هوغو شافيز لن يؤدي اليمين الدستورية حالياً
حسمت محكمة العدل العليا في فنزويلا الاربعاء الجدل القائم حول قسم الرئيس، لصالح الحكومة في مواجهة المعارضة وذلك عبر اقرارها ان هوغو تشافيز يمكن ان يؤدي اليمين بعد العاشر من كانون الثانمي/يناير كما هو وارد في الدستور.
واعلنت رئيسة محكمة العدل العليا لويزا استيلا موراليس الاربعاء ان هوغو تشافيز الموجود منذ شهر في مستشفى في كوبا سيتمكن من اداء اليمين بعد العاشر من كانون الثاني/يناير كما ينص الدستور وستبقى حكومته تتولى تصريف الاعمال الى ان يتم تنصيب الرئيس الفنزويلي.
وقالت موراليس خلال مؤتمر صحافي ان الغرفة الدستورية في محكمة العدل العليا اعلنت ان حفل التنصيب “يمكن ان يتم بعد العاشر من كانون الثاني/يناير امام محكمة العدل العليا”.
واضافت ان الحكومة ستقوم كما نائب الرئيس بتصريف الاعمال بعد هذا الموعد بموجب “مسألة استمرارية النظام”.
كما ذكرت ان القضاء الاعلى يستبعد في الوقت الراهن ارسال لجنة طبية الى كوبا كما طالبت المعارضة في حين لا يزال الرئيس غائبا منذ رابع عملية جراحية خضع لها جراء اصابته بالسرطان، في 11 كانون الاول/ديسمبر في هافانا.
وينص الدستور على ان يؤدي الرئيس المنتخب اليمين في العاشر من كانون الثاني/يناير امام الجمعية الوطنية في فنزويلا.
لكن الدستور ينص ايضا على ان الرئيس يستطيع اداء اليمين امام محكمة العدل العليا في حال لم يتمكن من القيام بذلك امام النواب. وفي هذه الحالة لم يحدد اي موعد.
وترفض المعارضة تفسير الحكومة للنص الدستوري الذي صادقت عليه محكمة العدل العليا، وترى ان الحكومة قامت بانقلاب دستوري.
وظهر تشافيز لاخر مرة في وسائل الاعلام الرسمية لدى مغادرته الى كوبا في العاشر من كانون الاول/ديسمبر للخضوع لعملية جديدة بعد تشخيص اصابته بالسرطان في حزيران/يونيو 2011.
وكان تاكيد غياب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن حفل اداء اليمين الخميس ادى الى تاجيج الجدل الدستوري الدائر في البلاد حول مسالة استمرارية النظام الى ما بعد هذا التاريخ فيما كانت الحكومة والمعارضة تترقبان قرار محكمة العدل العليا.
ومساء الثلاثاء كشف النظام الفنزويلي ان الرئيس تشافيز لن يؤدي اليمين الرئاسية الخميس في العاشر من كانون الثاني/يناير كما ينص الدستور، بتوصية من اطبائه وانه سيواصل علاجه في كوبا بعد العملية الرابعة للعلاج من السرطان التي خضع لها في 1 كانون الاول/ديسمبر.
فقد وضع رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيو حدا للشكوك التي كانت تحوم حول حضور تشافيز او عدم حضوره الى البرلمان الخميس قائلا ان تشافيز الموجود في المستشفى في كوبا منذ 10 كانون الاول/ديسمبر “طلب، بناء على توصية من فريقه الطبي (…) ان يتم الاعلان ان عملية النقاهة التي تلي الجراحة سيتم تمديدها الى ما بعد العاشر من كانون الثاني/يناير من العام الحالي، الامر الذي لن يمكنه من الحضور في هذا الموعد امام الجمعية الوطنية” لاداء اليمين الرئاسية.
واضاف كابيو انه بناء عليه وبموجب المادة 231 من الدستور، “فان اداء اليمين سيتم في موعد لاحق امام المحكمة” العليا، وذلك اثناء تلاوته رسالة من نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي فوضه تشافيز جزءا من صلاحياته خلال غيابه.
وبعد نقاش حاد بين نواب الحزب الاشتراكي الحاكم ونواب المعارضة، تبنت الجمعية الوطنية التي يهيمن عليها حزب تشافيز قرارا يمنح الرئيس “كل المدة التي يحتاج اليها للعلاج”.
وتعتبر الحكومة انه بموجب القانون الاساسي، يمكن للرئيس الذي انتخب في 7 تشرين الاول/اكتوبر اداء اليمين ما ان تسمح له حالته الصحية امام محكمة العدل العليا، اذا لم يتمكن من القيام بذلك امام النواب. وفي هذه الحالة لا يتم ذكر اي موعد.
وترفض المعارضة هذا التفسير للدستور مؤكدة ان الحكومة تقوم بما يشبه انقلاب مؤسساتي عبر محاولتها التمسك بالسلطة.
والثلاثاء حذر ابرز ائتلاف للمعارضة، في رسالة وجهها الى منظمة الدول الاميركية من انه “اذا لم يؤد الرئيس اليمين في العاشر من كانون الثاني/يناير واذا لم يتم تفعيل الاجراءات الدستورية المتعلقة بالعجز الموقت لرئيس الجمهورية، فاننا سنكون ارتكبنا انتهاكا خطيرا للنظام الدستوري في فنزويلا سيؤثر على جوهر الديموقراطية”.
ولاحقا، طلب زعيم المعارضة الفنزويلية انريكي كابريلس الثلاثاء من المحكمة العليا “اعلان موقفها” من الازمة الدستورية التي قد تواجهها البلاد رغم ان هذه المؤسسة معروفة بقربها من الحكومة.
وقال “في 10 كانون الثاني/يناير تنتهي ولاية رئاسية وتبدأ اخرى” و “اذا لم يؤد الرئيس اليمين، لا يكون رئيسا”.
ورغم تاكيد غياب تشافيز عن حفل التنصيب الخميس، دعا اقطاب النظام الى تظاهرة حاشدة في اليوم نفسه امام القصر الرئاسي في كراكاس لدعمه.
كما اكد رئيس بوليفيا ايفو موراليس المقرب جدا من تشافيز ورئيس الاوروغواي خوسيه موخيكا حضورهما على هامش تظاهرة التاييد هذه.
اما رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر فستتوجه الخميس الى هافانا.
وامام هذه الدعوة، قررت المعارضة عدم المجازفة بحصول مواجهة وطلبت من انصارها عدم النزول الى الشارع الخميس.
واخر صور للرئيس تعود الى مغادرته الى كوبا قبل شهر للخضوع للعملية الجراحية. وتتكتم السلطات الفنزويلية على طبيعة السرطان الذي اصيب به.
واعلنت الحكومة الاثنين ان وضعه الصحي “مستقر” وانه “يتجاوب مع العلاج” بعد اصابته بالتهاب رئوي حاد لكن بدون اعطاء المزيد من التوضيحات.