نفتالي بينيت النجم الصاعد في اليمين الإسرائيلي
صعد نجم مليونير إسرائيلي يميني يقول إن قيام دولة فلسطينية سيكون انتحارا لإسرائيل وحققت حملته الانتخابية نجاحا مفاجئا.
وبعد أن كان نفتالي بينيت مساعدا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -والذي تردد أنه اختلف معه- من المتوقع أن يجلس بينيت على طاولة الحكومة مع نتنياهو عقب الانتخابات التي ستجرى في 22 يناير كانون الثاني الجاري.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف الذي يتزعمه بينيت يروق لكثير من الناخبين ومن المتوقع أن يأتي في الترتيب الثالث في الانتخابات البرلمانية التي يتوقع أن يفوز فيها نتنياهو.
وقال معلقون إن العلاقات الشخصية بين زعيمي الحزبين قد تكون متوترة مشيرين إلى أن الوقت الذي أمضاه بينيت في مكتب نتنياهو انتهى على نحو سيء رغم أن الرجلين لم يتحدثا علنا في الموضوع.
وشعر نتنياهو بنفور لأن بينيت يسحب منه قاعدة تأييد حزب ليكود الذي يتزعمه. وأجرى هذا الأسبوع مقابلات إذاعية نادرا ما يجريها ودعا أنصاره التقليديين بألا يميلوا لأحزاب أصغر وأن يصوتوا لحزبه.
ويدعو بينيت إلى ضم ما يزيد على نصف الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل وأن يمنح الفلسطينيون حكما ذاتيا ويرفض ما يرى أنه جهود تنتهي إلى “طريق مسدود” لإنجاز حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يقوم على أساس دولتين.
وقال في مقابلة مع رويترز بلغة إنجليزية بلكنة أمريكية تشبه لكنة نتيناهو رئيسه السابق “قيام دولة فلسطينية على أرض إسرائيل سيؤدي إلى قتال وحرب وإراقة دماء إلى الأبد.”
وتابع بينيت المولود في إسرائيل لأبوين من سان فرانسيسكو متسائلا “بماذا ستشعر إذا كان العالم بأسره متوافقا على ضرورة أن تنتحر. هل ستمضي قدما وتنتحر إذا تأكدت من أنك على خطأ؟”
وبينيت مليونير يبلغ من العمر 40 عاما وكان واحد من كبار مساعدي نتنياهو في الفترة بين 2006 و2008 وهو جندي سابق في وحدة خاصة وأسس شركة للبرمجيات المتخصصة في مكافحة الاحتيال وباعها لشركة أمنية أمريكية مقابل 145 مليون دولار في عام 2005 .
وبينيت شريك محتمل في أي حكومة ائتلافية يقودها نتنياهو في المستقبل وهو احتمال قد يزيد القلق الدولي من اتجاه اسرائيل أكثر الى اليمين.
وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحصل حزب البيت اليهودي الذي يتزعمه على حوالي 15 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا مقابل نحو 34 مقعدا لقائمة نتنياهو المشتركة مع حزب وزير الخارجية السابق أفيجدور ليبرمان.
ويوافق نتنياهو رسميا على حل الدولتين لكن توسيعه للمستوطنات أدى إلى انتقاد دولي حاد في الأشهر القليلة الماضية بينما يطالب بعض المشرعين من ليكود بضم المستوطنات.
ومن غير المرجح أن يوافق نتيناهو على خطة بينيت للضم وأن يثير على إسرائيل عاصفة دبلوماسية دولية. لكن نتنياهو قد يواجه ضغوطا لتكثيف بناء المستوطنات ربما بوتيرة أسرع من جانب بينيت الذي يشجعه الآداء القوي لحزبه وحصوله لاحقا على منصب في الوزارة.
وقال بينيت إن اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية ستضر بأمن إسرائيل وينتهي بها الحال إلى أن تكون قاعدة لنشطاء قد يطلقون منها صواريخ على وسط البلاد التجاري من مسافة أقصر من المسافة التي شن منها مسلحون هجمات مماثلة من غزة.
وقال “ما يقترحه العالم هو أن تسلم هذا الجبل (الضفة الغربية) إلى عدو قتل بالفعل آلافا من الإسرائيليين في السنوات القليلة الماضية فقط وأن تصلي من أجل الأفضل.”
