نصر الله «بقاء المقاومة حتى النصر أو الشهادة»
بيروت – «برس نت»
بعد ٢٤ ساعة على أحداث صيدا أطل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تعهد الامين العام لحزب الله في لبنان، السيد حسن نصر الله من خلال شاشة عملاقة، باحتفال «يوم الشهيد» وتعهد ببقاء المقاومة حتى «النصر او الشهادة».
وبان نصر عبر خطابه الذي دام ساعة أنه مستعد لمواجهة كل منتقديه السياسيين بين الأفرقاء اللبنانيين. وقال «نحن مستمرون في جهوزيتنا وتطوير خبراتنا وقدراتنا» وأكد بأن العمل قائم من دون كلل او تعب وتوجه إى منتقديه قائلاً«ولا يفكر احد أن ما يقال في لبنان والمنطقة عن المقاومة سوف يثنينا عن العمل لردع العدو».
وتحدث نصر الله عن «معادلة الردع مع العدو الصهيوني»ووصفها بأنها «معادلة الجيش والشعب والمقاومة» ورفض التخلي عن خيار المقاومة وقال إنه «خيار إنساني عقلاني والتخلي عن هذا الخيار هو جنون وانتحار».
ووضع نصرالله في كلمته طائرة «ايوب» في سياق معادلة الردع مع العدو، مؤكداً أن «المقاومة تتقدم خطوات جبارة إلى الأمام والعدو يعلم معنى أن يصبح لدينا معلومات واضحة وصحيحة بهذا الحجم» ،أضاف «إذا كان لديك قدرات عسكرية من دون معلومات دقيقة فكل تلك القدرات بلا معنى ومن هنا تبرز أهمية طائرة ايوب». واتهم نصر الله الذين انتقدوا إرسال الطائرة أيوب فوق فلسطين المحتلة بأنهم «أعطوا الحق لإسرائيل بمهاجمة لبنان» وقال «بعد إرسال طائرة ايوب بدأت البيانات والاستنكارات والمواقف التي تعطي الحق للإسرائيلي بشن اعتداء على لبنان من قبل بعض اللبنانيين» وأشار إلى أن إسرائيل لم تحرك ساكناً لأن «الإسرائيلي ليس خزمتشي لدى ١٤ آذار» ولا ينفذ مصالح هذا الفريق «بل يعمل لتنفيذ مصالحه»، وشدد على أن «ما يحمي لبنان وسيادته وحدوده هو اللبناني نفسه من خلال معادلة الشعب والجيش والمقاومة» وأتهم أميركا وإسرائيل و١٤ آذار بأنهم «يريدون قص الظفر الذي يحمي لبنان» وأنهى بالقول« فشروا يقصوه».
ثم تطرق الى الوضع في قطاع غزة، فاعتبر أن ما يجري في هناك من هجمات اسرائيلية هو «امتحان عسير لدول الربيع العربي من مصر الى ليبيا وتونس» وتساءل«كيف سيتصرفون؟»، وأضاف «الآن غزة تقصف كل يوم وهناك عشرات الشهداء والجرحى يومياً» وصاح«والسؤال أين جامعة الدول العربية امام هذه الإعتداءات؟”».
وحذر نصر الله من اننا «أصبحنا في زمن الفتن وفي هذا الزمن يجب على الانسان ان يميز الطيب من الخبيث». وتوجه نحو اللبنانيين بالقول«درء الفتنة يحتاج الى الصبر والتحمل» وتوسع بالقول «واذا حصل خطأ من أي فريق، على الفريق الآخر الصبر والعمل لمعالجة الأمور» وطالب الدولة بأن «تتحمل مسؤوليتها بفتح الطرقات وحماية الناس».
وخاطب اللبنانيين قائلا «إن هذه المرحلة حساسة جدا ولا يجب أن يأخذنا أحد لا بالتحريض ولا بالاضاليل وبالاكاذيب»، مشيراً الى ضرورة التواصل بين العلماء والفاعليات وعلى كل الصعد لدرء الفتن في إشارة إلى التوتر بين السنة والشيعة، وتسائل: «إلى أين يريد أن يصل من يتهمنا منذ الساعات الأولى باغتيال الحسن؟ ولما استبعاد فرضية أن إسرائيل اغتالت الحسن؟».
وتطرق إلى ما حصل في مدينة صيدا الساحلية الجنوبية من صدام بين أنصار رجل الدين السني الأصولي أحمد الأسير وانصار حزب الله و إن «بعض الناس يريدون استغلال أية حادثة لإدراجها في سياق ايقاع الفتنة بين السنة والشيعة» وأشار إلى «وما حدث في صيدا بالامس يندرج في نفس الإطار وهناك من يسعى لاخذها بالفتنة» وقال بوجوب العمل «بدقة وحكمة حرصا على عدم انفجار البلد». وانتقد نصرالله اتهام البعض لحزب الله انه وراء اغتيال رئيس فرع المعلومات السابق في قوى الامن اللواء وسام الحسن، وقال «البعض يعمل لاستغلال اغتيال اللواء الحسن لبث الفتنة بين السنة والشيعة في لبنان». وأشار نصرالله إلى وجود معلومات مؤكدة عن أن البعض في الفريق الآخر يدفع لبنان إلى الانفجار، و«يسعى أن يكون الانفجار شيعياً سنياً» وأشار بالتحديد «إلى بعض مسيحيي ١٤ آذار وبعض الناس في تيار المستقبل».
وفي إشارة إلى مسزة طاولة الحوار ورفض فريق لبناني الجلوس على طاولة الحوار التي يدعو لها الرئيس ميشال سليمان، أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” أن المقاومة يعز عليها أن تجلس مع من له تاريخ مليء بالعمالة مع العدو على طاولة الحوار، وقال«من كرم أخلاقنا اننا جلسنا لنناقش معكم الإستراتيجية الدفاعية أو سلاح المقاومة». وانتقد غياب بعض التنظيمات وتساءل «هل من الإنصاف والعدل ان بعض الأطراف يجلسون لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية عن لبنان وهؤلاء لهم كل هذا التاريخ المليء بالعمالة؟ وهل الإنصاف يقول إنه يجب استبعاد أطراف قاومت العدو كالحزب الشيوعي اللبناني والجماعة الإسلامية والتنظيم الشعبي الناصري وغيرهم من الناصريين والبعثيين وغيرهم من الأفرقاء؟» ولكنه «لم يقفل الباب نهائياً على الحوار بقوله «عندما تريدون الجلوس إلى طاولة الحوار فنحن جاهزون» وأنهى قائلاً «وان لم تريدوا فالله معكم».
وقارب نصرالله مسألة النتخابات وشرح بأن «كل شيء في لبنان سياسي» وأنه «لا تكنوقراط» في البلد ف يرفض صريح للحديث عن حكومة غير سياسية. أما بالنسبة لقانون الانتخابات دعا نصرالله “القبضاي” الذي قال إن «١٤ آذار«ستفوز وفق أي قانون انتخابي» إلى أن يقبل بقانون النسبية، في إشارة إلى رئيس القوات اللبنانية «سمير جعجع».
والتفت نصر الله نحو الأزمة السورية ودعا للحوار السياسي «طالما قلنا إن الحل هناك هو حل سياسي» وانتقد المعارضة التي ترفض الحوار مع انظام ووصف الأمر بأنه «خطير» لأن المعارضة في سورية «حتى بعد توحدها بقرار اميركي ترفض الحوار» وتسائل« لمصلحة من؟هل لمصلحة الشعب السوري ام لمصلحة الاميركي؟».