الانتخابات الأميركية: مناظرة حامية بين بايدن وريان
تحدى نائب الرئيس الامريكي جو بايدن منافسه الجمهوري بول رايان في مناظرة حامية وطلب منه ان يوضح كيف ستغير ادارة جمهورية في الولايات المتحدة من السياسة الخارجية لواشنطن في عالم محفوف بالمخاطر لكنه لم يحصل الا على القليل من التفاصيل الجديدة في قضايا منها ايران وسوريا وأفغانستان.
وقضى بايدن الديمقراطي ومنافسه الجمهوري رايان نحو نصف الوقت في مناظرتهما الوحيدة في سجال حول السياسة الخارجية على أمل كسب نقاط في قضايا تصدرت المشهد السياسي مع دخول حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية أسابيعها الاخيرة.
وسعى بايدن خلال مناظرة مفعمة بالحيوية جرت أمس الخميس استعادة قوة الدفع من حملة الجمهوريين بعد اداء ضعيف للرئيس باراك اوباما في المناظرة الرئاسية الاولى التي جرت الاسبوع الماضي بينه وبين المرشح الجمهوري ميت رومني.
وحاول رومني تصوير أوباما على انه ممثل ضعيف للسلطة الامريكية. وخلال مناظرة الامس اتهم رايان الادارة الامريكية بفشل الزعامة بشكل ادى الى حوادث مثل الهجوم الذي وقع الشهر الماضي على القنصلية الامريكية في ينغازي والذي ادى الى مقتل السفير الامريكي لدى ليبيا.
وقال رايان “ما نشهده على شاشات التلفزيون هو نتاج السياسة الخارجية لاوباما والتي تجعل العالم أكثر فوضوية وتجعلنا نحن أقل أمنا.”
ودافع بايدن بقوة عن سياسات إدارة اوباما ورفض انتقادات رايان وحاول محاصرته بسيل من الاسئلة عن تفاصيل سياسة رومني الخارجية لكن رايان لم يقدم اجابات شافية.
وقال بايدن عندما اتهم رايان البيت الابيض بتقديم صورة ضعيفة لامريكا الي العالم “مع كل الاحترام الواجب.. تلك حزمة من الكلام الفارغ.”
وذكر ان قرار أوباما بالموافقة على العملية التي قتل فيها اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل العام الماضي هو رسالة مفادها “اذا عمدت الى ايذاء أمريكا سنلاحقك حتى أبواب جهنم اذا احتجنا الى ذلك.”
وفيما يتعلق بايران قال المرشح الجمهوري ان طهران أصبحت أقرب الى نقطة امتلاك القدرة على صنع اسلحة نووية منها قبل أربع سنوات حين انتخب أوباما ووصف سياسة الرئيس الديمقراطي بتشديد العقوبات عليها بانها غير كافية.
ورد بايدن بان ادارة أوباما نجحت في حشد القوى الكبرى ومن بينها روسيا والصين لتأييد العقوبات وقال انه لا رايان ولا رومني أوضحا حتى الان كيف سيتمكنان من اقناع ايران بوقف برنامجها النووي اذا استبعدت الحرب من السياق.
وقال بايدن “لم يقولا شيئا أكثر مما فعلناه بالفعل.”
وفيما يتعلق بأفغانستان قال رايان انه من الضروري الا تخسر الولايات المكاسب التي حققتها.
وقال بايدن ان المهمة الامريكية في افغانستان اكتملت تقريبا وانه حان الوقت لان تنهي أمريكا مشاركتها في حرب لا تلقى تأييدا شعبيا. واستطرد “سنرحل. سنرحل عام 2014 . وفي غمار ذلك سنوفر خلال العشر سنوات القادمة 800 مليار دولار.”
واتهم بايدن أيضا حملة رومني-رايان “بالحديث المرسل” عن سوريا قائلا ان اتهام الجمهوريين المتكرر للرئيس الديمقراطي بأنه لم يفعل ما يكفي للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد يصور الولايات المتحدة على انها محاصرة في موقف خطير.
وتساءل قائلا “ماذا سيفعلان بخلاف ارسال قوات امريكية الى هناك؟ آخر ما تحتاجه امريكا هو حرب برية جديدة في الشرق الاوسط.”
ونفى رايان وجود اي مقترحات لارسال القوات الامريكية لسوريا لكنه لم يستطع ان يشرح ما يمكن ان تفعله ادارة برئاسة رومني أكثر من تعميق التعاون مع الحلفاء الاقليميين ومع مقاتلي المعارضة وهو ما فعلته ادارة أوباما بالفعل.
وتمكن رايان عضو مجلس النواب عن ولاية ويسكونسن والذي يصغر منافسه الديمقراطي المخضرم بثلاثين عاما تقريبا من الاحتفاظ برباطة جأشه اثناء المناظرة التي تضمنت سلسلة مساجلات غاضبة.
وعمد بايدن الي البدء بالهجوم مبكرا مبديا الحماس والانفعال اللذين تعرض اوباما للانتقاد لعدم اظهارهما اثناء مناظرته الاولى الاسبوع الماضي امام منافسه الجمهوري.
وقاطع كل من المرشحين لمنصب نائب الرئيس في انتخابات السادس من نوفمبر تشرين الثاني الاخر وتحدثا في نفس الوقت بشكل متكرر اثناء المناظرة التي استمرت 90 دقيقة.
وقال رايان ان الامريكيين يرون “تفسخ” سياسة اوباما الخارجية وهاجم بايدن رومني قائلا انه لم يتصرف “بطريقة رئاسية” عندما عقد مؤتمرا صحفيا بشأن ليبيا عقب تعرض القنصلية الامريكية في مدينة بنغازي للهجوم ومقتل السفير كريستوفر ستيفنز.
وقال رايان إن ادارة اوباما قدمت معلومات متضاربة بشان مقتل ستيفنز الشهر الماضي. واضاف قائلا “انتظر الرئيس اسبوعين ليعترف بأن هذا كان هجوما ارهابيا.”
وتعهد بايدن بان الادارة ستعثر على مرتكبي الهجوم وستصحح الاخطاء الامنية في البعثة الدبلوماسية في بنغازي.
وبدا واضحا ان بايدن (69 عاما) -وهو رئيس سابق للجنة العلاقات الخارجية واللجنة القضائية بمجلس الشيوخ- حرص على ابراز إفتقار رومني ورايان (42 عاما) للخبرة الدولية.