من ردات الفعل على قصف غزة: سحب السفير المصري من تل أبيب
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي أمس الأربعاء وأكد مساندة الولايات المتحدة لحق اسرائيل في الدفاع عن النفس في ضوء الهجمات الصاروخية عليها من غزة.
وجاء في البيان أن أوباما تحدث إلى الزعيمين عن الهجمات الصاروخية التي تشن من غزة على إسرائيل والعنف المتصاعد في غزة. وقال إنه “حث الرئيس رئيس الوزراء نتنياهو على بذل كل جهد لتفادي وقوع ضحايا بين المدنيين. واتفق الاثنان على ان حماس يجب عليها ايقاف هجماتها على إسرائيل لمنع تصعيد الموقف.”
وأضاف البيان قوله “تحدث الرئيس أيضا إلى الرئيس المصري مرسي بالنظر إلى الدور الرئيسي لمصر في الحفاظ على الأمن الإقليمي. وأدان الرئيس اوباما في حديثهما اطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل وكرر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس
ولمن هذا لم يمنع مصر من استدعاء سفيرها إذ أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الرئيس المصري محمد مرسي قرر استدعاء السفير المصري في تل ابيب وذلك على خلفية الغارات على غزة. وقال المتحدث ياسر علي في تصريح بثه التلفزيون المصري إن مرسي قرر «استدعاء سفير مصر في اسرائيل” وطلب من وزارة الخارجية استدعاء السفير الاسرائيلي في القاهرة».
وكان وزير الخارجية المصري محمد عمرو قد طالب اسرائيل بالوقف “الفوري” لغاراتها على قطاع غزة والتي ادت الى مقتل القيادي العسكري البارز في “حماس” احمد الجعبري. وقال عمرو في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية ان “التصعيد الإسرائيلي في غاية الخطورة ويأتي في مرحلة حرجة تمر بها المنطقة، الأمر الذي يهدد باشعال الموقف بصورة خطيرة”. وطالب عمرو “إسرائيل بوقف غاراتها على قطاع غزة فورا”.
في الأمم المتحدة اعلن متحدث باسم الأمم المتحدة ان الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون دعا اسرائيل وحركة “حماس” لمنع تصعيد العنف في قطاع غزة، وحث الجانبين على ضمان حماية المدنيين. وقال المتحدث مارتن نسيركي “الأمين العام يدعو لوقف تصعيد التوتر فورا”. واضاف ان هذه الدعوة هي تكرار لموقف بان المعلن بالفعل. واضاف المتحدث “يتعين على الجانبين فعل كل ما يلزم لتجنب أي تصعيد آخر وعليهما احترام التزامهما بموجب القانون الانساني الدولي بضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات”.
من جهته قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي إن وزراء خارجية الدول الأعضاء بالجامعة سيجتمعون يوم السبت بالقاهرة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وأضاف بن حلي “الجامعة العربية دعت وزراء الخارجية العرب للاجتماع فى القاهرة السبت القادم لبحث العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.” ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أيضا تصريحات بن حلي.
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين محمد صبيح قد حث الوزراء العرب على التوصل إلى قرارات قوية في اجتماعهم القادم. وقال صبيح لرويترز “نطالب الدول العربية بموقف واضح وقوي يضغط على العالم من أجل إلزام إسرائيل بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة
أما في ردات الفعل العربية فقد أدان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني الهجمات الإسرائيلية التي استشهد فيها القائد العسكري لحركة “حماس” في غزة وما لا يقل عن ستة فلسطينيين آخرين، وقال إن تلك الهجمات ينبغي ألا تمر دون عقاب. وقال حمد عقب اجتماع في العاصمة السعودية الرياض لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف بشأن سوريا، إنه يدين الهجمات باسم قطر وقال، واضاف ان “الجريمة القذرة ينبغي ألا تمر دون عقاب”. ودعا الوزير القطري مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن في العالم.
كما دانت دمشق “الجرائم الوحشية” التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي الى الضغط على الدولة العبرية لوقف “عدوانها”، بحسب بيان للحكومة السورية. وجاء في البيان ان “الحكومة السورية تدين الجرائم الوحشية النكراء التي يرتكبها جيش العدو الاسرائيلي ضد شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة، والتي ادت الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى”.
ودعت الحكومة السورية المجتمع الدولي “للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها الآثم على شعبنا في قطاع غزة المجاهد”، مناشدة “احرار العالم والشرفاء فيه التحرك بجدية لمواجهة هذا الطغيان وردع اسرائيل التي تتجاهل دائما الشرعية الدولية وتضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية في انتهاك صارخ لكل قواعد القانون الدولي”.
واكدت الحكومة السورية ان سوريا “ورغم ما تتعرض له من عدوان وتآمر”، ستبقى “دائما وابدا وفية لالتزاماتها القومية وثوابتها التاريخية تجاه شعبنا الفلسطيني من اجل استرداد الاراضي المغتصبة وبناء الدولة الفلسطينية الحرة السيدة وعاصمتها القدس الشريف”.
في لبنان طالب “حزب الله” الجامعة العربية والدول العربية الفاعلة ومنظمة التعاون الإسلامي “بتحمل مسؤولياتهم لوقف حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة وشعبها حصاراً وقصفاً وقتلاً وتدميراً”. كما أدان الموقف الأميركي الداعم للعدوان. ورأى فيه، كما في تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمهامه، شراكة كاملة مع العدو في سفك دماء الشعب الفلسطيني.
ووضع الحزب العدوان في إطار “محاولات العدو البائسة لكسر إرادة المقاومة ومحاولة التعويض عن هزائمه المعنوية بعد أن أفقده مجاهدوها الأبطال هيبته وقدرته على الحسم من خلال إرسائهم معادلات جديدة في الميدان”.
وفي سياق متصل، دعا “الحزب الشيوعي اللبناني” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” إلى أوسع مشاركة شعبية وشبابية لبنانية وفلسطينية وعربية في الاعتصام الذي سيقام عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد أمام مقر “الأسكوا” في وسط بيروت، “تضامنا مع أهالي غزة في مواجهة العدوان الاسرائيلي الجديد واستنكارا للصمت العربي المريب”.