إسرائيل تسرع وتيرة الاستيطان
توجت اسرائيل سلة عقوباتها ضد الفلسطينيين، بعد قرار الامم المتحدة بالاعتراف بفلسطين بصفة دولة مراقب، بانجاز مخططات بناء 6572 وحدة استيطانية جديدة في القدس وقد بوشر بتنفيذ 1500 وحدة منها، في حي “رمات شلومو”، فيما تنتظر البقية الموافقة النهائية على المشاريع من قبل لجنة التخطيط.
وفيما صعد الاعلان عن بدء العمل في مشروع “رمات شلومو”، النقاش حول هذا المخطط بعد معارضته من قبل الولايات المتحدة ودول اوروبية، اعلنت حركة “السلام الان” ان الحكومة الاسرائيلية بالتعاون مع بلدية القدس تعد لمشاريع بناء ضخمة في الاحياء الاستيطانية في شرقي القدس المحتلة، بانتظار قرار لجنة التخطيط للمصادقة النهائية على اربعة مشاريع استطانية.
ووفق حركة “السلام الان”، ستقام 549 و813 وحدة في مشروعين منفصلين داخل الحي الاستيطاني “جفعات همطوس” ومتوقع الحصول على الموافقة النهائية على مشروع ثالث في نفس المكان ويشمل على 2610 وحدات سكنية، وبحسب حركة “السلام الان” فان لجنة التخطيط لمنطقة القدس ستجتمع الخميس لبحث بناء 1100وحدة سكنية في حي جيلو، جنوب القدس، وفي السابع من كانون الثاني/يناير المقبل ستجتمع لمنح الضوء الاخضر لبناء الف غرفة فندقية في الحي الاستيطاني “جفعات همطوس”.
يشار الى ان اسرائيل اعلنت بعد قرار الامم المتحدة بقبول فلسطين كمراقب فيها عن المصادقة على ثلاثة الاف وحدة سكنية، واصرت على موقفها بتنفيذ المشروع على رغم المطلب الاميركي والدولي لالغائه.
من جهته، حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع (أبو علاء)، من مخاطر شروع حكومة الاحتلال المتمثلة بما تسمى بلجنة التنظيم والبناء لمنطقة القدس في الداخلية الإسرائيلية بالمصادقة بشكل نهائي على مخطط لبناء 1500 وحدة سكنية في مستوطنة ‘رمات شلومو’، شمال القدس الشرقية المحتلة.
وأعرب قريع في بيان صحافي صدر عن مكتبه، الثلاثاء، عن قلقه الشديد من الهجمة الاستيطانية الشرسة، والمحمومة على مدينة القدس، إضافة إلى مجموعة المستوطنات التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية في ‘معاليه ادوميم’ و’E1′ وجيلو.
ووصف تلك الهجمة بالتجاوز الخطير المخالف للقوانين الدولية وتهديدا لعملية السلام التي لطالما ادعتها إسرائيل، مشيرا إلى أن ما تسمى بدائرة الأراضي في إسرائيل طرحت مؤخرا عطاءات لبناء وحدات استيطانية سكنية في عدة مواقع بالقدس، تمثلت في بناء 92 وحدة استيطانية جديدة في مستعمرة معاليه ادوميم، ومناقصة لبناء 10 وحدات استيطانية أخرى في (تلة جفعات هدجان)، كما وأعلنت عن ايداع مخطط استيطاني لمستعمرة (حمدات) بغور الأردن لبناء 184 وحدة استيطانية.
واستهجن قريع حالة اللامبالاه التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلية المتمثلة في المصادقة على البناء الاستيطاني المستفز والإعلان عن ذلك بوقاحة، كذلك الاستهتار بالوضع الصحي المتدهور والصعب الذي وصل إليه الأسير المقدسي سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من 140 يوما لنيل حريته وإطلاق سراحه من سجون الاحتلال.
وطالب قريع دول العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، الوقوف بحزم أمام الغطرسة الإسرائيلية والضغط عليها بجدية ومحاسبتها وفق القانون الدولي، مشددا على ضرورة حل قضية الأسير المقدسي العيساوي سيما وأن حياته باتت في خطر.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القدس عاصمة “اسرائيل” الابدية واننا سنواصل بناء المستوطنات فيها.
وبحسب صحيفة “يديعوت احرنوت” التي اوردت الخبر قال نتنياهو ان اسرائيل ستستمر بناء الوحدات السكنية في المستوطنات ما دامت القيادة الفلسطينية تتصرف من جانب واحد، ودعا نتنياهو الاحزاب الاسرائيلية للاجماع على وحدة القدس.
دولياً، ادانت الادارة الاميركية قرار اسرائيل ببناء الاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس وبعض المستوطنات.
واعربت الناطقة بلسان وزارة الخارجية في واشنطن عن خيبة امل الادارة الاميركية من اصرار اسرائيل على مواصلة هذا النهج الاستفزازي – على حد تعبيرها، وأضافت فيكتوريا نولاند ان الزعماء الاسرائيليين يقولون باستمرار انهم يؤيدون حل الدولتين الا ان هذه الاعمال تعرض هذا الحل للخطر.
وكانت فرنسا قد ادانت بشدة قرار اسرائيل بناء الف وخمسمائة وحدة سكنية جديدة في حي رمات شلومو بشمال القدس، ووصفت وزارة الخارجية في باريس هذا الحي بانه مستوطنة وقالت ان البناء فيه هو عملية استعمارية غير قانونية تمس بالثقة المتبادلة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني وتعرقل عملية السلام وتعرض حل الدولتين للخطر.
وجاء من نيويورك أن الدول الأوروبية الأربع الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال تعدّ حالياً صيغة مشروع بيان يصدر عن المجلس لإدانة إسرائيل على قرارها إطلاق مشاريع بناء جديدة في القدس وبعض المستوطنات .
هذا ودعا اكثر من اربعمائة رجل دين يهودي اميركي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى الامتناع عن تنفيذ مشروع البناء في منطقة E-1 الواقع بين القدس ومعاليه ادوميم.
وقال رجال الدين اليهود في رسالة مفتوحة موجهة الى نتانياهو انهم يخشون من ان تكون اقامة مستوطنة في هذه المنطقة بمثابة ضربة قاضية للتسوية السلمية محذرين كذلك من تداعيات هذا القرار على العلاقات الحيوية بين اسرائيل والولايات المتحدة .
وأعرب المراقب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور عن اعتقاده بأن مجلس الأمن الدولي سيتبنى اليوم مشروع قرار يدين إسرائيل على مشاريع البناء في القدس والمستوطنات بدعم من جميع الدول الأعضاء باستثناء الولايات المتحدة .