تعزيزات في دمشق والاسلحة الكيميائية مثار جدال
أعلن مقاتلو المعارضة السورية، اليوم، أن مطار دمشق الدولي أصبح منطقة عسكرية وحذروا المدنيين وخطوط الطيران من الاقتراب منه.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق نبيل العامر إن ألوية المقاتلين الذين يحاصرون المطار قرروا أمس أن المطار بات هدفا.
وأضاف أن المطار يغص الآن بالمركبات العسكرية المدرعة والجنود وان المدنيين الذين سيقتربون منه الآن هم المسؤولون عن أنفسهم.
في حين أن القوات النظامية السورية استقدمت الجمعة تعزيزات الى عدد من المناطق المحيطة بدمشق، فيما دعا المجلس الوطني السوري المعارض دول العالم الى التحرك قبل “كارثة” لجوء نظام الرئيس بشار الاسد الى الاسلحة الكيميائية.
في غضون ذلك، حضت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية دمشق على توقيع اتفاقية حظر هذه الاسلحة، بعيد تحذير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من “جريمة شنيعة” في حال لجوء النظام اليها، في حين نفت موسكو وجود نية سورية لذلك.
وفي بيان تلاه من باريس، طالب جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري وابرز مكونات الائتلاف الوطني المعارض الذي تشكل الشهر الماضي في الدوحة، دول العالم بان “تتحرك قبل وقوع الكارثة لا بعدها” ومواجهة “هذا السفاح”، في اشارة الى الاسد.
وطلب صبرا “افعالا لا اقوالا (…) تحركا جديا لا تحذيرات فحسب”، مؤكدا ان الشعب السوري “لن ينسى ولن يرحم” من يأمر ويشارك باستخدام اسلحة الدمار الشامل.
ويأتي تصريح صبرا بعد تزايد الشكوك الدولية من احتمال لجوء الاسد الى الاسلحة الكيميائية في النزاع المستمر منذ 20 شهرا، وتصريحات اميركية تؤكد قيامه بتجميع المكونات الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية بغاز السارين.
في لاهاي، قال المدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية احمد اوزومجو ان ثمة “قلقا كبيرا” حيال استخدام هذه الاسلحة في سوريا “للمرة الاولى في تاريخ اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية” المطبقة منذ نيسان/ابريل 1997.
واكد انه راسل وزير الخارجية السوري وليد المعلم لحض حكومته على المصادقة على الاتفاقية “من دون تأخير”، وذلك بعد طلبات متكررة من هذه الهيئة التنفيذية للاتفاقية التي تم التوصل اليها برعاية الامم المتحدة.
من تركيا، حذر بان كي مون ان استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي سيكون “جريمة مشينة بحق الانسانية”، وذلك قبل لقائه رئيس البلاد عبد الله غول ورئيس وزرائها رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته احمد داود اوغلو.
وحاولت موسكو الحليفة الدولية الابرز للاسد، تهدئة المخاوف، فنقل سفيرها لدى حلف شمال الاطلسي الكسندر غروتشكو ان سوريا اكدت لبلاده عدم وجود “اي نية” لاستخدام هذه الاسلحة، وانها “تخضع لرقابة مشددة”، في ما يشكل اقرارا روسيا بامتلاك سوريا لها. وكانت دمشق اكدت مرارا ان هذه الاسلحة “ان وجدت” لن تستخدم ضد الشعب السوري.
وغداة لقاء لم يؤد الى “قرار مثير” في الشأن السوري جمعها الى نظيرها الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون كل من لهم نفوذ في سوريا “الى العمل معا” بجانب الابراهيمي، مع ادراك الجميع “مدى صعوبة المهمة”. واقرت كلينتون بان الوضع “يزداد خطورة، ليس فقط بالنسبة للسوريين وكذلك بالنسبة لجيرانهم”.
وفي سياق متصل، وافقت هولندا الجمعة على ارسال بطاريتي صواريخ “باتريوت” المضادة للصواريخ الى تركيا لنشرها على الحدود مع سوريا، اضافة الى 360 جنديا كحد اقصى لتشغيلهما، وذلك غداة خطوة مماثلة من الحكومة الالمانية.
يأتي ذلك اثر موافقة حلف شمال الاطلسي على الطلب التركي بنشر هذه الصواريخ على الحدود مع سوريا بعد تكرار التوترات الحدودية جراء الاشتباكات بين النظام ومعارضيه في الاراضي السورية.
