حذر مسؤول الإعلام في “الحركة الوطنية لتحرير الطوارق” في مالي، من أن “آلاف المقاتلين الذين هربوا من الجيش النظامي الليبي، بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، يستعدون لإعلان دولة في شمال مالي وبدء عمليات عسكرية ضد قواتها العسكرية، ما لم يحصلوا على الحكم الذاتي”.
وأوضح مسؤول الحركة، التي تحمل اسما مختصراً “أزواد”، في حديث لصحيفة لـ”الشرق الأوسط” أن “الطوارق أمهلوا الحكومة المالية حتى الخامس من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، قبل الشروع في تنفيذ تهديداتهم على الأرض”، مشيراً إلى أن “المقاتلين العائدين من ليبيا من الطوارق قد انضموا للجناح العسكري للحركة”.
وشدد المسؤول، الذي امتنع عن التعريف بنفسه خشية تعرضه لملاحقات أمنية واستخباراتية من مالي التي تضيق الخناق على الطوارق، على أن “من وصفهم بثوار الطوارق باتوا مستعدين- عندما تنتهي المهلة الممنوحة للحكومة المالية- للبدء في خطوات الاستقلال”.
وبعدما أكد على “احترام الطوارق حدود موريتانيا”، أعرب عن “قلقه من الزيارة التي قام بها مؤخراً الرئيس المالي إلى الجزائر”، وقال: “نحن نريد من الحكومة والشعب هناك أن يكونوا بجانبنا، أو على الأقل ألا يكونوا ضدنا”. ولفت الى أن “الحركة الآن في حالة إعادة تنظيم ولم يتم تشكيل هياكلها بعد بشكل رسمي ومعلن”، مشيراً إلى “اندماج أكثر من حركة لتكوين المولود الجديد، من بينها “الحركة الوطنية الأزوادية”، و”الحركة الطوارقية لتحرير أزواد” و”الحركة الشعبية لتحرير أزواد”.
وأوضح المسؤول أن هدف الحركة هو “تحرير شعبنا، فخلال السنوات الماضية كانت الحكومة تتكلم عن تطوير منطقة الصحراء الكبرى وبرامج بلا جدوى للتطوير، فرأينا أنه لا داعي لكل هذه الأشياء، وأن لنا الحق في الحرية مثل كل شعوب العالم”.
وعن سر التوقيت لإعلان ذلك، أشار إلى أن “هذه هي المرة الأولى التي نحصل فيها على فرصة بعد انهيار النظام الليبي، الذي كان يقمعنا ويفرض نفسه علينا، حيث عاد كل الشباب المسلحين من ليبيا، ونحن أقل ما نقبل به الآن مع الحكومة المالية هو الحكم الذاتي. وإذا لم يكن هناك حكم ذاتي لن تكون هناك أي مفاوضات حول التطوير ولا برامج التطوير. فإما الاستقلال، أو الحكم الذاتي للصحراء الكبرى”. وأكد أن “المنطقة التي يعنيها هي منطقة الصحراء الكبرى مبدئياً، وبالتحديد شمال مالي”، مضيفاً “نعلن احترامنا لصحراء الجزائر وموريتانيا، وأننا لن نتدخل في حدودهما السياسية”.
وأوضح المسؤول أن القذافي “هو من كان ضد إقامة دولة الطوارق، وهو من كان يفشّل كل برامج استقلال هذه الدولة، مع أنه كان يعلن عكس ذلك بأنه هو من يدعم الطوارق”. ووصف العلاقة بالقذافي بأنها “كانت تعتمد على قسمين؛ الأول كان يقوده ناس انتهازيون وأصحاب مصالح ويمشون وراء القذافي دون مصالح الشعب. وقسم ثاني يقوده ناس ضد القذافي، وهم من كانت تهمهم مصلحة الشعب، خصوصاًً وأن العقيد الليبي كان ضدنا. والآن القذافي انتهى، وكل الناس يجتمعون تحت راية واحدة”.
وعن أعداد العائدين من ليبيا، قال المسؤول إن “الأعداد المتوفرة حالياً تفوق الـ7 آلاف جندي من دون اللاجئين، وإن جميعهم عادوا بالسلاح”، موضحاً أن “القذافي لم يسلّحهم، لكنهم استفادوا من فرصة كونهم من الجيش النظامي سابقاً، وأنهم عندما رأوا أن القذافي انتهى خرجوا بالسلاح لتحرير الصحراء الكبرى”.