تطرح مشكلة النشر في العالم العربي الكثير من التساؤلات فيما يخص التوزيع والطباعة، فعلى سبيل المثال فإن عدد الكتب المطبوعة في كل دول العالم العربي أقل مما يطبع في تركيا أو في اليونان. هذا ما تشير إليه معظم التقارير الدولية وعلى رأسها تقارير التنمية البشرية الذي يدق جرس الإنذار منذ سنوات. بالإضافة إلى عدم وجود سياسة تعاون حقيقية بين دول العالم العرب في هذا القطاع، مما دفع بالمهنيين ، و باتحاد الناشرين العرب في العديد من المرات إلى محاولة معالجة مشاكل النشر في العالم العربي ، دون الوصول إلى حل نهائي لهذه المشاكل وإلى صياغة حلول ملموسة. هذا ناهيك عن غياب مجلات ومحمولات تختص بتعريف وتسويق الكتاب سواء عبر وسائل الإعلام المكتوبة، أو المرئية أو المسموعة.
كيف كان مسار النشر في العالم العربي خلال الخمس والعشرين سنة الأخيرة؟ وما هي التحديات التي تواجهه؟ وما هي الحلول التي يفكر المسئولين في انتهاجها لمحاولة الخروج بهذا القطاع إلى بر الأمان؟ وما هي البدائل الموضوعية المطروحة حاليا من الناشرين الحكوميين أو الخواص أمام ازدهار التقنيات الحديثة و تطور الكتاب الرقمي؟ كيف تتعامل دور النشر مع المؤلف والمترجم والعاملين في قطاع الكتاب؟ هذه الأسئلة وأخرى نحاول إثارتها في اللقاء الذي ننظمه بمكتبة معهد العالم العربي، يوم السبت 29 ايلول/سبتمبر على الساعة الخامسة بعد الظهر، وذلك في إطار النشاط الثقافي السنوي “أسبوع الثقافات الأجنبية” و كذلك بمناسبة مرور 25 سنة على افتتاح معهد العالم العربي.