الابراهيمي في سوريا
يلتقي الاخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية مع مسؤولين سوريين في العاصمة دمشق على مدى الايام القليلة القادمة على أمل التوصل الى وقف لاطلاق النار في الحرب بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد وقوات المعارضة.
وقال خالد المصري المتحدث باسم الامم المتحدة في دمشق ان الابراهيمي وصل الى دمشق اليوم الجمعة وانه سيجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح غد السبت. لكنه لم يقل ما اذا كان الابراهيمي سيلتقي الرئيس السوري.
وقال الابراهيمي للصحفيين لدى وصوله انه سيبحث مع المسؤولين السوريين وقف اطلاق النار والمسألة السورية بشكل عام. وأضاف انه سيبحث المسألة السورية مع الحكومة والاحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني.
ولم تظهر اي بوادر على انحسار العنف وتحدث نشطاء سياسيون عن قتال عنيف في شوارع مدينة حلب أكبر المدن السورية واشتداد قصف الجيش لبلدات على طول الطريق الاستراتيجي الرابط بين شمال البلاد وجنوبها.
وفي لبنان اودى انفجار ضخم بوسط بيروت في ساعة الذروة اليوم الجمعة بحياة مسؤول امني وسبعة اشخاص اخرين واسفر عن اصابة نحو 80 شخصا وزاد المخاوف من ان الحرب في سوريا تفاقم التوترات في لبنان.
ويقوم المبعوث الدولي بجولة في المنطقة في محاولة لاقناع مؤيدي الاسد وخصومه بالالتزام بهدنة اثناء عيد الاضحى.
وأيد الامين العام للامم المتحدة بان جي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الدعوة الي وقف لاطلاق النار.
وقالا في بيان مشترك “كلما استمر العنف كلما ازدادت صعوبة التوصل إلى حل سياسي واعادة بناء سوريا.”
ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم الجمعة كل اطراف الصراع في سوريا الي الالتزام بوقف اطلاق النار في العيد.
وقال داود أوغلو للصحفيين في انقرة “من المهم ان يوقف النظام السوري الذي يقصف شعبه بالطائرات الحربية والهليكوبتر هذه الهجمات فورا وبدون شروط.”
وأيدت ايران أيضا الدعوة الى وقف اطلاق النار لكنها قالت ان المشكلة الرئيسية في سوريا هي التدخل الاجنبي في اشارة الى دعم دول الخليج والولايات المتحدة ودول غربية أخرى وتركيا لقوات المعارضة.
ونقلت وكالة مهر للانباء عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان قوله “نرى ان فرض وقف فوري لاطلاق النار هو خطوة مهمة لمساعدة الشعب السوري.”
وقال “سوريا اتخذت خطوات هامة ضد الارهاب والتدخل الاجنبي وتواصل العمل على الاصلاح السياسي وأمن البلاد.”
وعلى الرغم من تصريحات ايجابية صدرت عن مؤيدي الاطراف المتحاربة يبدو ان مهمة التوصل الى هدنة مؤقتة صعبة مع احتدام القتال الذي سقط فيه اكثر من 30 ألف قتيل.
وانهار وقف سابق لاطلاق النار في ابريل نيسان بعد ايام قليلة من تنفيذه وتبادل الجانبان الاتهامات. وتنحى المبعوث الدولي السابق كوفي عنان بعد ذلك بأشهر قليلة معربا عن خيبة امله. وستطبق الهدنة دون مراقبين أجانب في حالة إقرارها.
وقال هلال خشان استاذ العلوم السياسية اللبناني ان تركيا المؤيدة للانتفاضة وايران المؤيدة للاسد تشجعان على الارجح وقفا لاطلاق النار حتى يقال انهما تفعلان شيئا.
وعبر في تصريحات لرويترز في بيروت عن تشككه في نجاح الهدنة وقال ان كل طرف لا يثق في الاخر وتخشى المعارضة ان يستغل النظام وقف اطلاق النار ليعزز مواقعه في حلب وادلب.
وأعلنت جماعة معارضة تطلق على نفسها اسم القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية في سوريا في تسجيل مصور انها مستعدة لقبول وقف اطلاق النار بشرط ان تفرج حكومة الاسد عن المحتجزين وبخاصة النساء وترفع الحصار عن مدينة حمص.
كما طالبت بوقف الهجمات الجوية وفتح الطريق امام المساعدات الانسانية وألا يستغل جيش الاسد الهدنة ليعزز مواقعه.
وتقول جماعات معارضة أخرى انها لم تتخذ قرارا حتى الان.
واشتدت في الاشهر القليلة الماضية الحرب بين قوات الاسد وقوات المعارضة التي تحاول انهاء حكمه المستمر منذ 12 عاما.
وقتل 240 شخصا في انحاء سوريا يوم الخميس في اشتباكات وعمليات قصف من دمشق إلى حلب العاصمة التجارية للبلاد.
وقال نشطاء ان الطائرات الحربية قصفت يوم الخميس بنايات سكنية ومسجدا في بلدة معرة النعمان بمحافظة ادلب الشمالية التي يمر فيها الطريق السريع بين الشمال والجنوب والذي يربط العاصمة بمدينة حلب.
واظهر مقطع مصور بالفيديو بث في موقع يوتيوب على الانترنت رجالا وهم يخرجون اشلاء اطفال من بين كتل خرسانة قالوا انها انقاض بناية في معرة النعمان.
وسيطرت قوات المعارضة على معرة النعمان الاسبوع الماضي وتحاول قوات الاسد استعادتها واستعادة الطريق الموصل الى حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القصف استمر في نفس المنطقة اليوم.
وفي باريس ادانت وزارة الخارجية الفرنسية القصف في معرة النعمان الذي قالت انه اسفر عن مقتل 47 شخصا على الاقل من بينهم 23 طفلا.
وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب لاليو “هذه الغارات ضد السكان المدنيين تظهر رعب ووحشية الحملة العنيدة التي يشنها النظام.
“هذه الجرائم تظهر الحاجة الماسة إلى وجود وقف دائم لاطلاق النار وانتقال سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري.”
وقال لاليو ان جهود الابراهيمي من اجل التوصل إلى وقف لاطلاق النار جديرة بالثناء لكن بينما يجب على الجانبين كليهما الالتزام بها فإن الهجمات في معرة النعمان تظهر ان الظروف غير مهيأة حتى الان.