أكد مصدر إعلامي سوري أن مجموعات إرهابية من “جبهة النصرة” في حلب نفذت إعداما جماعيا بحق عشرات المخطوفين وألقت بجثامينهم في نهر قويق في منطقة بستان القصر في حلب.
وقال المصدر: “إن الأهالي تعرفوا على أعداد ممن أعدمتهم جبهة النصرة الإرهابية وأكدوا أن اختطاف أبنائهم كان بسبب رفضهم التعامل مع هذه الجبهة ومطالبتهم لإرهابييها بمغادرة أحيائهم السكني”.
وأضاف أن “الجهات المختصة تتابع مع الأهالي إثبات الوقائع الخاصة بالمجزرة الجديدة التي ارتكبتها جبهة النصرة الإرهابية والتي تضاف إلى سلسلة مجازر وحشية لهذا التنظيم الإرهابي ضد المدنيين الآمنين والعزل”.
وأفادت وكالة “سانا” أن الاشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين في بستان القصر تدور جميعها على أطراف المنطقة وليس هناك أي تواجد للجيش على اطراف نهر قويق.
وذكرت الوكالة أن الجهات المعنية كانت قد وضعت في وقت سابق أسلاكا شائكة في مجرى نهر قويق لمنع تسلل المسلحين من المناطق التي يتواجدون فيها إلى المناطق الأخرى الآمنة، لافتة إلى أن “الجثث التي ادعى الإرهابيون ووسائل الإعلام الشريكة في سفك الدم السوري أن الجيش السوري قام بقتل أصحابها عثر عليها في الجهة التي يتواجد فيها الإرهابيون ولو قتلت في المناطق الآمنة لكانت علقت في هذه الأسلاك الشائكة قبل وصولها إلى المنطقة التي عثر عليها فيها”.
واوضحت “سانا” ان “ارتفاع المياه في مجرى نهر قويق ضئيل جدا والمياه راكدة وبالتالي لا يمكن ان تجرف المياه الجثث التي تم العثور عليها في بستان القصر مكان تواجد الارهابيين”.
وأفادت وكالة الأنباء السورية بأن “عددا من الأهالي اكدوا لها عبر اتصالات هاتفية انهم تعرفوا على عدد من جثث اقربائهم التي عرضتها القنوات الشريكة في سفك الدم السوري على انها جثث لمدنيين قتلهم الجيش السوري”، مؤكدين أن “هذه الجثث تعود لأقربائهم المخطوفين من قبل الإرهابيين الذين اتصلوا بهم أكثر من مرة في أوقات سابقة لدفع فدية مقابل إطلاق سراحهم”.
بالمقابل قال ناشطون إن الجثث عددها 65 على الاقل لأشخاص مصابين بأعيرة نارية في رؤوسهم فيما يبدو وأيديهم مكبلة في أحد أحياء مدينة حلب في شمال سوريا. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة مقرها بريطانيا مقربة من أوساط المعارضة تقول انها تقدم معلومات موضوعية عن القتلى والمصابين في صفوف جانبي الصراع في سوريا من خلال شبكة مراقبين أن عدد القتلى قد يرتفع إلى 80 شخصا. ولم تتضح الجهة المسؤولة عن قتلهم.
وبث ناشطون معارضون تسجيلا مصورا لرجل يصور جثث 51 شخصا على الأقل تغطيها الأوحال قرب ما قالوا انه نهر قويق في حي بستان القصر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في حلب. وكان هؤلاء الاشخاص مصابين بأعيرة نارية في رؤوسهم وأيديهم مقيدة. وكان الدم يسيل من رؤوسهم وبدا ان بعضهم من صغار السن ربما في طور المراهقة ويرتدون سراويل من الجينز وقمصانا وأحذية رياضية.
وينبع نهر قويق في تركيا ويمر بالأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب قبل ان يصل إلى حي بستان القصر.
وقال رجل ملتح في تسجيل مصور اخر قيل انه صور في وسط بستان القصر بعد انتشال الجثث من النهر إن هؤلاء الاشخاص لم يقتلوا إلا لأنهم مسلمون. وكانت خلفه في اللقطات شاحنة صغيرة محملة بكومة من الجثث.
وتعذر على وكالة الأنباء رويترز التحقق من صحة مثل هذه التقارير الواردة من داخل سوريا بسبب القيود المفروضة على الإعلام المستقل.
واتهمت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان قوات الحكومة السورية وقوات المعارضة على السواء بتنفيذ عمليات اعدام خارج ساحات القضاء خلال الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 60 ألف شخص على مدى 22 شهرا.