سوريا: صواريخ باتريوت في تركيا وقتال حول دمشق
خاضت القوات السورية مدعومة بالدبابات معارك لطرد مقاتلي المعارضة من معقل لها في إحدى ضواحي دمشق يوم الثلاثاء في أعنف قتال تشهده العاصمة منذ شهور.
وفي شمال البلاد اقتحم مقاتلو المعارضة قاعدة للدفاع الجوي كانت قوات الرئيس بشار الأسد تستخدمها في قصف مناطق قريبة من الحدود التركية. وبعد أشهر من التقدم البطيء الذي شابه سوء التنظيم ونقص الإمدادات استولى مقاتلو المعارضة على عدة مواقع للجيش في المناطق النائية الاسبوع الماضي ومن بينها قاعدة للقوات الخاصة قرب مدينة حلب المركز التجاري لسوريا.
ويحاول مقاتلو المعارضة ايضا نقل الانتفاضة المندلعة منذ 20 شهرا إلى قلب العاصمة دمشق مقر سلطة الأسد واطلقوا على هذا الاسبوع اسم اسبوع “الزحف على دمشق”. وذكرت مصادر بالمعارضة ان قوات النخبة من الحرس الجمهوري مدعومة بالدبابات هاجمت يوم الثلاثاء معقل المعارضة في داريا الواقعة على الطرف الجنوبي الغربي من المدينة وواجهت مقاومة شرسة من مقاتلي الجيش السوري الحر. وقالت المصادر إن سبعة مدنيين وثلاثة من مقاتلي المعارضة قتلوا في المعارك والقصف على داريا.
وأظهر تسجيل مصور جثة رضيع في مستشفى. وقال ناشطون ان شابين توفيا متأثرين بشظايا عندما أصابت قذيفة مدفعية قبو بناية كانوا يحتمون بداخله. وقال ناشط في داريا يدعى ابو كنعان عبر الهاتف “الحرس الجمهوري يقصف البلدة بالدبابات والمدفعية والصواريخ. معظم المدنيين لاذوا بالفرار والذين بقوا محاصرون ولا يجدون اي سبيل للهرب.”
وقال دبلوماسي غربي يتابع القتال إن على الأسد أن يثبت أن باستطاعته مواجهة التحدي الذي تمثله المعارضة لدمشق. وأضاف الدبلوماسي “عليه أن يثبت أن السماح بسقوط قواعد (للجيش) داخل دمشق وحولها هو أمر مؤقت في الوقت الذي يبدأ فيه بتعزيز قدراته وأفراده ويتعامل مع الصراعات الدائرة في الشرق.”
وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان قذيفتي مورتر سقطتا يوم الثلاثاء على مبنى وزارة الإعلام في دمشق مما ألحق بعض الاضرار ولكن دون سقوط ضحايا. وألقى التلفزيون باللوم على “إرهابيين” في الهجوم في إشارة إلى القوات المناهضة للأسد.
من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة إن 100 شخص قتلوا يوم الثلاثاء منهم 64 مدنيا. وفي شمال البلاد ذكرت مصادر بالمعارضة ان مقاتليها استولوا على قطاعات في قاعدة للدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان على بعد 18 كيلومترا من الحدود مع تركيا و30 كيلومترا شمال غربي حلب. وقالت مصادر بالمعارضة ان المقاتلين استولوا على ثلاث قطع مدفعية ومخزونات كبيرة من المتفجرات لكنهم قرروا الانسحاب لتجنب تعرضهم لغارات جوية انتقامية. وذكر مصدر من المعارضة “تستخدم قوات الأسد هذه القاعدة في قصف الكثير من القرى والبلدات في الريف. تم تحييدها الآن.”
وعلى الصعيد الدولي قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وافقت على تزويد تركيا بنظام باتريوت الصاروخي المتطور لحمايتها من القصف السوري عبر الحدود. ورغم ان أي نشر لتلك الصواريخ سيكون للأغراض الدفاعية فحسب الا إنه يمثل مع ذلك تشددا في المعارضة الخارجية للأسد. وفي أنقرة قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الدول الأعضاء في حلف الأطلسي وافقت على تزويد تركيا بنظام باتريوت الصاروخي المتطور لحمايتها من الهجمات السورية. وأضاف أن المحادثات بشأن نشر الصواريخ في مرحلتها الأخيرة. ولا توجد أنظمة باتريوت ملائمة إلا في الولايات المتحدة وهولندا.
وخلال الأشهر الماضية سقطت على تركيا قذائف مدفعية ومورتر اطلقت من سوريا مما زاد المخاوف من ان تتحول الانتفاضة ضد الأسد إلى صراع اقليمي. وكثيرا ما تدفع تركيا بطائرات مقاتلة على امتداد الحدود في تحذير لدمشق في الوقت الذي تقصف فيه طائرات حربية سورية وطائرات هليكوبتر مواقع للمعارضة على بعد بضعة كيلومترات من الاراضي التركية. وذكرت وكالة دوجان للأنباء أن صاروخين مضادين للطائرات اطلقا من سوريا وسقطا على سوق للخضروات وطريق في المنطقة الحدودية من اقليم هاتاي التركي يوم الثلاثاء.
وقال الامين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن يوم الاثنين ان أي نشر لأنظمة صاروخية سيكون اجراء دفاعيا وليس لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا. ورغم ان مقاتلي المعارضة استولوا على قطاعات واسعة من الاراضي فإنهم غير محصنين تقريبا من القصف الجوي للقوات الحكومية. وطالبوا المجتمع الدولي بفرض منطقة حظر جوي وهو نفس الاجراء الذي ساعد قوات المعارضة الليبية في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي العام الماضي. ورغم الانتقادات القوية للأسد لا تزال القوى الغربية تتجنب التدخل العسكري المباشر في سوريا.