عقد أمس الثلاثاء مؤتمر للمانحين الدوليين في مقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا، اعلن خلاله عن التزامات بتقديم 455,53 مليون دولار لتمويل نشر قوة افريقية في مالي واعادة تنظيم الجيش المالي. وشاركت دول افريقية وكذلك الاتحاد الاوروبي واليابان والولايات المتحدة والامم المتحدة في اللقاء الذي افتتحه رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسالين الذي تولى للتو الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي. واعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي (الهيئة التنفيذية للاتحاد) نكوسازانا دلاميني زوما في جلسة الافتتاح “الوضع يتطلب ردا دوليا سريعا وفاعلا لانه يهدد مالي والمنطقة والقارة وما بعدها”.
ولكن عبر مسؤول كبير في الامم المتحدة الثلاثاء عن تخوفه من ان يكون للنزاع في مالي انعكاسات على الامن في شرق ليبيا بسبب “الروابط الاتنية او الايديولوجية” بين الجماعات المتطرفة المالية والليبية. وقال طارق متري الممثل الخاص للامم المتحدة في ليبيا امام مجلس الامن الدولي “ان الامن في شرق ليبيا يشكل تحديا خطيرا للحكومة”. واضاف “ان معارضة المجموعات المسلحة المتطرفة للتدخل العسكري في مالي قد يزيد من خطورة الوضع نظرا الى الانتماءات الاتنية و/او الايديولوجية والحدود غير المحكمة في ليبيا”.
في الدوحة نفى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني بشكل قاطع ان تكون بلاده قد قدمت اسلحة لانصار تنظيم القاعدة في شمالي مالي، ووصف هذه الاتهامات ب”الباطلة”. وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره اليوناني في الدوحة مساء الثلاثاء ان “الازمة في مالي بدات انسانية (…) وقطر تساهم انسانيا في اي مصاب وفي اي دولة، وسبق ان قمنا السنة الماضية مع الصليب الاحمر الدولي ببعض المساعدات الانسانية فتم اتهامنا باننا نوزع اسلحة، وهو طبعا اتهام باطل”.
ميدانيا هناك حاليا حوالى 3500 جندي فرنسي ومعهم نحو 1900 جندي افريقي يعملون على الارض الى جانب جيش مالي.
وقال الكولونيل العاجي ياو ادجوماني المكلف الاتصالات لدى المهمة الدولية لمساندة مالي “لدينا اليوم على الارض 1428 جنديا، بالاضافة الى الفوج التشادي الذي يقاتل الى جانبنا”. واضاف هناك جنود من بينين وبوكينا وساحل العاج وتوغو وغانا والنيجر وسيراليون والسنغال.واعلنت تشاد غير العضو في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا انها ستنشر 2200 جندي. ويشارك مئات الجنود التشاديين والنيجريين منذ السبت في عملية تأمين غاو، كبرى مدن شمال مالي على بعد 1200 كلم من باماكو التي استعاد الجنود الفرنسيون والماليون السيطرة عليها. كما سيطر رتل من الجنود النجريين الثلاثاء على مدينة انسنغو، شمال غاو.
ويتوقع في الاجمال وصول حوالى 8000 جندي افريقي الى مالي لكن وصول هؤلاء ما زال بطيئا جدا بسبب مشاكل مالية ولوجستية كبرى.
واعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل الثلاثاء ان الولايات المتحدة ستنقل في طائراتها قسما من القوات الافريقية المقرر اسالها الى مالي خصوصا من تشاد وتوغو. وقال المتحدث في تصريح صحافي “سندعم الجهود الدولية عبر تقدم وسائل نقل جوية الى دول المنطقة خصوصا تشاد وتوغو” موضحا بان هذه العملية لم تبدأ بعد.
وفي تمبكتو، لا تزال الكهرباء وكذلك شبكات الهاتف التي خربها الاسلاميون قبل فرارهم، مقطوعة عن المدينة التي قد تواجه ايضا مشاكل امدادات بالمياه لان المضخات لا تعمل وحيث يعاني السكان من نقص المواد الغذائية.