في نيويورك اعلن المسؤول عن عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسوس الجمعة ان الامم المتحدة ستعزز الاجراءات الامنية الخاصة بقوة المراقبة في الجولان التابعة لها اثر سلسلة من الحوادث المرتبطة بالنزاع في سوريا. وقال لادسوس في تصريح صحافي ان قوة الامم المتحدة المكلفة مراقبة فض الاشتباك في الجولان ستتلقى المزيد من المدرعات “كما ستعزز قدراتها على التحليل وكانت المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان والتي تسير فيها قوة الامم المتحدة دوريات تعرضت لاحداث عدة حيث طالتها نيران المعارك الدائرة في سوريا كما دخلها الجيش السوري مرارا.
وعلى الحدود السورية الاردنية، قال الجيش الاردني ان احد افراده جرح اثر سقوط قذائف وطلقات خفيفة من الجانب السوري، وانه قام ب”الرد المناسب” على مصدرها.
واوضح مصدر عسكري ان الحادث نجم عن “قتال عنيف” بين القوات السورية ومقاتلين معارضين لجأ بعضهم الى “سواتر ترابية تفصل الحدود الاردنية عن الحدود السورية”.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال سميح المعايطة لوكالة فرانس برس ان “ما جرى لم يكن اشتباكا بين الاردن وسوريا”، رافضا اعطاء الحادث “بعدا كبيرا ولا حجما اكبر من حجم الحادث”. لكنه اكد انها “المرة الأولى التي نعلن فيها عن رد النيران”.
ميدانيا، ابدى الناشطون خشيتهم من قيام القوات النظامية باقتحام مناطق قريبة من دمشق بعد استقدامها تعزيزات برية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة والموجود ف يلندن.
وقال المرصد ان تعزيزات قدمت الى اطراف داريا ومعضمية الشام جنوب غرب دمشق اللتين تتعرضان للقصف، بينما تدور اشتباكات في محيط المنطقتين ومناطق اخرى من ريف العاصمة بينما الغوطة الشرقية ومدينتا دوما وحرستا شمال شرق دمشق. وتشن القوات النظامية في الاسابيع الماضية حملة واسعة في محيط دمشق لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات، لا سيما بعد اقتراب المعارك من محيط طريق مطار دمشق الدولي.
كذلك، تعرضت الاحياء الجنوبية في دمشق للقصف بعد ظهر الجمعة. وفي محافظة حلب (شمال)، تستمر المعارك في محيط مطار منغ العسكري في ريف المدينة، والذي يحاصره المقاتلون المعارضون. وفي مدينة حلب، افاد التلفزيون الرسمي السوري عن “بدء عودة التيار الكهربائي تدريجيا”، مشددا على ان الاولوية هي “لمضخات المياه والمشافي والمطاحن والمخابز”.
في محافظة الحسكة (شمال شرق)، تحدث المرصد عن مقتل 12 مقاتلا معارضا في اشتباكات مع “عشيرة الشرابين العربية في قرية المناجير”، بعدما هاجم المقاتلون هذه البلدة حيث اهراءات للحبوب.
وافاد سكان لوكالة فرانس برس عن “تجدد الاشتباكات بعد هدوء استمر عشرة ايام في مدينة رأس العين” في المحافظة، بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلين من كتيبة غرباء الشام وجبهة النصرة الاسلامية المتطرفة.
وادت اعمال العنف الجمعة الى مقتل 54 شخصا، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 42 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا.
وعلى عادتهم كل جمعة، خرج المعارضون في تظاهرات حملت هذا الاسبوع شعار “لا لقوات حفظ السلام على ارض الشام”. وفي الحولة بمحافظة حمص (وسط)، سار العشرات في تظاهرة رفعوا خلالها لافتة كتب فيها “ليست قوات حفظ سلام، بل قوات حفظ نظام”.
واوضح الناشطون ان الشعار اعتمد انطلاقا من “تكرار الحديث في الفترة الاخيرة” عن نشر قوات كهذه في سوريا. وكان الابراهيمي شدد الجمعة الماضي على ان اعلان وقف لاطلاق النار في سوريا هو “ضرورة ملحة”، لكن لا يمكنه ان يصمد “اذا لم يراقب في شكل مكثف جدا، الامر الذي يستدعي في اعتقادي بعثة لارساء السلام”.
من جهة اخرى، زار الامين العام للامم المتحدة اليوم مخيمين للاجئين في تركيا والاردن، داعيا المجتمع الدولي لتوفير المساعدة الانسانية “وبشكل عاجل”.
وتوقع بان قبل اسبوع ان يصل عدد اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم الى 700 الف حتى كانون الثاني/يناير المقبل.