مصر: مظاهرات عنيفة ضد مرسي والإخوان
تظاهر الاف المصريين بعد ظهر الجمعة في القاهرة ومحافظات عدة ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها في الذكرى الثانية للثورة التي اطاحت بسلفه حسني مبارك وتخلل بعض التظاهرات اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة اوقعت 110 جرحى على الاقل.
ودعت جبهة الانقاذ الوطني المعارضة والحركات الشبابية للتظاهر تحت شعارات عدة من بينها “لا لأخونة الدولة” في اشارة الى اتهاماتها لجماعة الاخوان بالسيطرة على الدولة المصرية والسعي لاقامة نظام استبدادي جديد و”سرقة الثورة” للتمكن من السلطة.
من جهتها اكدت القوات المسلحة المصرية “انتشار عناصر رمزية تابعة للمنطقة المركزية العسكرية بمداخل القاهرة الكبرى” موضحا انه “اجراء احترازي روتيني خلال الظروف الدقيقة”.
واوضح بيان نشره المتحدث الرسمي باسم الجيش على صفحته على موقع فيسبوك ان “إنتشار عناصر رمزية تابعة للمنطقة المركزية العسكرية بمداخل القاهرة الكبرى يأتي في إطار خطط القوات المسلحة لتكثيف أعمال التأمين بالمحاور والطرق الرئيسية المؤدية إلى داخل العاصمة”.
واضاف البيان ان “تلك العناصر غير مخولة بالتعامل مع المدنيين أو منعهم من التحرك وهو إجراء إحترازي روتيني لتأمين البلاد خلال الظروف الدقيقة سبق إتخاذه خلال تظاهرات شهر (تشرين الثاني) نوفمبر الماضي” التي نظمتها المعارضة احتجاجا على اعلان دستوري اصدره يومها الرئيس محمد مرسي ومنح نفسه بموجبة سلطات استثنائية ثم الغاه بعد اقرار الدستور الجديد للبلاد.
وتخللت تظاهرات الجمعة اشتباكات في القاهرة ومحافظات عدة.
وفي الاسماعيلية (على قناة السويس)، احرق متظاهرون مقر حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الاخوان) كما قام المحتجون بمهاجمة مقرات المحافظات في مدن عدة.
وفي الاسماعيلية ايضا اقتحم المتظاهرون مقر المحافظة مساء الجمعة ونهبوا ما به من اثاث واجهزة، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.
وفي دمياط (دلتا النيل)، حاصر المتظاهرون مقر المحافظة وقطعوا الطريق امامه وجرت اشتباكات بينهم وبين الشرطة.
وفي محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل كذلك، تمكن المتظاهرون من دخول فناء مبنى المحافظة ودارت اشتباكات بينهم وبين قوات الشرطة التي حاولت منعهم من دخول المبنى.
وفي السويس، حاول متظاهرون اقتحام مقر المحافظة ولكن الشرطة تصدت لهم باطلاق قنابل مسيلة للدموع.
وحتى مساء الجمعة كانت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة لا تزال مستمرة امام هذه المقرات الثلاثة.
وفي القاهرة، تواصلت الجمعة الاشتباكات التي بدأت الخميس بالقرب من ميدان التحرير بين المتظاهرين وقوات الامن المتمركزة خلف حاجز خرساني يغلق شارع القصر العيني الذي تقع به عدة مؤسسات من بينها مقر مجلس الوزراء ومقرا مجلس الوزراء ومجلس الشورى. كما وقعت اشتباكات في شارع الشيخ ريحان المجاور استخدم فيها المتظاهرون الحجارة وردت قوات الامن بالغازات المسيلة للدموع.
وقام مئات المتظاهرين بمهاجمة مقر الموقع الالكتروني لجماعة الاخوان المسلمين “اخوان اون لاين” الواقع في منطقة التوفيقية بوسط القاهرة بالحجارة ووقعت اشتباكات بينهم وبين اهالي المنطقة.
واطلقت الشرطة غازات مسيلة للدموع لمنع متظاهرين من ازالة حاجز من الاسلاك الشائكة امام قصر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة بشرق القاهرة.
وفي الاسكندرية كبرى مدن شمال البلاد اطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين القوا حجارة على مبنى المجلس المحلي للمدينة. وقال شهود ان مسيرة كانت تمر امام مقر المجلس المحلي وهو في الوقت ذاته المقر المؤقت للمحافظة، القى خلالها بعض المتظاهرين حجارة على المبنى فردت الشرطة باطلاق كثيف للغازات المسيلة للدموع.
