- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«نيويورك تايمز»: تركيا تسهّل هجمات المنشقين ضد سوريا

قائد الجيش الحر مع جنود منشقين

واشنطن ــ محمد دلبح
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن تركيا توفر الحماية الأمنية لمنشقين عسكريين سوريين في اراضيها وتوفير مخيمات لهم والسماح لهم بشن هجمات ضد قوات الجبش والأمن السورية عبر الحدود بين البلدين، وهو ما اعتبرته بمثابة صفعات توجهها تركيا إلى نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت في تقرير نشرته الجمعة إن “توفير معسكر آمن يحرسه الجيش التركي لقائد ما يسمى “الجيش السوري الحر” والعشرات من تابعيه، إنما يمثل جزءا من الحملة التي تسعى أنقرة من خلالها لتضييق الخناق على الأسد وحكومته وتقويضهما”.
وتوقعت الصحيفة أن تقوم تركيا بفرض عقوبات على دمشق قريبا، كما أنها تعمل على تعميق تأييدها لمظلة المعارضة السورية المتمثلة في المجلس الوطني السوري الذي أعلن عن تشكيله في اسطنبول، غير أن إيواءها لـ”ميليشيا الجيش السوري الحر”، الذي يضم مجموعة من المنشقين عن القوات المسلحة السورية إنما يمثل التحدي التركي الأكبر لنظام الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن دعم تركيا لتلك الميليشيا بات يجني ثماره، حيث أعلنت الجماعة المسلحة الأربعاء عن نجاحها في قتل 9 من عناصر الجيش السوري من بينهم ضابط قتل بزيه العسكري في هجوم نفذ في وسط سوريا المضطرب.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأتراك وصفوا علاقتهم بقائد الميليشيا العقيد رياض الأسعد وما يتراوح من 60 إلى 70 عضوا بـ”معسكر الضباط” بأنها إنسانية بحتة، حيث يبقى شاغل تركيا الأول في هذا الصدد- وفقا للمسؤولين- هو توفير السلامة الجسدية للمنشقين السوريين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بوزارة الخارجية التركية قوله حول سماح تركيا للجنود السوريين المنشقين بتنظيم عمليات عسكرية من الأراضي التركية، “إن تركيا تهتم فقط بجانب الحماية الإنسانية، كما لا يمكنها منع المجموعة المؤلفة من ما بين 60 الى 70 عنصراً وقائدها العقيد المنشق رياض الأسعد، من “التعبير عن آرائهم”، موضحا أنه “عندما يفر الأفراد من سوريا للاحتماء ببلادنا لا نسأل عن هوياتهم، لكننا ندعمهم جميعا ونوفر لهم أماكن الإقامة المؤقتة”.
غير أن صغر عدد “الجبش السوري الحر” الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد الذي أجرت الصحيفة مقابلة معه، تم ترتيبها مع الخارجية التركية وبحضور مسؤول تركي وسط حراسة جنود أتراك، لا يمثل حاليا في حد ذاته تحديا حقيقيا لنظام الأسد، غير أن الدعم التركي لها سلط الضوء على ما أصبحت تتمتع به الثورة السورية من دعم ومرونة في خيارات التعامل مع النظام، كما أصبحت محط أنظار أصدقاء دمشق وأعدائها، بالنظر إلى وقوع سوريا في منطقة تتداخل في التأثيرات الخارجية بدءاً من إيران وحزب الله في لبنان، مروراً بالسعودية وإسرائيل ووصولا إلى تركيا.
ودعا الأسعد المجتمع الدولي إلى تزويدهم بالسلاح. وقال “سنقاتل النظام إلى أن يسقط ونبني حقبة جديدة من الإستقرار والأمان في سوريا”، مضيفاً “نحن قادة الشعب السوري ونقف إلى جانبه. وزعم الأسعد أن أفراد مجموعته منظمون جيداً على الرغم من أن الأسلحة التي يملكونها هي فقط الأسلحة التي حصلوا عليها حين انشقوا أو التي أخذوها من جنود سوريين قتلوا، مشيراً إلى أن عدد القوات في المجموعة يتجاوز الـ10 آلاف.
واشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من قوة الموقف التي اكتسبها نظام الرئيس الأسد مؤخرا بخروج المظاهرات الحاشدة المؤيدة له على الصعيد الداخلي، وتدعيم الفيتو الروسي والصيني له ضد قرار لمعاقبته من قبل الأمم المتحدة، يمثل الانشقاق العسكري ووجود جماعة مسلحة مدعومة من الخارج مثل الجيش السوري الحر “شوكة في ظهر النظام السوري”، بالإضافة لما تمثله الجماعة من تراجع حاد في العلاقات بين دمشق وأنقرة اللتين لطالما جمعت بينهما علاقات وثيقة.