باراك حسين أوباما متماسك وحيوي
سيكون على باراك حسين اوباما مساء الثلاثاء خلال المناظرة التلفزيونية الثانية مع منافسه ميت رومني ان يكون “متماسكا وحيويا” كما وعد فريق حملته الانتخابية لكي يستعيد تقدمه على المرشح الجمهوري بعد المناظرة الاولى التي اخفق فيها وادت الى تراجعه في استطلاعات الرأي.
وقبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات الرئاسية في 6 تشرين الثاني/نوفمبر سيكون على المرشح الجمهوري من جهته احتواء الهجوم الذي يشنه عليه المعسكر الديموقراطي مع اقناع عشرات الملايين من الاميركيين بانه مؤهل اكثر من الرئيس المنتهية ولايته لقيادة البلاد في السنوات الاربع المقبلة.
وسيتقابل الرئيس المنتهية ولايته وخصمه الجمهوري في قاعة جامعة هوفسترا في هامستيد على مسافة اربعين كلم شرق نيويورك في الساعة 21,00 (1,00 الاربعاء تغ)، في مناظرة تستمر تسعين دقيقة يأمل كل منهما ان ينجح في جعل كفتها تميل لصالحه.
ووعد معاونو اوباما بان مرشحهم سيمحو صورة الرئيس الباهت الذي طغى عليه حضور رومني الهجومي قبل اسبوعين في دنفر (كولورادو، غرب) امام حوالى 67 مليون مشاهد عبر شاشات التلفزيون.
واكد روبرت غيبس الثلاثاء مستشار الحملة الديموقراطية والناطق السابق باسم البيت الابيض ان “اداء الرئيس كما اعتقد سيكون قويا بشكل استثنائي هذا المساء”. وقال “سترون شخصا صلبا ومفعما بالحماسة والحيوية”.
وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم حملة اوباما الاثنين “توقعوا ان يكون حازما ولكن مهذبا” واعتبرت ان “ميت رومني سيحاول تغيير صورة برنامجه”، مؤكدة ان “ميت رومني يمكن ان يقول ويفعل اي شيء بمعزل عما اذا كان صحيحا من اجل ان يصبح رئيسا”.
وهو انتقاد وجهه الديموقراطيون الى المرشح الجمهوري بعدما اعرب خلال المناظرة عن مواقف وسطية اربكت على ما يبدو الرئيس.
وسيتم التطرق في هوفسترا الى قضايا السياسة الخارجية والمسائل الداخلية. وخلافا للمناظرتين الاولى والاخيرة المرتقبة في 22 تشرين الاول/اكتوبر في فلوريدا، سيدعى افراد من الجمهور لطرح اسئلة على المرشحين. وستتولى الصحافية كاندي كرولي من شبكة “سي ان ان” ادارة المناظرة.
وسيوجه 80 ناخبا اميركيا مترددين اسئلة الى اوباما ورومني خلال المناظرة التلفزيونية الثانية الثلاثاء. وسيمنح كل مرشح دقيقتين للاجابة على الاسئلة التي ستطرح عليهما ثم دقيقة واحدة “للنقاش”.
واختار معهد غالوب الاسبوع الماضي عبر اتصالات هاتفية ثمانين شخصا اكدوا انهم لم يحسموا بعد قرارهم في الاقتراع.
ومن المتوقع ان يهاجم رومني الرئيس مجددا بخصوص ليبيا بعد الاعتداء على القنصلية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر الذي ادى الى مقتل السفير وثلاثة اميركيين اخرين.
لكن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عمدت مساء الاثنين الى تخفيف الضغط عن اوباما مؤكدة انها “تتحمل كامل المسؤولية” عن عواقب هذا الهجوم الذي اثار عاصفة سياسية في الولايات المتحدة.
وقد جاء الرئيس السابق بيل كلينتون صباح الثلاثاء ايضا لمساعدة اوباما.
