المعارضة السورية تجتمع في الدوحة لتوحيد صفوفها
عقدت غالبية اطياف المعارضة السورية الخميس في الدوحة اجتماعا موسعا باحتضان دولي بهدف توحيد صفوفها وبحث انشاء قيادة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الاسد. وانطلق الاجتماع بحضور شخصيات عربية ودولية بدعوة من قطر والجامعة العربية تحت مسمى “من اجل سوريا”، وهو يأتي بعد جدل كبير حول مستقبل “المجلس الوطني السوري”، الذي كان يعد حتى الآن الكيان المعارض الرئيسي، وحول دوره في اي هيئة قيادية.
وبعد ان اعتبر المجتمع الدولي المجلس الوطني ممثلا شرعيا وليس وحيدا للسوريين، تعرض المجلس لانتقادات قاسية من واشنطن فيما يأخذ الغرب على المعارضة عدم وحدتها في وجه النظام الذي تنادي باسقاطه، وذلك بعد مرور 20 شهرا على بداية الازمة.
وقال نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي للصحافيين على هامش الاجتماع الذي دعت اليه قطر والجامعة العربية “مطلوب من المعارضة الخروج من مرحلة التشتت الى مرحلة الاتفاق حول جهاز قيادي يكون له مصداقية امام الشعب السوري في الداخل والعالم الخارجي”.
أما رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني فدعا في مستهل اجتماع المعارضة السورية الى توحيد صفوفها. وبحسب مشاركين في الاجتماع فقد دعا الشيخ حمد المجتمعين الى “تغليب مصلحة الوطن والشعب السوري على المصالح الشخصية”، مؤكدا ان “المسؤرويلة التاريخية الملقاة على عاتق المعارضة تتطلب منها العمل على توحيد صفوفها”.
ومن بين الحاضرين وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني. وقال العربي على هامش الاجتماع ان “الكل متفقون على ان المعارضة يجب ان تتوحد لكنهم لم يصلوا الى حد الان لاطار يمكن للجميع ان ينضموا اليه”.
والى جانب ممثلين عن المجلس الوطني السوري وفصائل المعارضة الاخرى، شارك في الاجتماع ايضا رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب الذي قال للصحافيين “سنبحث في موضوع هيئة سياسية توحد المعارضة السورية ان شاء الله ونحن متفائلون جدا”.
من جهته قال برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري في تصريح للصحافيين ان “الجو ايجابي، الكل يريد للاجتماع ان ينجح، الفشل ممنوع”.
ومن المشاركين ايضا المعارض السوري هيثم المالح، وريما فليحان ممثلة عن هيئة التنسيق الوطنية، وصدر الدين البيانوني المراقب العام السابق للاخوان المسلمين، فيما ايد المعارض ميشال كيلو الاجتماع في بيان اصدره، من دون ان يحضر.
وكانت قطر والجامعة العربية وجهتا دعوات لمختلف فصائل المعارضة السورية للمشاركة في اجتماع موسع اليوم الخميس يهدف الى توسيع المعارضة والبحث في مبادرة مدعومة من واشنطن لانشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة.
وتنص هذه المبادرة التي يقودها المعارض رياض سيف على انشاء قيادة موحدة تحت اسم “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تنبثق عنها حكومة في المنفى.
الا ان المجلس الوطني السوري كشف الاربعاء عن مبادرة خاصة لتوحيد المعارضة من خلال اقامة “مؤتمر وطني” في “الاراضي المحررة” يضم 300 عضو يمثلون المجلس الوطني والتنسيقيات المحلية والجيش الوطني الحر والشخصيات المنشقة.
وقال رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا لوكالة فرانس برس “سنناقش المبادرتين وربما مبادرات اخرى، وسنطرح افكارنا للوصول الى صيغة ترضي الجميع”.
وكان المجلس الوطني عقد من الاحد اجتماعات في الدوحة هيمنت عليها المخاوف والتحفظ حيال مبادرة سيف المدعوة من واشنطن (اكرر واشنطن).
وانتخب المجلس ليل الاربعاء الخميس في الدوحة قيادة جديدة له يتمثل فيها الاسلاميون بقوة، الا ان اختيار المكتب التنفيذي والرئيس قد اجل ليوم الجمعة، بحسبما افاد اليوم الخميس قياديون في المجلس.
واختارت الهيئة العامة للمجلس الاعضاء ال41 الجدد في الامانة العامة خلال عملية اقتراع في الدوحة ليل الاربعاء الخميس.
وسيقوم اعضاء الامانة العامة بدورهم باختيار 11 عضوا يشكلون المكتب التنفيذي الذي سيختار الرئيس الجديد للمجلس.
وقد اجلت هذه العملية الى يوم الجمعة اذ يفترض ان تتم اضافة اربعة اعضاء الى الامانة العامة يمثلون النساء والاقليات، بحسبما افاد متحدث باسم المجلس الوطني.
وبقي الرئيس المنتهية ولايته عبد الباسط سيدا عضوا في الامانة العامة الجديدة، الا ان معارضين بارزين مثل برهان غليون وجورج صبرا ورياض سيف قد خروجوا منها، وبالتالي ليس بالامكان من حيث المبدأ ان يترأسوا المجلس.
ويشكل الاسلاميون ثلث الامانة العامة تقريبا، بينهم خمسة اعضاء من الاخوان المسلمين، بحسب تعداد اجرته وكالة فرانس برس.
وتتمثل الاقليات العرقية مثل الاكراد والاشوريين في الامانة العامة الجديدة، الا انه لم يتم انتخاب اي امراة في الامانة.
وقال احمد رمضان العضو الجديد في الامانة العامة لوكالة فرانس برس “يمكننا بموجب نظامنا الداخلي اضافة اربعة اعضاء، وبالتالي سنقوم بتعيين امرأتين وعضوين آخرين يمثلان الاقليات الدينية”.
وبحسب اعضاء في المجلس، فان العضوين الاضافيين يمن ان يكونا ممثلين عن المسيحيين والعلويين.
وتتوج هذه الانتخابات عملية توسيع المجلس التي بدات الاحد في الدوحة مع دخول 200 عضو جديد الى الهيئة العامة التي باتت مؤلفة من 400 عضو، ثلثهم من الداخل السوري.