تنهي المملكة العربية السعودية اليوم فترة حدادها على وفاة ولي العهد سلطان بن عبد العزيز، مما يمهد الطريق لاختيار الملك عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد جديداً من المتوقع على نطاق واسع أن يكون وزير الداخلية المخضرم الأمير نايف بن عبد العزيز.
ولا يعرف شيء عن توقيت الاعلان سوى أنه سيأتي في مرحلة ما بعد الأيام الثلاثة التي يتقبل فيها البلاط الملكي العزاء في وفاة الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الراحل وليس بالضرورة أن يحدث هذا يوم الخميس.
لكن الأمير نايف الذي ظل وزيراً للداخلية لفترة طويلة من المرجح أن يعين ولياً جديداً للعهد خلفاً للأمير سلطان الذي توفي الاسبوع الماضي بسبب اصابته بالسرطان.
وفي أحيان كثيرة يصور الأمير نايف ذو التوجهات المحافظة حتى بالنسبة للمعايير السعودية على أنه يكبح الاصلاحات السياسية الحذرة التي يجريها الملك. وفي وقت سابق من العام الحالي انتقد علانية عضواً في مجلس الشورى دعا الى اعادة النظر في الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة. لكن بعض الدبلوماسيين والمحللين يقولون إن الأمير نايف وهو من مواليد عام 1933 ويشغل منصب وزير الداخلية منذ عام 1975 ، قد يظهر جانباً عملياً كولي للعهد أو كملك كما قد ينتهي به الحال.
ومن المتوقع أن توافق هيئة البيعة المكونة من أفراد العائلة المالكة والتي شكلها العاهل السعودي عام 2006 على ترشيح الملك عبد الله لولي عهده الجديد. ولا يوجد للملك عبد الله وهو من مواليد أوائل العشرينات خليفة محدد منذ وفاة الأمير سلطان يوم السبت، لكن هيئة البيعة يمكن أن تتدخل في حالة اصابة الملك بأي وعكة قبل تعيين ولي للعهد.
وأدار الأمير نايف شؤون المملكة اليومية بالفعل لفترات طويلة في السنوات القليلة الماضية خلال غياب كل من الملك عبد الله والأمير سلطان خارج البلاد. ونظراً لكبر سن الملك ومشاكله الصحية من المرجح أن يتولى ولي العهد دوراً أكثر نشاطاً على الفور.
وقال حسين شبكشي وهو كاتب صحافي سعودي انه أصبح هناك آلية مؤسسات. وأضاف أن صحة ولي العهد كانت تتدهور منذ فترة لذلك لم يفاجأ أحد ويجب ان تكون العملية منظمة بشدة، لافتاً إلى أن السعوديين كانوا يعرفون أن هذا سيحدث وسيكون هناك اعلان رسمي من الناحية البروتوكولية بعد انتهاء فترة الحداد.
كذلك من المتوقع، أن يجري الملك السعودي تعديلاً وزارياً أوسع نطاقاً. وعادة ما يمنح منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء الذي يشغله الامير نايف منذ عام 2009 إلى الأمير الذي يعتبر الثالث في تسلسل الخلافة. وعلى الرغم من أن الملك عبد الله غير مضطر لاختيار أحد لشغل هذا المنصب، وهو لم يعين الأمير نايف نائباً ثانيا ًلرئيس الوزراء الا بعد أربع سنوات من توليه العرش فقد ينظر لهذه الخطوة على أنها اجراء احترازي نظراً لكبر سن كل من الملك عبد الله والامير نايف.
وينظر للأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وهو الاخ الشقيق لكل من الامير سلطان الراحل والامير نايف على نطاق واسع على أنه أبرز الامراء والأكثر ترجيحاً لتولي هذا المنصب.
ويعتقد أن الامير سلمان من مواليد عام 1936 تقريباً وهو والد وزير السياحة الأمير سلطان بن سلمان الذي أصبح عام 1985 أول رائد فضاء عربي. ويقول دبلوماسيون سابقون في الرياض انه معروف بالتزامه الديني وبخبرته الكبيرة في التعامل مع الحكومات الاجنبية نظراً لوجود العديد من الاجانب الذين يعملون في الاراضي السعودية.