قال طبيب إن أكثر من 20 شخصا قتلوا في مدينة حمص السورية يوم السبت مع اشتداد القتال عند تقاطع طريق رئيسي على خط إمدادات للقوات الحكومية في وسط البلاد.
وتتهم المعارضة ميليشيا “الشبيحة” الموالية للرئيس بشار الأسد بقتل نحو 200 مدني من السنة في حمص في مذابح على مدى الأسبوعين الماضيين لكن حظرا تفرضه سوريا على معظم وسائل الإعلام المستقلة يجعل من الصعب التحقق من صحة هذه التقارير.
وفي بيان مصور من مستشفى مؤقت في المدينة عرض محمد محمد -وهو طبيب يعالج الجرحى سرا على مدى شهور- جثث خمسة أشخاص تفحمت اشلاؤهم بشكل يجعل من الصعب التعرف عليها. وقال محمد إن الجثث لعائلة مكونة من أب وأم وثلاثة أبناء أحرقهم الشبيحة تماما في إطار الإبادة التي ينفذها النظام لأهالي في منطقتي جوبر وكفر عايا في حمص. وأضاف أنه ومن معه محاصرون وأنهم استقبلوا 20 قتيلا يوم السبت وجرى توثيق اسمائهم. وقال إن الضحايا قتلوا في اشتباكات وقصف وإعدامات بدون محاكمة.
ولم تعلق السلطات السورية على أحدث اشتباك في المدينة. وفي السابق وصفت وسائل الإعلام الرسمية عمليات الجيش بأنها تستهدف “تطهير” حمص ممن تصفهم بالارهابيين.
وقال محمد المروح عضو مجلس قيادة الثورة السورية لرويترز في اسطنبول بعد زيارة الى حمص إن مقاتلي المعارضة صامدون على الأرض لكن الشبيحة يستهدفون المدنيين.
وأضاف المروح -الذي كان في حمص الأسبوع الماضي- إن من الصعب وصف ما يحدث سوى انه “تطهير عرقي للاحياء السنية التي تقع على خطوط الامداد العلوية.” ويشكل العلويون -وهم طائفة من الشيعة- عشرة في المئة من سكان سوريا ويسيطرون على هيكل السلطة وأجهزة الأمن منذ الستينات. والأسد ومعظم النخبة الحاكمة علويون.
وقالت مصادر بالمعارضة إن طريقا سريعا يمر بالقرب من حمص يستخدم لإمداد قوات العلويين المنتشرة على قمم التلال في دمشق من قواعد في مدن ساحلية ومن اللاذقية التي يعيش فيها عدد كبير من السكان العلويين.
ويخشى السنة أن تصبح حمص جزءا من جيب علوي يمتد إلى الساحل حيث توجد القواعد الرئيسية للجيش إذا اضطر الأسد لمغادرة دمشق.
وكتب الناشط المعارض فواز تللو في مقال نشر في الموقع الإلكتروني الإخباري السوري (كلنا شركاء في الوطن) “بدأت المجازر تزداد وبدأ بشار الأسد في رسم حدود هذه الدويلة وكذلك توريط العلويين وإغراقهم أكثر فأكثر في الدم لقطع الطريق عليهم حتى يكون خيار الدويلة العلوية هو المخرج الوحيد لهم وله.”
وقالت جماعة معارضة تطلق على نفسها (الثورة السورية ضد بشار الأسد) في بيان إن الأحياء الغربية والجنوبية في مدينة حمص تتعرض لقصف بالمدفعية ووابل من نيران قاذفات الصواريخ.
وقال نشطاء في حمص إن 12 مدنيا على الأقل و40 مقاتلا من قوات المعارضة قتلوا في الأسبوع المنصرم وإن مقاتلي المعارضة من بلدة القصير القريبة على الحدود اللبنانية يحاولون تخفيف الضغط على الأحياء الغربية لحمص.
وقالت مصادر بالمعارضة ان مسلحي المعارضة في المدينة ضعفت قوتهم مع تراجع امدادات الذخيرة اليهم في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن أحكمت القوات الموالية للأسد الحصار على الأحياء الغربية.
واضافت المصادر أن هجوما مضادا لقوات المعارضة قبل يومين على القطاع الغربي من المدينة أدى الي تقهقر قوات الأسد قليلا لكنها مستمرة في قصف المنطقة بالمدفعية ومن الجو