وأضاف بينيت وهو يهودي أرثوذكسي يعيش في ضاحية للأثرياء في تل أبيب “لدي أربعة أطفال يعيشون على بعد ستة كيلومترات فقط من هذا الجبل الكبير. لن أفعل ذلك. لن انتحر بإرادتي حتى لو كان ذلك لا يروق للعالم.”
وقتل أكثر من ألف إسرائيلي في هجمات شنها نشطاء فلسطينيون تضمنت تفجيرات انتحارية وإطلاق نار وهجمات صاروخية وعمليات طعن بالمدى. ولقي معظمهم حتفه أثناء الانتفاضة الفلسطينية في العقد السابق في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة.
ويدعو بينيت إلى ضم “المنطقة ج” التي تشكل 60 في المئة من الضفة الغربية ومنح الجنسية الإسرائيلية لمن يقول إنهم 50 ألف فلسطيني يعيشون في ذلك الجزء من الأرض حيث شيدت أكبر مستوطنات إسرائيلية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 150 ألف فلسطيني يعيشون في “المنطقة ج”.
وبموجب خطته ستمنح إسرائيل حكما ذاتيا لبقية الفلسطينيين في الضفة الغربية وعددهم 2.5 مليون. ويعيش نحو 500 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية في مستوطنات تعتبرها غالبية دول العالم غير شرعية.
وقال بينيت “قبل أن نمضي في خطة الضم يتعين علينا أن نغير مسار موقف إسرائيل وموقف العالم فيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية وعندئذ فقط نطبق بشكل تدريجي تماما القانون الإسرائيلي على المناطق الإسرائيلية في يهودا والسامرة” مستخدما الاسم العبري للضفة الغربية.
وانهارت مباحثات السلام بين إسرائيل والفسلطينيين في عام 2010 بسبب الخلاف على المستوطنات الإسرائيلية.
وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع مكانة البعثة الدبلوماسية الفلسطينية من “كيان مراقب” إلى “دولة مراقب غير عضو”. ونال المسعى الفلسطيني موافقة أغلبية ساحقة وكان هزيمة دبلوماسية لإسرائيل والولايات المتحدة اللتين عارضتا ذلك المسعى.
وقال بينيت “أحيانا تكون الحكمة السائدة خاطئة اعتقد أن هذه واحدة من تلك الحالات. نحن جميعا معا في حافلة والمجتمع الدولي بأسره يقودنا إلى طريق مسدود.” وتابع قائلا “ربما حان الوقت لنهج جديد.”
وخطة الضم التي يطرحها بينيت ليست جديدة على مجتمع المستوطنين. لكن عندما يتحدث بينيت عن خطته فإنه لا يشير إلى العلاقات التاريخية والتوراتية بالأرض كمبرر للضم لكنه يركز بدلا من ذلك على الأمن سعيا على ما يبدو لكسب تأييد الإسرائيليين المنتمين للتيار السائد.
وفي الواقع فإن تحديد الصراع مع الفلسطينيين على أنه صراع غير قابل للحل قد يكون جزءا من جاذبية بينيت. فكثير من الإسرائيليين وكذلك الفلسطينيين خاب أملهم في عملية للسلام بدأت قبل عقدين وفشلت في التوصل إلى اتفاق نهائي.
ومن جانبه يصور حزب ليكود نتنياهو باعتباره الزعيم الوحيد المحنك على الساحة القادر على مواجهة التحديات الأمنية التي تتراوح بين البرنامج النووي الإيراني والصواريخ التي يطلقها نشطاء إسلاميون على حدود إسرائيل.
وتعززت مؤهلات نتنياهو الأمنية بحرب استمرت ثمانية أيام خاضتها إسرائيل مع النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة في نوفمبر الماضي أوقفت إلى الآن الهجمات الصاروخية.
قال بينيت إنه يعرف أن خطة الضم التي يطرحها “ليست كاملة” لكنه يعتقد بامكانية إيجاد سبيل يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش معا في سلام.
وقال “إنهم (الفلسطينيون) لن يتبخروا ونحن أيضا لن نتبخر. جميعنا هنا موجودون معا. لا يوجد كثير من الحب في الأجواء لكننا الأشخاص الحقيقيين الذين هم في حاجة لإحلال السلام لا أمريكا ولا الاتحاد الأوروبي.”