أوباما: سوف أمد يدي لكافة الأطياف السياسية
اكتسب الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك حسين أوباما قوة بعد انتصاره الانتخابي الصريح على منافسه الجمهوري ميت رومني وسارع بالتعهد بمد يده لكل الاطياف السياسية الامريكية والسعي لحل قضايا صعبة شابت فترة رئاسته الاولى.
وفاز أوباما بفترة رئاسية ثانية في البيت الابيض متغلبا على شكوك قوية بين الناخبين بشأن ادارته للاقتصاد الأمريكي الضعيف.
واختار الأمريكيون مجددا ان يبقوا مع حكومة مقسمة في واشنطن بالاحتفاظ برئيس ديمقراطي في البيت الابيض والاحتفاظ بالكونجرس كما هو حيث يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ ويهيمن الجمهوريون على مجلس النواب.
ووقف الرئيس الأمريكي (51 عاما) في شيكاجو أمام آلاف من انصاره الفرحين الذين أخذوا يهللون مع كل عبارة ينطقها في خطاب النصر الذي قال فيه إن هناك حاجة لحلول وسط حتى تمضي البلاد قدما.
وقال أوباما للحشود “لقد نهضنا وناضلنا من اجل العودة وهذا من اجل أمريكا والافضل قادم.” وأضاف قائلا “لقد اعطيتم اصواتكم من اجل العمل لا من أجل السياسية كالمعتاد.” وتعهد أوباما بالعمل مع زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري لخفض عجز الميزانية الاتحادية واصلاح قانون الضرائب وقانون الهجرة وخفض اعتماد البلاد على النفط الأجنبي. وقال أوباما الذي أصبح أول رئيس أمريكي أسود حين فاز بانتخابات عام 2008 انه يأمل ان يجلس مع رومني خلال الاسابيع القليلة المقبلة ويبحث معه التحديات القادمة.
وأعلن أوباما انه سيعود الى البيت الابيض وهو أكثر تصميما على التصدي للتحديات التي تواجه أمريكا. وقال “سواء كنت استحق أصواتكم ام لا فأنا قد استمعت اليكم وتعلمت منكم وبفضلكم أصبحت رئيسا أفضل.”
وما زالت المشاكل التي شابت فترة رئاسته الاولى والتي القت بظلال شك على رسالة الامل والتغيير التي حملها لدى انتخابه عام 2008 تنتظره بلا حل. فعليه ان يتعامل مع عجز سنوي بلغ تريليون دولار ويسعى لخفض الدين العام الذي بلغ 16 تريليونا واصلاح برامج اجتماعية مكلفة والتعامل مع كونجرس منقسم.
وبعد ان واجه رومني وهو مليونير رأس من قبل شركة للاسثمار الخاص المباشر عددا من العثرات الانتخابية في البداية تقدم واقترب من منافسه الديمقراطي أوباما بعد ان تغلب على الرئيس في المناظرة الاولى من ثلاث مناظرات رئاسية.
وظل عدد الاصوات التي حصل عليها كل مرشح في التصويت الشعبي متقاربا إلى حد كبير اذ حصل أوباما على 50 في المئة من الاصوات وحصل رومني على 49 في المئة بعد حملة طويلة ومريرة أنفق خلالها المرشحان وحلفاؤهما الحزبيون ملياري دولار أمريكي.
لكن في نظام المجمع الانتخابي الذي يخصص لكل ولاية عددا من الاصوات في المجمع يتناسب مع عدد السكان اقتنص أوباما نصرا مريحا.
وبحلول صباح الاربعاء كان أوباما قد حصل على 303 أصوات وهو ما زاد بكثير على الاصوات التي يحتاجها للفوز في المجمع الانتخابي وهي 270 صوتا بينما حصل رومني على 206 أصوات. ولم تحسم بعد نتيجة الاقتراع في ولاية فلوريدا حتى بعد مرور وقت طويل على اقرار رومني بخسارته وهو ما يعني ان هناك 29 صوتا في المجمع الانتخابي لم تحسم بعد.
واعترف المرشح الجمهوري (65 عاما) حاكم ماساتشوستس السابق بهزيمته أمام أوباما في خطاب يتسم بالذوق وسماحة النفس ألقاه امام انصاره المحبطين في بوسطن. واتصل رومني بأوباما للاقرار بالهزيمة بعد جدل قصير حول فوز الرئيس الديمقراطي بولاية أوهايو المتأرجحة.
