رحب الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بالتصريحات “الشجاعة” التي ادلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي بدا كأنه يتخلى فيها عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وقال بيريز في بيان ان “كلمات ابو مازن الشجاعة تثبت ان اسرائيل لديها شريكا حقيقيا للسلام”.
ي هذا الأثناء سعت الرئاسة الفلسطينية يوم السبت الى الحد من تداعيات التصريحات التي اطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع محطة تلفزيون اسرائيلية حول حق العودة.
وقال نبيل ابو ردينة المتحدث الرسمي باسم عباس “هدف المقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي كان التاثير في الراي العام الاسرائيلي والزوبعة التي تثيرها جهات معروفة لاستثارة الراي العام هدفها الانقلاب على الشرعية.” واضاف “حق العودة واللاجئون هي من الملفات النهائية العالقة في المفاوضات مع الاسرائيليين مثلها مثل الحدود والمياه.” وتابع “ونحن ملتزمون بالثوابت الوطنية التي اقرتها المجالس الوطنية بهذا الشأن ولا جديد حول هذا الموقف.”
وكانت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي قد نقلت قبل يومين تصريحات نادرة لعباس عند سؤاله اذا كان يريد العيش في صفد وهي البلدة التي عاش فيها طفولته قال فيها “لقد زرت صفد مرة من قبل. لكنني أريد ان أرى صفد. من حقي ان أراها .. لا أن أعيش فيها.” وأضاف “فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها. هذا هو (الوضع) الآن وإلى الأبد… هذه هي فلسطين في نظري. إنني لاجيء لكنني أعيش في رام الله. أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الاخرى هي إسرائيل.”
واثارت هذه التصريحات ردود فعل حادة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت اضافة الى انتقادات واسعة من عدد من الفصائل الفلسطينية بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصيل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية. واوضح ابو ردينة في تصريح صحفي بثته وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية “الرئيس والقيادة الفلسطينية ماضية في التمسك في الثوابت مهما فعلت اسرائيل وجهات اخرى حليفة لها من الاعيب اعلامية لتغيير الصورة الحقيقية الى صورة واهمة.”
وفي غزة شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات دعت إليها حركة حماس وعدد من الفصائل الفلسطينية، للتنديد بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي فُهم منها أنه تنازل عن حق العودة. ورفع شبان فلسطينيون شعارات تندد بتصريحات الرئيس الفلسطيني، فيما قام آخرون بحرق صوره وسط هتافات تندد به وتطالبه بالرحيل.
ويستعد عباس الى التوجه الى الامم المتحدة للمطالبة بحصول فلسطين على وضع دولة غير عضو في المنظمة الدولية قال ان الهدف منه الحفاظ على حل الدولتين.. دولة فلسطينية تعيش الى جانب اسرائيل.
ودعا حسن عصفور الوزير السابق في السلطة الفلسطينية في مقال له على موقع امد الاخباري عباس “ان يخرج بذاته وليس عبر ناطقين او مستشارين يزيدون المصيبة مصائب ليعلن ان ما حدث زلة لسان وهو تعبير عن موقف شخصي قد يكون بعد انتهاء المسؤولية الوطنية كرئيس منتخب… الاعتراف بالخطأ فضيلة.”
واتهم عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي عباس بانه “يقدم تنازلات مجانية ويفرط بالثوابت الفلسطينية من اجل ارضاء الاسرائيلين.” وقال في مقال له “اذا كان الرئيس عباس لا يريد العودة الى صفد والبقاء في رام الله او العيش في بيته في عمان فهذا قراره الشخصي ولكنه في هذه الحالة لا يجب ان يتحدث او يدعي تمثيل ستة ملايين لاجئ فلسطيني ينتشرون في مختلف بقاع الارض علاوة على الاراضي المحتلة في الضفة والقطاع ودول الجوار.” واضاف عطوان “انا شخصيا ومعي ستة ملايين لاجئ او هذا ما اعتقده نقول للرئيس عباس اننا نريد العودة الى مدننا وقرانا في فلسطين المحتلة المسماة حاليا اسرائيل … وهذا حقنا ولذلك نطالبه (عباس) بان لا يتحدث باسمنا طالما انه اراد ان لا يكون واحدا منا.”
وطالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على موقعها الرسمي “اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي للمنظمة بمحاسبته فورا على هذه التصريحات.” وقال رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة “ان الرئيس ابو مازن بتصريحاته يعيش وهما يحاول خلاله استجداء الموقف الامريكي على امل اعطائه شيئا.”
ويتواجد عباس حاليا في العاصمة الاردنية عمان في زيارة لم تعلن اسبابها.