- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ما هو مصير الحركة الوطنية لتحرير «أزواد»؟

موسى أغ أساردي» ممثل الحركة الوطنية لتحرير «أزواد» في باريس

باريس – هارولد هيمان (خاص)
لا يمكن القيام بحملة عسكرية دون أن تشوبها عيوب. عملية «سيرفال» (Serval  القط البري) سوف يكون لها شوائب، من دون أن ينزع ذلك عنها نبل المهمة التي تتمتع بصفات قل أن تلتف بها حملة عسكرية: موافقة صريحة من الأمم المتحدة، شعب مالي يطالب بها (باستثناء الطوارق والجهاديين) وكذلك حال الحكومة، والحملة لها ضرورة لا خلاف عليها بتواجد عسكري حاسم في الشمال لسد الفراغ.
بالطبع فقط أنقذت هذه الحملة دياكوندا تراوري (انقر هنا)، إذ صادف بدءها بتحرك الجهاديين نحو الجنوب وحركة انقلابية ضده الحكومة في الجيش المالي. وبالطبع أوقف التدخل الفرنسي الزحف الجهادي نحو الجنوب وتحرك الجيش لقلب النظام. ومن نافل القول إن ترك الأمور بهذا الاتجاه تتحرك لكان أدى إلى فوضي كبرى في المنطقة.
إن الحركة الوطنية لتحرير «أزواد» (Mouvement national de libération de l’Azawad) كانت وراء هذا الحراك الكبير قبل سنة . فالطوارق يمثلون ٤٠ في المئة من سكان الشمال المالي، ويسعون للحصول على حكم ذاتي داخل الدولة المالية بعد عقود من سوء المعاملة على مر الحكومات الضعيفة أو الفاسدة.
نجد في الخطاب السياسي للحركة كافة العادات والتقاليد المتوارثة لدى الطوارق: علمانية وتسامح. أن غزوهم للشمال كان سريعاً بسبب تهافت الجهاديين من كل حدب وصوب فهرع «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» وتلته «حركة توحيد الجهاد في أفريقيا الغربية» وكتائب من الطوارق الذين كان قد انضموا إلى الجهاديين في الساحل تجت تسمية «أنصار الدين». وقد دفع هؤلاء بالحركة الوطنية لتحرير «أزواد» خارج الأراضي التي كانت قد وضعت يدها عليها. وهكذا سقط «إعلان الاستقلال» الذي أعلن من باريس سابقاً.
تواجه الحركة الوطنية لتحرير «أزواد» معضلة الاعتراف بها: فالدولة الفرنسية لا تستطيع الاعتراف بها لأن ذلك يشكل انتهاك لسيادة مالي ووحدة أراضيها، وبالنالي يسبب له إحراج مع الحكومة المالية ويخلط الأوراق بالنسبة للحملة العسكرية التي تقوم بها لـ… الحفاظ على وحدة أراضي مالي.
وقد كان لنا لقاء مع «موسى أغ أساردي» (Moussa Ag Assarid) ممثل الحركة الوطنية لتحرير «أزواد» خلال لقاء في «بيت البرلمان الأوروبي» نظمته له مجموعة الخضر وجمعية الصداقة «الأوروبية المازيغية».
عندما تنتهي عاصفة الحملة العسكرية سوف تنجلي طريق مستقبل الطوارق إما زوال أي أمل في  تقرير المصير بسبب الحراك الجهادي الذي أطاح بإعلان الاستقلال، أو حكم ذاتي في الشمال ضمن كونفدرالية مالية وهو ما يفضله المثقفون الطوارق.
بانتظار ذلك الطيران الحربي الفرنسي يقصف الجهاديين. وقد فضل هؤلاء إما الاختباء والتواري في كهوف صعب الوصل إليها في جبال أدار (Adrar) وإفوغاز (Ifôghas) على الحدود الجزائرية، أو الذوبان في النسيج السكاني، رغم عدم وجود تضامن من قبل هؤلاء مع حراكهم الجهادي كما حصل مع طالبان في أفغانستان، فهم لم يؤمنوا لا الاستقرار ولا حموا السكان.
إن «أنصار الدين» مشكلة من مجموعة من الطوارق الذين فقدوا الأمل وقد تحالفت مع مهربي المخدرات الذين تحالفوا بدورهم مع تنظيم القاعدة.
ولن يمكن التخلص من الجهاديين إلا بعد أن يلفظهم السكان بشكل  كامل. عندها على أوروبا وفرنسا أن تشجع التنمية في المنطقة وهو ما يطلبه الجميع هنا في بلاد أزواد. ولكن بعد أن أظهرت باريس قدرتها العسكرية عليها أن تظهر قدرة ديبلوماسية لاقناع واشنطن ولندن بضرورة مواكبتها في هذه العملية الضرورية على المدى الطويل.
نتيجة واحدة حققتها العملية حتى الآن: هو تأمين وصول اليورانيوم من النيجر ومن مالي إلى الصناعة النووية الفرنسية.