وقال رومني لأنصاره بعد أن اتصل بأوباما لتهنئته “هذا وقت التحديات الكبرى بالنسبة لأمريكا وأتمنى أن ينجح الرئيس في قيادة أمتنا.” وحذر رومني من الاستقطاب الحزبي في واشنطن وحث زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري على وضع مصلحة “الناس قبل السياسة.”
وتغلب أوباما على رومني في عدد من الولايات المتأرجحة رغم ضعف الانتعاش الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة اللذين خيما على حملته الانتخابية.
وكانت الشبكات التلفزيونية تكهنت بالنتيجة في وقت متأخر مساء الثلاثاء إلا أن حملة رومني انتظرت لأكثر من ساعة للموافقة على النتيجة في أوهايو.
وحقق أوباما انتصارا قويا في الولاية الحاسمة أوهايو وولايات شهدت معارك ساخنة هي فرجينيا ونيفادا وأيوا وكولورادو مما خلف صدمة لدى مستشاري رومني.
وفاز أوباما بعد ان نجح في اقناع الناخبين الأمريكيين بالوقوف وراءه وهو يحاول تحفيز الاقتصاد والتعافي من أسوأ تراجع اقتصادي منذ الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي. وأظهر التعافي الاقتصادي بعض مؤشرات القوة لكن معدل البطالة مازال يقف عند 7.9 في المئة.
وكان فوز أوباما في الولاية الحاسمة أوهايو كما توقعت شبكات التلفزيون الامريكية خطوة حاسمة في فوزه بالاصوات المطلوبة للفوز في المجمع الانتخابي ووجه ضربة قاضية لآمال رومني في اقتناص الفوز في الولايات المتأرجحة.
وذكرت شبكات التلفزيون الأمريكية أن أوباما حقق فوزا محدودا في اوهايو وويسكونسن وأيوا وبنسلفانيا ونيوهامبشير وهي ولايات نافسه عليها رومني بشدة وفاز رومني في ولاية متأجرحة وحيدة هي نورث كارولاينا.
وفي البداية أخر رومني قليلا اعترافه بالهزيمة حين شكك بعض الجمهوريين في ان أوباما فاز حقا في أوهايو رغم اصرار كل خبراء الانتخابات في جميع شبكات التلفزيون الكبرى على اعلانه رئيسا لفترة ثانية.
لكن حين أضيفت كولورادو وفرجينيا لصالح أوباما طبقا لتوقعات شبكات التلفزيون لم يعد بامكان رومني الحصول على عدد الاصوات المطلوبة في المجمع الانتخابي حتى لو اعيد النظر في نتائج أوهايو.
ورغم النصر المريح لم يبد على ميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ اي رغبة في التخلي عن مبادئه المحافظة في مؤشر على المواجهات المحتملة المنتظرة.
وقال مكونيل “لم يوافق الناخبون على الاخفاقات او المبالغات التي حدثت في الفترة الاولى للرئيس لقد اعطوه ببساطة وقتا لينهي المهمة التي طلبوها منه حتى يحققها مع كونجرس اعاد التوازن الى واشنطن بعد عامين من هيمنة الحزب الواحد.”
ومع احتفاظهم بالاغلبية في مجلس الشيوخ الذي يضم 100 عضو حصل الديمقراطيون على مقاعد كان يشغلها جمهوريون في ماساتشوستس وانديانا بينما احتفظوا بغالبية المقاعد التي كانوا يشغلونها في المجلس السابق بما في ذلك فرجينيا وميزوري.
اما الاغلبية التي احتفظ بها الجمهوريون في مجلس النواب الذي يضم 435 مقعدا فتعني ان الكونجرس سيظل يشهد استقطابا حزبيا عميقا وهو يتعامل مع اختيارات مالية صعبة وقضايا اخرى.
نحن العرب والمسلمين لا نطالب الرئيس بارك حسين اوباما ان يتقرب من الحكام العرب والمسلمين فذلك لا يشرفه بل نطمح نحن الشعوب العربية والاسلامية ان يتقارب مع طموحاتنا المشروعة في الحرية والعدالة اي لا يعادينا كشعوب
تاريخ نشر التعليق: 2012/11/08اُكتب تعليقك (Your comment):