حمد بن جاسم: اجتماعات الجامعة العربية حول غزة «مضيعة للوقت»
خاص – برس نت
أعلنت الجامعة العربية، في بيان، اثر اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، ان الامين العام للجامعة نبيل العربي سيترأس وفدا وزارياً الى غزة تضامنا مع القطاع. واوضح العربي أن الوفد سيتوجه الأحد أو الاثنين الى قطاع غزة الذي لا يزال يتعرض منذ الاربعاء لهجوم عسكري اسرائيلي اسفر حتى الان عن مقتل ٤٧ فلسطينيا.
وكان المجتمعون قد فوجئوا إثر الاجتماع عندما تكلم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بقوله «إن اجتماعات الجامعة العربية أصبحت مضيعة للمال العام وللوقت»، وأضاف «إننا نحتاج إلى سياسة واضحة للتعامل مع قضية فلسطين». رغم أنه كان من الذين نددوا بالعدوان الإسرائيلي منذ اليوم الأول. وقد دعا حمد بن جاسم وزراء الخارجية العرب إلى «اعتماد الصراحة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة,وعدم إطلاق الوعود التي لا يمكن تحقيقها».
وعلمت «برس نت» من مصادر مقربة من الجامعة العربية أن الوفد القطري لمح إلى أن أمير قطر طلب من اسماعيل هنية خلال زيارته للقطاع «ضبط حركة الجهاد الإسلامي خوفاً»، وأن هنية «وعده خيراً». ويتفق المتابعون على أن «اندلاع القتال وهجوم إسرائيل» يجعل كل كلام عن «تفرقة بين حماس والجهاد» ومحاولة إسقاط الخلاف بينهما على الخلافات الإقليمية غير نافعة اليوم.
وقد أكد المتحدثون في الاجتماع الذي ترأسه وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ضرورة اتخاذ حطوات عملية والتوافق على قرار يؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني ودفع المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع. وتحدثمنصور عن تداعيات العدوان الإسرائيلي على القطاع وأتى على الاتصالات الجارية من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى وقفه، وقد تميزت كلمة منصور بالتشدد وقال«يجب أن نثبت للعالم أن ما فعلته هذه الدولة المارقة في غزة لن يمر دون عقاب»، وأشار إلى أن الأمة العربية تملك كل وسائل الضغط على إسرائيل.
ودعا منصور إلى قطع العلاقات العربية مع إسرائيل وإلغاء المعاهدات معها،
أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فقد طالب بإعادة النظر بكل المبادرات السابقة بما فيها المبادرة العربية للسلام، وقال إنه لا يمكن الاستمرار للأبد في الوقوع في شرك ما تقدمه إسرائيل بشأن عملية السلام، كما لا يجوز أن تمر الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني كل يوم دون عقاب، وقال إن على لجنة المبادرة صياغة توصيات محددة بشأن مراجعة الموقف العربي في الصراع العربي الإسرائيلي وتقديمها لاجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية. ووصف العربي العدوان الإسرائيلي الجاري حالياً على غزة بأنّه “جريمة حرب” لا ينبغي السكوت عليها, وقال إن العالم يعلم حقيقة أن لا سلام ولا أمن في كل المنطقة في ظل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ولكنّه يتجاهل ذلك أو يلتف حوله.
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال إن سكوت المجتمع الدولي هو الذي يشجع إسرائيل على المضي في عدوانها. وإلى جانب إشادته بدور مصر ومساعيها لوقف العدوان والتوصل لتهدئة، طالب الوزير الفلسطيني بدعم الشعب من خلال المشاريع وتقديم الدعم المالي، مع التأكيد على ضرورة توحيد صفوف كافة الفصائل.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن بلاده لن تغلق معبر رفح وستقدم كل ما بوسعها لدعم غزة، ودعا عمرو العرب إلى اتخاذ إجراءات تاريخية فاعلة لنصرة الفلسطينيين قائلا إن الشعوب تراقب ما سيخرج به اجتماع القاهرة.
أما وزير الخارجية التونسي العائد من غزة رفيق عبد السلام فدعا إلى موقف عربي موحد، مشيراً إلى «التغيير الحاصل في الدول العربية في ظل الربيع العربي» وهو ما يستلزم مواقف أكثر حزماً حسب قوله.
وأضاف أن هناك إرادة وعزيمة عربية للوقوف بجانب الفلسطينيين، مقترحا تكوين وفد من وزارء الخارجية العرب للانتقال إلى غزة ومعاينة الأمور عن كثب والتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين.
كما طالب المجتمعين باتخاذ موقف موحد لرفع الحصار عن القطاع، مشيرا إلى أن هناك قرار سابق صدر من الجامعة العربية لرفع الحصار «ونحن بحاجة لتفعيله».
وكان عبد السلام قد صرح ردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» خلال تفقده مع المسؤولين في حكومة حماس مقر رئاسة الوزراء المدمر في مدينة غزة، نتيجة قصفه بالمقاتلات الحربية الإسرائيلية فجراً، «لم يعد هذا العدوان مقبولا ولا مشروعاً بأي مقياس من المقاييس».
وبينما كان يتفقد دمار المقر سمع دوي انفجار نجم عن غارة جوية جديدة على شرق مدينة غزة. وبعد ذلك، توجه عبد السلام إلى مستشفى “الشفاء” في مدينة غزة، لزيارة الجرحى الفلسطينيين في الغارات الإسرائيلية. وكان الوزير التونسي يرغب بزيارة المدرسة التونسية في شرق غزة. لكنه قال إن «الإخوة نصحونا بعدم الزيارة لان الوضع الأمني خطر ربما إسرائيل تريد أن توجه رسالة لتونس والدول العربية». وانتقل بعدها إلى القاهرة عبر رفح.