسية نقلت عن صحافي تونسي مقيم في الدوحة ، قالت إن لديه علاقات مع مسؤولين قطريين، أن السلطات القطرية طلبت من الماطري “الابتعاد بضعة أيام إلى حين انتهاء المنتدى الذي يشارك فيه الرئيس التونسي” على أن يعود إلى الدوحة “الاسبوع القادم”.
وهرب صخر الماطري (31 عاما) إلى قطر مع زوجته نسرين بن علي، البنت الكبرى لبن علي من زوجته الثانية ليلى الطرابلسي، قبيل الاطاحة بنظام بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011.
وأصدرت محاكم تونسية عدة احكام بالسجن ضد الماطري وزوجته من أجل تورطهما في جرائم “فساد” واستغلال نفوذ خلال فترة حكم بن علي التي استمرت من 7 تشرين الثاني/نوفمبر 1987 الى 14 كانون الثاني/يناير 2011 يوم فرار الرئيس المخلوع الى السعودية اثر ثورة شعبية غير مسبوقة ضد حكمه.
وأصدرت تونس مذكرات جلب دولية بحق بن علي وزوجته وعدد من أصهاره المتورطين في قضايا يتعلق أغلبها بالفساد واستغلال النفوذ وتهريب أموال إلى الخارج في فترة حكم الرئيس المخلوع.
وأصبح صخر الماطري أول مقرب من بن علي تقرر الدولة التي تأويه طرده من أراضيها.
وكون الماطري امبراطورية اقتصادية في عهد بن علي تضم بالخصوص مؤسسات إعلامية وبنوكا وشركات اتصالات ونقل وسياحة وعقارات.
وفي 4 أيلول/سبتمبر الجاري قالت صحيفة العرب اللندية على موقعها في الانترنت أن صخر الماطري أعلن على حسابه في تويتر أنه قرر العودة إلى تونس في كانون الأول/ديسمبر 2012 لعرض نفسه على القضاء وللترشح إلى الانتخابات الرئاسية القادمة.
وذكرت بانه “تعهد بجلب مستثمرين للبلاد ومشاريع قيمتها لا تقل عن 14 مليار دولار خلال سنة واحدة وتوفير أكثر من ستمائة ألف موطن شغل”.
ولفتت إلى أن الماطري “ربط عودته إلى تونس وتسليم نفسه للقضاء، والترشح للرئاسية القادمة، بتنحية حركة النهضة (الاسلامية الحاكمة) نهائيا من الحكم”.
وتابعت أن الماطري برر تفكيره في العودة إلى تونس بما تعيشه البلاد “من فوضى وتشتت ونزاعات لم نعتدها في السابق”.
ودعا الماطري بحسب الصحيفة أطرافا لم يسمها إلى “أن ننسى نزاعاتنا السابقة وأن نضع اليد في اليد بقلوب صافية وألا نفكر في غير مصلحة هذا الوطن أولا وأخيرا”.
وقال “الكثير منكم اليوم بات يعلم أن ما حصل في تونس، كما حصل في بعض الدول الشقيقة، لم يكن أمرا تلقائيا بالدرجة التي صورتها بعض وسائل الإعلام المشبوهة” لينضم بذلك إلى مشككين يعتبرون ثورات الربيع العربي التي اطاحت بانظمة مستبدة في العالم العربي، مجرد “مؤامرة”.