وفي شريط فيديو جديد يقول كلينتون ان مشروع موازنة رومني، وهو ابرز مشاريعه، سيؤدي الى خفض الضرائب بنسبة 1% على الاميركيين الاكثر ثراء وزيادة الضغط الضرائبي على الطبقة المتوسطة.
من جهته نال رومني دعم الملياردير روس بيرو، الرجل الثالث في انتخابات 1992 الرئاسية الذي نال 19% من الاصوات ورجح، بحسب رأي الجمهوريين، فوز كلينتون في نهاية المطاف على الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب. وبحسب بيرو (82 عاما) فان رومني يملك “الخبرة والذكاء والنزاهة اللازمين لاعادة الوضع الى سكته” كما قال.
وفي الايام التي تلت المناظرة الاولى في 3 تشرين الاول/أكتوبر تراجعت نوايا التصويت لاوباما فخسر حوالى اربع نقاط على المستوى الوطني في استطلاعات الراي لصالح حاكم ماساتشوستس السابق (شمال شرق).
لكن اوباما ما زال متصدرا في تسع ولايات حاسمة في السباق هي كولورادو وفلوريدا وايوا ونيفادا ونيو هامبشر وكارولاينا الشمالية وفرجينيا وويسكونسن.
واظهر استطلاع للرأي اجرته شبكة “اي بي سي نيوز” وصحيفة “واشنطن بوست” ونشر الاثنين ان المرشح الجمهوري والرئيس المنتهية ولايته متقاربان جدا في السباق الى البيت الابيض.
وبحسب الاستطلاع يبقى باراك اوباما متصدرا على الصعيد الوطني مع 49% من نوايا التصويت مقابل 46% لمنافسه الا ان هذا التقدم بفارق ثلاث نقاط يبقى اقل من هامش الخطأ في الاستطلاع (3,5 نقاط).
ومساء الاثنين اكد موقع ريلكليربوليتيكس ان معدل الاستطلاعات يشير الى تساو شبه تام بين المرشحين.
واوقف الرئيس الديموقراطي والمرشح الجمهوري للبيت الابيض في انتخابات 6 تشرين الثاني/نوفمبر الحملة لبعض الوقت للتحضير للمناظرة.
ومن اجل الاستعداد للمواجهة الجديدة اختلى اوباما منذ السبت مع مستشاريه في مجمع فندقي في ويليامسبرغ في فرجينيا (شرق) على بعد 250 كلم جنوب واشنطن فيما كان ميت رومني منذ مساء السبت في منزله في بلمونت في ماساتشوستس (شمال شرق).
ويرى مايكل كرايمر الاستاذ في الاعلام في ساينت ماريز كوليدج (انديانا وسط) ان على اوباما “التوجه مباشرة الى من سيطرحون الاسئلة من خلال التواصل معهم واظهار تفاعل اكبر (…) عليه استخدام نبرة صوت اكثر اقناعا”.
واضاف “لكن على الرئيس ايضا ان يحرص على الا يبدو عدائيا الامر الذي سيستغله خصومه.
ومنذ مناظرة دنفر، سجل رومني تقدما كبيرا في معدلات التاييد له في استطلاعات الرأي. لكن في انتخابات تجري ولاية بعد ولاية وتعطي اهمية غير متكافئة للمناطق التي يعتبر فيها السباق محتدما، لا تزال طريق رومني نحو الرئاسة صعبة. فهو لا يزال متاخرا عن الرئيس في اوهايو (شمال) الولاية التي يمكن ان تكون حاسمة في انتخابات 6 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفور انتهاء المناظرة سيستأنف كل من اوباما ورومني حملته الانتخابية حيث يزور اوباما الاربعاء ايوا (وسط) واوهايو (شمال) وهما من الولايات الاساسية العشر التي يمكن ان تحسم نتائج الانتخابات فيما يتوجه رومني الى فرجينيا التي تعتبر استراتيجية ايضا.