واكد التلفزيون الرسمي ان اشتباكات اخرى اندلعت كذلك بين الامن والمتظاهرين في محيط منطقة مجمع المحاكم المطل عل البحر في الاسكندرية.
وقال مسؤول في غرفة العمليات المركزية لهيئة الاسعاف ان الاشتباكات اسفرت عن اصابة 110 اشخاص على الاقل بجراح في مختلف انحاء البلاد.
وكانت مسيرات دعت اليها الحركات الشبابية وجبهة الانقاذ الوطني المعارضة انطلقت بعد صلاة الجمعة من عدة مساجد في القاهرة في اتجاه ميدان التحرير الذي احتشد فيه وفي الشوارع المحيطة الاف المتظاهرين كانوا يهتفون “يسقط يسقط حكم المرشد” في اشارة الى مرشد جماعة الاخوان المسلمين محمد بديع، و”ارحل ارحل” وهو نفس الشعار الذي كان يتردد في ميدان التحرير قبل عامين للمطالبة بانهاء حكم مبارك.
كما تعالت شعارات اخرى معادية للاخوان مثل “حكم الاخوان باطل” و”محمد مرسي باطل” و”عبد الناصر قالها زمان الاخوان ما لهومش امان”.
وقال احد المتظاهرين ويدعى شوقي احمد (65 عاما) “انا هنا لاطالب بالحرية والعدل”، واضاف الرجل ذو اللحية البيضاء الخفيفة “مصر تحتاج ثورة جديدة من اجل الشباب ومن اجل الديمقراطية الحقيقية”، قبل ان يهتف “ثورة تاني من جديد”.
واكد مصطفي عبد الله (23 عاما) وهو موظف بمحل ملابس “لم يتحقق شيء من شعارات الثورة سوى الحرية، العدالة الاجتماعية منعدمة”، وتابع “اداء مرسي والحكومة غير كاف لادارة البلاد ولو تركنا له الفرصة البلد ستتعرض للخراب”.
وبينما كان المئات حوله يهتفون “الشعب يريد اسقاط النظام”، اضاف عبد الله “البلد كبيرة علي الاخوان الذين خدعونا في كل شيء خاصة في الدستور”.
واعتبر محمد عبد العريز (22 عاما) ان “سياسة الدولة تسير خطأ والرئيس مرسي لا بد ان يدرك انه رئيس لكل المصريين قبل فوات الاوان”، مضيفا “على مرسي ان يتذكر ان الشعب اسقط مبارك وانه قادر على اسقاطه ايضا”.
وشارك القياديان في جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي وحمدين صباحي في احدى المسيرات.
وقالت وزارة الداخلية في بيان بعد ظهر الجمعة ان “قوات الشرطة المكلفة بتأمين المنشآت الهامة (…) واجهت الاعتداءات بضبط النفس وفقا للتعليمات الصادرة اليها وتعاملت من حين لآخر بإستخدام الغاز المسيل للدموع”.
واكد البيان ان هناك “العديد من الإصابات بين جنود وأفراد الشرطة”.
وتأتي ذكرى الثورة عشية حكم قضائي يثير قلقا كبيرا وهو الحكم في قضية مأساة بورسعيد التي قتل فيها مطلع شباط/فبراير الماضي 74 شخصا في استاد مدينة بورسعيد (على قناة السويس) معظمهم من مشجعي فريق الاهلي لكرة القدم.
وهدد مشجعو الاهلي المعروفون ب”التراس اهلاوي” بالانتقام لضحايا بورسعيد ما لم يصدر القضاء حكما ب”القصاص” من المسؤولين عن مأساة بورسعيد وهي واحدة من اسوأ كوارث كرة القدم في العالم اجمع.
وقال الالتراس في بيان نشر على صفحته على موقع فيسبوك “يوم السبت 26 يناير (كانون الثاني) هو يوم فاصل في حياة اشخاص كثيرين، وقد يكون اخر يوم في حياة اشخاص اخرين، اشخاص تعلم انها تسعى وراء حق حتى لو كلفهم ذلك ارواحهم”.
واضاف البيان “+يا نجيب حقهم يا نموت زيهم+ لم يكن هذا مجرد هتاف، بل هو حقيقة راسخة بداحلنا، الاختياران مكسب لنا، اما ان يعود الحق ونعيش نخلد ذكراهم او الموت ونحن نسعى الى الحق، اما كل من دبر وخان وقتل فليس امامه الا اختيار واحد وهو الموت”.
ودعا التراس الاهلي الى تجمع امام مقر النادي في القاهرة الساعة الثامنة صباح السبت من دون ان يحدد الوجهة التي سيتجهون اليها.