التوأمة بين البحرين وغزة (الطواقم الطبية مثالا)
نبيل حسن تمام
أصل الكلمة:
التوأم من جميع الحيوان: المولود مع غيره في بطن، من الأثنين إلى ما زاد، ذكرا كان أو أنثى، أو ذكرا مع أنثى.
و قد يستعار في جميع المزدوجات. كما يقال للأنثى: توأمة و للأنثيين: توأم. و الجمع: التوائم و التؤام.
( المعجم البسيط).
أمثلة:
أولا: توأمة المدن:
توأمة المدن هو أساسا الإتفاق بين مدينتين على التعاون في مختلف المجالات و الامور التي تعني التجمعات السكنية المدنية. وهي عبارة عن اتفاقية تعاون بين مدينتين، يوقع عليها عادة من هو أعلى سلطة في كلا المدينتين. و عادة تكون هناك اتفاقية تحوي نقاط تحدد مدى وشكل التعاون بين المدينتين في تبادل المعلومات و الخبرات.
1.المصادقة على توأمة مدينتي الرباط و القدس الشرقية:
صادق المجلس البلدي للعاصمة المغربية بالإجماع على توأمة مدينتي الرباط و القدس الشرقية المحتلة، مندداً باستمرار الاحتلال الإسرائيلي. و حسب بيان للمجلس البلدي فإن مدينتي الرباط و القدس قررتا التآخي لما فيه مصلحة الشعبين الفلسطيني والمغربي، وذلك انطلاقا من العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين ووحدة المغاربة في دعم فلسطين والقدس الشريف.
وأضاف البيان أن هذه التوأمة تهدف إلى (تدعيم الجهود الراقية إلى حماية هذه المدينة من مخططات التهويد و تهجير سكانها الأصليين).
2. التوأمة بين جنين و مدينة بريطانية:
تم الإعلان حديثا في نوفمبر 2012 عن توأمة بين مدينة جنين الفلسطينية ومدينة تاور هامليتس والتي تقع ضمن لندن الكبري، حيث أصدرت بلدية تاور هامليتس بياناً أعقاب الموافقة على التوأمة والتي تهدف إلى (دعم و تنمية الصلات مع الأفراد والمجموعات والمنظمات هنا وفي جنين) و هدفها تقديم الناس الذي يعيشون في تلك المناطق إلى بعضهم البعض و إبراز قضية فلسطين لجميع الأوساط في منطقة شرق لندن، و تم الإتفاق على إرسال متطوعين للعمل في منظمات المجتمع المدني في جنين من أجل تبادل الخبرات، هذا إلى جانب تشجيع حركة المقاطعة و تنشيط الحركة ضد الإحتلال الإسرائيلي.
ثانيا: التوأمة بين المستشفيات:
في سبتمبر 2012، أعلنت سفارة العراق في روما عن رعايتها توقيع اتفاقية التوأمة و التعاون بين مستشفى سانت الإيطالية و مستشفى أزادي في دهوك في العراق من أجل هدف تطوير التعاون الصحي و تبادل الخبرات في المجال الصحي.
قد تكون التوأمة بين المدن، بين المدارس و الجامعات، بين المستشفيات، و بين مؤسسات المجتمع المدني و هناك أمثلة كثيرة في هذا المجال لسنا بصدد التعرض لها كلها.
ثالثا: تجربة التوأمة بين الطواقم الطبية بين البحرين و غزة:
الفزعات إبان العدوان:
عادة ما تحدث هبات على صعيد الأفراد والجماعات و المؤسسات إبان حدوث حرب أو عدوان على غزة، حيث ينشط الجميع بلا إستثناء في نشاط تطوعي ما، كجمع التبرعات وكتابة المقالات وحشد الرأي العام من أجل قضية فلسطين/غزة، و الإنتفاضات في الأراضي المحتلة وعدوان ٢٠٠٨-٢٠٠٩ خير مثال، حيث توافدت الوفود ومنها وفود الطواقم الطبية، إلى جانب المساعدات المالية و العينية وتمثلت في تقديم سيارتي إسعاف واحدة من جمعية العمل الوطني الديموقراطي (وعد) و الأخرى من جمعية الأطباء البحرينية، و معدات و أدوية من الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع وذلك بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والتي بلغ عددها ١٨ آنذاك، حيث تم إرسال أول وفد نسوي مثل مؤسسات المجتمع المدني بمشاركة الأستاذة رولى الصفار (رئيس جمعية التمريض البحرينية) و الأستاذة بدرية علي (رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع).
تجربة الطواقم الطبية:
كانت تجربة الطواقم الطبية البحرينية إبان العدوان على غزة العام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ غنية جداً، حيث زارت عدة وفود طبية وعلى فترات متباينة، أولها كانت كاتب هذه السطور بمعية الدكتور علي العكري إبان العدوان بعد إعتصام دام ٧ أيام على معبر رفح بين مصر و غزة، حيث شاركنا إخواننا الطواقم الطبية الفلسطينية في مداواة وعلاج الجرحى نتيجة القصف اليومي.
وبعد توقف الحرب، توالت الوفود الطبية و بإسم جمعية الأطباء البحرينية آنذاك على مختلف المستشفيات في القطاع.
وبعدها تم التنسيق لزيارة الدكتور يوسف موسى (المدير العام لمستشفى العودة آنذاك)، والذي يعمل تحت مظلة إتحاد لجان العمل الصحي في فلسطين، حيث حدثت لقاءات مع إدارة جمعية الأطباء البحرينية، حيث تمخضت عن توقيع إتفاقية تعاون بين الجمعية في البحرين ممثلة في الأطباء البحرينين و مستشفى العودة بمخيم جباليا، هدفها وضع أطر التعاون المستدام في مجال التدريب والتطوير والتعاون وتبادل الخبرات والدعم في مجال الأجهزة الطبية، وخير مثال تجهيز وحدة العناية القصوى في مستشفى العودة.
وما الزيارة الأخيرة من قبل وفود طبية وبشكل شخصي إنساني بحت إبان العدوان الأخير على غزة في نوفمبر (تشرين الثاني) و بتنسيق مع نقابة الصيادلة المصريين، إلا جزء من مشروع التؤامة بين الطواقم الطبية في البحرين و في فلسطين/غزة.
تقييم:
نعم التجربة محدودة وقصيرة وتتخللها فترات طويلة من اللا نشاط و ذلك لأسباب كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الوضع الأمني في غزة وفي مصر، وما يحدث من حراك جماهيري شعبي في البحرين ضمن سياق ثورات الربيع العربي، هذا إلى جانب الهجمة الممنهجة من قبل وزارة التنمية لمؤسسات المجتمع المدني (جمعية الأطباء، جمعية التمريض و جمعية أطباء الأسنان) مثالا.
ولكن طموحنا وهو إذا ما توافرت الإرادة والمواصلة فإنه من الضروري مواصلة التنسيق ومحاولة تنظيم العمل ليضم طواقم طبية أكثر و فئات ومؤسسات من بقية دول الخليج العربي (شباب قطر ضد التطبيع) مثالا، وذلك من أجل التوأمة المستدامة على الصعيد الإنساني مع إخوتنا في فلسطين/غزة.