- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هولاندا: سعي لتأليف حكومة «مؤيدة لأوروبا»

يعمل الليبراليون بقيادة رئيس الوزراء الهولندي مارك روت الخميس في الكواليس على تشكيل حكومة ائتلافية مؤيدة لاوروبا، بعد فوزهم في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت الاربعاء، ما يبعث الطمانينة في نفوس شركائهم في منطقة اليورو.
وبناء على اقتراح من روت اختارت رئيسة مجلس النواب في البرلمان وزيرا ليبراليا في الحكومة الحالية لجس نبض مختلف الاحزاب السياسية تمهيدا لمناقشة برلمانية في 20 ايلول/سبتمبر الحالي حول تشكيل الحكومة. وهي عملية يمكن ان تستغرق اسابيع او حتى اشهر.
وقالت رئيسة مجلس النواب غيردي فيربيت للصحافيين ان مهمة الوساطة هذه اسندت الى هيك كامب وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة مارك روت الاخيرة.
وفي انتخابات اعتبرت مقياسا للمشاعر المعادية لاوروبا في واحدة من الدول القاطرة لمنطقة اليورو، حصل الليبراليون على 41 من مقاعد البرلمان ال150 (مقابل 31 في انتخابات 2010) يليهم بفارق طفيف العماليون المؤيدون هم ايضا لاوروبا مع 39 مقعدا (30 عام 2010).
وجاءت نتيجة الاقتراع بمثابة عقاب للاحزاب المتشددة بدءا من حزب غيرت فيلدرز اليميني المتطرف الذي يدعو الى الخروج من منطقة اليورو. فقد حصل هذا الحزب على 15 مقعدا فقط في حين كان لديه 24 مقعدا عام 2010. وهي ايضا نفس الحصة التي حصل عليها الاشتراكيون المشككون في اوروبا بقيادة اميل رومر وكذلك اليسار الهولندي “المتشدد”.
وردا على سؤال لصحافي عما اذا كان اتصل بزعيم حزب العمل ديدريك سامسون لانشاء تحالف يمهد لحكومة يمين وسط ائتلافية، وهو الاحتمال الذي يرجحه المحللون، قال مارك روت “بصفتي زعيم اكبر حزب اشعر بمسؤولية خاصة لذلك لن ادلي باي تعليق”.
واشاد رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الخميس بنتيجة الانتخابات وقال في بيان “انها نتيجة كبرى لاوروبا” مضيفا ان “الاصوات الحكيمة المؤيدة لاوروبا انتصرت والاحزاب المعادية لاوروبا والانعزالية تم رفضها بشدة”.
كما اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي، الليبرالي ايضا، عن سعادته بفوز الليبراليين وقال في بيان ان “نتائج الانتخابات كانت بمثابة تعزيز لاوروبا واضعاف للشعبويين وللقوميين”.
وكان مارك روت قال امام انصاره الذين تجمعوا في اجواء حماسية في لاهاي ليل الاربعاء الخميس “غدا نبدأ العمل” مضيفا “يحب تشكيل حكومة مستقرة في اسرع وقت ممكن وساعمل معكم على تحقيق ذلك حتى تخرج هولندا اكثر قوة من الازمة”.
ومن شان تحالف ليبرالي-اشتراكي ان يعطي الحزبين اغلبية من 80 مقعدا يمكن تعزيزها بضم حزب صغير من احزاب الوسط.
ومع ترجيح بقاء مارك روت رئيسا للحكومة يتوقع ان تواصل هولندا خطها المؤيد لالمانيا في مجال التقشف المالي على الساحة الاوروبية حتى وان عقد تحالف مع العماليين.
الا ان العماليين الهولنديين، الاكثر قربا من عدة اوجه الى موقف فرنسا، التي يدعو رئيسها فرنسوا هولاند الى انتعاش اقتصادي، ما زالوا على موقفهم الشديد التطلب في مجال الانضباط المالي.
ويشير كلاس دي فريز استاذ العلوم السياسية في جامعة امستردام الى ان مارك روت “واحد من قادة اوروبا القلائل الذين انتخبوا في خضم الازمة واعيد انتخابه”.
وقال “في الواقع عندما ننظر الى النتائج فانه لم ينتخب مجددا فقط وانما عزز موقفه”.
في المقابل لم يسع زعيم اليمين المتطرف غيرت فيلدرز سوى الاعتراف بهزيمته.
وقال امام انصاره الذين تجمعوا في لاهاي مساء الاربعاء “كنت اود ان اقف امامكم مع اخبار جيدة” واضاف اسفا وهو يمسح دمعة فرت من عينه، “لا بد وانهم يحتفلون الان في بروكسل”.
وادراكا بان عليهم مخاطبة قاعدة انتخابية تزداد معارضة لخطط مساعدة اليونان ولبروكسل عمد الليبراليون والعماليون خلال الحملة الانتخابية الى تشديد اللهجة حيال الاتحاد الاوروبي.
الا انهم وبحكم تاييدهم التقليدي لاوروبا اكدوا ايضا طوال الحملة على ان هولندا، لا تستطيع الاستغناء عن اوروبا.
وكان خلاف على خفض العجز العام مع حزب غيرت فيلدرز، وراء استقالة حكومة مارك روت اليمينية الوسط في نيسان/ابريل الماضي.