نزوح نصف سكان مخيم اليرموك قبل معركة حاسمة
حقق مسلحو المعارضة السورية الثلاثاء تقدما واضحا على الارض داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق لكن الجيش يحضر هجوما مضادا واسع النطاق ما دفع بالسكان الى نزوح كثيف. فيما يحاول مسلحو المعارضة السيطرة على مخيم اليرموك. وقال احد سكان مخيم اليرموك ان “مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون” داخل المخيم. ودخل الرجل المخيم لجلب اغراض شخصية من منزله قبل ان يغادره من جديد. واشار الى دعوات وجهت من مساجد المخيم الواقع في جنوب العاصمة السورية عبر مكبرات الصوت الى السكان ليغادروا المكان. واضاف الشاهد ان الجيش السوري امهل السكان حتى الساعة 12,00 (10,00 ت.غ) لاخذ اغراضهم والرحيل. الا انه قال لوكالة فرانس برس انه لم يلحظ تواجدا للجيش السوري في محيط المخيم.
ويبلغ عدد سكان المخيم 150 الفا غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين، لكن بينهم سوريون ايضا. وقد نزح قسم كبير منهم خلال اليومين الماضيين بسبب الاشتباكات التي وقعت داخل المخيم بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام. كما تعرض المخيم الاحد لغارات جوية من طيران حربي تابع لجيش النظام ما تسبب بمقتل ثمانية اشخاص.
وكانت اعداد من سكان المخيم نزحت منه مع بدء المعارك في محيطه قبل اشهر، اما الى احياء اخرى في دمشق واما الى خارج سوريا.
وتابع الشاهد ان “البعض قرر الامتثال للانذار والبعض الاخر قرر البقاء”. وقال انه شاهد في شوارع المخيم العديد من عناصر الجيش السوري الحر الذين قدموا من احياء مجاورة لا سيما الحجر الاسود ويلدا. وبحسب مصادر متقاطعة، فان مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد منه. وتحدثت هذه المصادر عن “اشتباكات عند اطراف مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الاسود بين القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية -القيادة العامة من جهة ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون ايضا”.
واسفرت الاشتباكات،”عن احراق الية ثقيلة للقوات النظامية وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.
من جهتها كتبت صحيفة الوطن القريبة من السلطة ان “الجيش يتهيأ لعملية عسكرية بمخيم اليرموك” وان عددا كبيرا من الجنود تجمعوا الاثنين استعدادا لعملية عسكرية. والثلاثاء كان الجنود يمنعون المرور عند المدخل الشمالي للمخيم فيما كان حوالى مئة رجل وطفل يستعدون لمغادرة المكان كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقال فلسطيني من سكان المخيم قدم نفسه باسم ابو السكن لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان المقاتلين من الجبهة الشعبية-القيادة العامة انسحبوا الى ما وراء مواقع الجيش السوري، فيما “انضم فلسطينيون آخرون الى الثوار”. ورأى ان “وضع الجيش الحر الاستراتيجي جيد في المخيم، وان عناصره دخلوا المخيم من الجهة الجنوبية، وبات في امكانهم ادخال تعزيزات”.
واشار الى ازمة انسانية حادة في المخيم الذي يخلو من المستشفيات، و”الطرق فيه باتت غير آمنة”.
ويشهد معبر المصنع الحدودي مع سوريا في شرق لبنان الثلاثاء عبورا كثيفا لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك هربا من العنف.
وسينضم هؤلاء الى حوالى الفي فلسطيني آخرين دخلوا لبنان خلال الايام الثلاثة الماضية، بحسب تقديرات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (انروا) والامن العام اللبناني.
واشارت الاونروا في بيان الى تقارير من مصادر مختلفة تشير الى نزوح عدد كبير من سكان اليرموك الى اماكن اكثر امنا في دمشق او حتى خارج البلاد.
واضافت انه بحسب عدة تقارير “فان حوالى 50% من سكان اليرموك” قد نزحوا وان هذا الرقم قد يكون اعلى، مشيرة الى ان الكثيرين يلجأون الى مراكز الاونروا.
وفي غزة، دعت الفصائل الفلسطينية الى تجنيب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الاحداث الدائرة في هذا البلد، ودانت الفصائل “المجزرة” في مخيم اليرموك بسوريا.
الى ذلك اكدت متحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي ان هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة تلقى صعوبات متزايدة لمساعدة السوريين بسبب “تصعيد العنف” و”نقص الشركاء” الانسانيين على الارض.
وميدانيا، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي اليوم الثلاثاء، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل 48 ساعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة والموجود في لندن.
وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين 191 شخصا هم 98 مقاتلا معارضا و53 عنصرا من قوات النظام و40 مدنيا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية.
فيما اصبح شمال البلاد خطرا بالنسبة لعمل الصحافة بسبب وجود جهاديين، افرج عن الصحافي الاميركي ريتشارد انغيل الذي كان خطف قبل خمسة ايام في سوريا كما اعلنت شبكة “ان بي سي” التي يعمل لديها صباح الثلاثاء.
دبلوماسيا، بحث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء في القاهرة مع المبعوث العربي والدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي، مستجدات الوضع في هذا البلد.
من جهته قال امين عام منظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلى ان القضية السورية باتت في “بداية النهاية” داعيا القيادة مرة اخيرة الى “التضحية من اجل الشعب” مستبعدا في الوقت ذاته فتح المنظمة مكتب تمثيل للمعارضة.