مدير الاستخبارات السابق: السعودية وقطر تمولان المتطرفين في فرنسا
اتهم إيف بونيه، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الفرنسية، كلاً من السعودية وقطر بتمويل الإسلاميين المتطرفين في بلاده. وقال بونيه، في مقابلة مع مجلة “لا ديبيش” الفرنسية نشرت اليوم الاثنين، إن مكافحة الإسلام السياسي تتطلب إغلاق مصادر التمويل، وإن “هناك مشكلة أخرى تتعلّق بهذه المجموعات وتتمثل في التمويل الذي تحصل عليه من بعض البلدان السلفية”، مشيراً إلى أن “أحداً لا يتجرأ على الحديث عن السعودية وقطر، لكن كان من الأفضل لهاتيتن الدولتين التوقف عن تمويل بعض الحملات المشبوهة”.
وعلّق بونيه على المعاملة الخاصة التي تحظى بها قطر في فرنسا، وقال “يوماً ما، سيتم فتح ملف دولة قطر، بسبب وقوفها وراء مشاكل كثيرة”، معرباً عن عدم اكتراثه للنجاحات التي حققها نادي “باريس سان جيرمان” الذي اشتراه رجل أعمال قطري.
وفي مسألة الشبكة التي تم تفكيكها يوم السبت المنصرم، اعتبر المدير السابق للاستخبارات الفرنسية أنه “من الصعب الكشف عن شبكات مماثلة، لأنها تجنّد أشخاصاً غيّروا ديانتهم، وأشخاصاً يصعب توقّع قيامهم بأعمال مماثلة”، مشيراً إلى أن”هؤلاء الأشخاص تكون أصولهم مسيحية، ما يساعد في إخفاء مخططاتهم”.
وكانت الشرطة الفرنسية أعلنت عن تفكيك خلية إسلامية متطرفة في مدينة ستراسبورغ شرق البلاد وقتل أحد أفرادها واعتقال 11 آخرين، على خلفية إلقاء قنبلة، في 19 أيلول/سبتمبر الماضي، على متجر للمنتجات الحلال لليهود في سارسيل شمال باريس، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح طفيفة، وأثار صدمة كبيرة في أوساط الطائفة اليهودية الكبيرة في تلك المنطقة.
وعلى أثر ذلك تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتشديد إجراءات الأمن حول المعابد اليهودية واتخاذ اجراءات أشد صرامة لمكافحة الارهاب غداة مداهمات للشرطة اسفرت عن القاء القبض على اعضاء شبكة إسلامية متشددة تستهدف اليهود. وفي مسعى لتهدئة مخاوف اليهود في فرنسا التي تضم أكبر عدد من اليهود في اوروبا استقبل أولوند سبعة من زعماء الجماعات اليهودية في قصر الرئاسة ووعد بتكثيف جهود التصدي لموجة من الهجمات المعادية للسامية. وقال هولاند للصحفيين أمام قصر الرئاسة “أكدت من جديد أن الدولة لن تتهاون في مكافحة العنصرية ومعاداة السامية. لن نتساهل في شيء.” في إشارة إلى أعنف حادثة منذ أشهر حين قتل ثلاثة أطفال وخاخام رميا بالرصاص أمام مدرسة يهودية في تولوز على يدي المسلح «مجمد مراح» الذي يستلهم نهج القاعدة والذي قتل كذلك ثلاثة جنود.
ويتخذ هولاند منذ انتخابه مواقف مشددة في قضايا حفظ القانون والنظام. لكنه ما زال محاصرا بين ضرورة توخي الصرامة في التصدي للجريمة وبين وعوده الانتخابية بأن يكون اكثر انفتاحا من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي أثارت تصريحاته المتشددة في كثير من الأحيان بشأن القضايا المتعلقة بالاسلام إلى استياء كثير من المسلمين. وقال ان الحكومة ستقدم الى البرلمان مشروع قانون لتحسين مكافحة الارهاب، وإنه إنه سيتم تشديد المراقبة والحماية لأماكن العبادة
وسيتيح التشريع للشرطة القبض على الاشخاص الذين يشتبه في ان لهم أنشطة تتعلق بالارهاب خارج حدود فرنسا ويتيح لها ايضا الاطلاع على رسائل البريد الالكتروني أو الاتصالات عن طريق الانترنت الخاصة بالاشخاص الذين يحتمل ان يكونوا ارهابيين.
وكانت الشرة الفرنسية قد نفذت بواسطة قوات خاصة سلسلة مداهمات في وقت مبكر من نهاية الاسبوع في انحاء فرنسا لتفكيك ما وصفته السلطات بشبكة إسلامية متشددة. والقي القبض خلال المداهمات على 11 شخصا وقتلت الشرطة بالرصاص رجلا عمره 33 عاما قالت انه واحد من اثنين القيا قنبلة داخل سوق يهودية في ضاحية سارسيل في باريس في سبتمبر ايلول مما اسفر عن اصابة شخص.
وقال وزير الداخلية مانويل فال لتلفزيون تي اف 1 يوم السبت ان خطر الارهاب قائم في فرنسا وانه لا يستبعد القاء القبض على مزيد من الاشخاص فيما يتصل بالتحقيق في حادث سارسيل. ووصف ريشار براسكييه وهو رئيس منظمة تضم جماعات يهودية في فرنسا الاسلام الراديكالي بانه “ايدلوجية وحشية”. وقال للصحفيين “التسامح مع الاسلام الراديكالي يماثل التسامح مع النازية.”
وفي اعقاب اجتماعه مع زعماء الطائفة اليهودية اجتمع هولاند مع رئيس المجلس الاسلامي الفرنسي محمد موسوي وقال انه لن يتم السماح بتحميل المسلمين كطائفة المسؤولية عن هذه الافعال. وقال هولاند في بيان “يجب ألا يعاني المسلمون الفرنسيون من الإسلام الراديكالي. انهم ضحايا ايضا.”
كذلك أصدر موسوي بيانا تعهد فيه بالتضامن من جانب مسلمي فرنسا وميز بين من يشاركون في هجمات على اليهود وبين غالبية المسلمين.
وقال إمام مسجد باريس ان مسلمي فرنسا يجب “ان يكونوا واعين بالوضع المثير للقلق” للشبان المسلمين المشاركين في جماعات ارهابية وقال ان على الزعماء الدينيين ايجاد حلول لتجنب تفشي انشطة “تتعارض مع قيم الجمهورية ومباديء الاسلام الانسانية.” وفي فرنسا ما يزيد عن خمسة ملايين مسلم يمثلون اكبر اقلية مسلمة في اوروبا.