نقطة على السطر
بسّام الطيارة
شكراً لنهدي الأميرة كيت… وللعائلة المالكة الإنكليزية وأيضاً للفنانة المثيرة للجدل «ليدي غاغا». نعم في هذه المرحلة الحالكة من تاريخ العرب والمسلمين، نرى نفسنا أمام واجب شكر هذه الشخصيات التي ساهمت تصرفاتها «الطبيعية» أو نمط حياتها «الغريب» بتقديم خدمة لنا وللعرب أجمعين وحتى للعالم الإسلامي والمسلمين.
لنبدأ بنفسنا: ساهمت مداعبة الأمير هاري لعارية برفع عدد الزوار إلى الموقع. وكذلك ساهمت أيضاً صور نهدي الأميرة كيت زوجة الأمير وليام بمضاعفة عدد الزوار. فالحمد لله بغياب أي «تمويل سياسي» يستطيع الموقع تكملة مشواره معتمداً على «شغف القراء بالاطلاع على حميمية العائلة المالكة البريطانية». وحق يقال إن هذا أمر طبيعي وإلا لما باعت الصحف حول العالم ملايين الأعداد الورقية ولا سجلت مواقع هذه الصحف أرقاماً قياسية.
إذا قراؤنا «طبيعون» مثل كل قراء العالم. الحمد لله.
أما بشكل عام فإن هذا الدفق على «هذه الأخبار» في الوقت الذي «هاج وماج الشارع العربي» بمسألة الفيلم المسيء للإسلام، فهو إن دل على شيء فهو أن «الأكثرية لا تجاري الأقلية» في الفوضى دفاعاً عن الإسلام، وتعتبر أن النبي محمد (صلعم) ليس بحاجة لهذه الغوغاء التي تسيء للإسلام والمسلمين، للحفاظ على مكانته. هذه الأكثرية التي ركزت سعيها وراء «الخبر الإعلامي» التفتت فقط نحو هوية مخرج الفيلم وتاريخه، أهملت صور وريبورتاجات التكسير والحرائق التي شوهت صورة عالمنا العربي والإسلامي أكثر بكثير من فيلم الـ١٣ دقيقة الذي كان سوف يمر مرور الكرام ويذهب منسياً في غياهب العالم الرقمي على شبكة الأنترنت لولا هذه الحركات «الهوليغانية» التي نزلت إلى الشوارع والساحات.
بالطبع نحن نشكر قراءنا ولكن المجموعة التي كانت وراء هذا الشريط تشكر في قرارة نفسها هؤلاء المجانين الذين نزلوا إلى الشارع وكأنهم شركاء في تشويه صورة العرب والمسلمين.

الأكثر قراءة يوم الأحد في ١٦ أيلول/سبتمبر
من دون أي تعليق…
هؤلاء الذين نزلوا إلى الشارع هم الذين ينتقدون صورة نهدي كيت، وينتقدون طفولية القراء الطبيعية، يريدون فقط «نضالاً عفى عنه التاريخ» يريدون انتصاراً وهم متقوقعون داخل ماض عقيم متحجر.
شكراً مرة ثانية لهم فهم أثبتوا أنهم ليسوا أكثرية عالمنا العربي والإسلامي. إنهم أقلية بينما الأكثرية تتأمل كيت وهاري وليدي غاغا…وتقرأ كتابات متنوعة وليست محجرة التفكير.
لا نقول «تعروا تتقدموا» ولكن نلفت انتباه هؤلاء الذين نزلوا إلى الشارع إلى أن «التعري لا يمنع الغرب من التقدم».