- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

كتاب للباحث إيهاب فتّال: الإسلام الجديد هو الإسلام البسيط

معمر عطوي
ربما يحاول الباحث إيهاب فتال (1968) التفتيش عن إسلوب جديد يقدّم به الإسلام، أو هو فعلاً يقوم ببحث مُعمّق في جوهر الدين لتقديمه محدّثاً، ومجدداً. لكن هل يصلح الباحث ما أفسدته المعتقدات الميتافيزيقية.
وقد يكون القرآن حمّال أوجه، كما يقول الإمام علي بن أبي طالب إبن عم الرسول وزوج ابنته فاطمة، لكن من غير الممكن هضم فكرة البعد الغيبي الميتافيزيقي للكتاب ولا للرسالة الدينية سواءً كانت إسلامية أم غير إسلامية. هذا ما نقوله من منظور العقل.
أما الاجتهاد في النص على أنه مجموعة أحكام شرعية وقواعد للتحليل والتحريم، فيمكن للمُصلح أن يُعمِل عقله من منطلق أن الدين «جالب للمصالح ومُذهِب للمفاسد. هنا قد يصح القول إن ما نقوم به هو صياغة عقلية لتأسيس أخلاقي بعنوان الإسلام أو أي دين آخر، بحكم ما تتقاسمه الأديان من قيم.
لكن على ما يبدو أن مشروع فتال الذي جمع بين كونه رجل أعمال وداعية «مودرن»، هو مشروع ينطلق من أرضية الميتافيزيقا نفسها، ليتحدث عن «الإسلام الجديد» في كتاب صدر بالانكليزية «THE NEW ISLAM» معتمداً شعار «أن خلق المستقبل يفرض تغيير الماضي».
لهذا سخّر الكاتب كل وسائل الاتصال الحديث من صفحات التواصل الاجتماعي وصولاً الى مواقع الانترنت والبث الإذاعي، من أجل ترويج فكرته عن الإسلام الجديد.
في هذا الكتاب يُخلِص فتال، إلى معادلة ميتا فيزيائية أن «كل ما في الحياة في تطور مستمر= كلمة الله في تطور مستمر وتغير= كلمة الله التي أوحي بها منذ 1400 سنة بامكانها أيضاً التطور والتغير».
ففي رأي الباحث أن ما قيل وما تحقق منذ 1400 سنة يمكن أيضاً أن يساهم في تحديث «الإسلام القديم».
ويوضح أن «هذا الكتاب تمت كتابته لخدمة الإسلام لا للإساءة إليه».
فالاقتراحات الواردة في الكتاب ترتكز على أبحاث الكاتب حول امكانية تحسين ظروف العالم الإسلامي الواسع. وهو يرى أن الإسلام دين عظيم  أثّر ايجابياً في تاريخ العالم. ويقول إن «ما كان يوماً حلاً عظيماً للمشاكل الحضارية يواجه اليوم تحديات عديدة يمكن التغلب عليها من خلال التكيف»، مشيراً إلى أن التكيف غير ممكن في ظل استمرار الخوض في مسائل تقليدية تتعلق بعادات وتقاليد العرب منذ القرن السابع.
ويضيف أنه «لصنع المستقبل هناك حاجات لتحديث الماضي. شكل جديد ومحدّث للإسلام على مدى طويل»، معتبراً أن هذا الدين الحنيف ولد لنشر النور على البشرية. لكنه يشدد على أن العودة الى الوراء الى نفس النور يتطلب إصلاحات جدية.
وفي نظر فتّال أن هذه الإصلاحات ستجعل المسلمين ينالون الشرف بأنفسهم ويقبلون حاجة التغيير، وأن الله يغيّر هؤلاء الذي يغيرون أنفسهم أولاً. وفي هذه الفكرة يتماهى الكاتب مع الىية القرآنية من سورة الرعد «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ…».
وفتّال رجل عصامي حصّل علومه في كل من غرب أفريقيا والولايات المتحدة، وأنتج حتى الآن ثلاث كتب تتضمن اقتراحات مفادها بأن «كل ما في الحياة هو كلمة الله».
فهو على قناعة بأن التطور هو مصير النجاح المتواصل. والكلمات التي تم نقلها عن النبي محمد وجِدت لتعميم الاسلام. سيما أن الإسلام اليوم هو ثاني أكبر دين في الكوكب وليس بحاجة الى تمدد إضافي، على حد قوله.
لكن ما يحتاجه المسلمون اليوم هو نقل تركيزهم إلى العيش المُتناغم مع بقية الخلق ومشاركة المجتمع العالمي من خلال التعليم والتطورات العلمية التي تخدم البشرية. «وبخدمة البشرية، سيكون المسلمون فخورين بالخالق».
يتضمن كتاب «THE NEW ISLAM» أربعة عشرفصلاً موزعة على محاور عديدة منها: البساطة والطاقة والتناسخ والرسالة والتطور والحلول الجديدة لمشاكل جديدة؛ تحت هذا العنوان الأخير يتحدث الكاتب عن الشهادة والصلاة اليومية والزكاة وصوم رمضان والحج الى مكة (أركان الاسلام) ثم عن الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتولي أولياء اللة والحجاب والدعاء والجنة والنار والإسلام كدين ودولة والخلافة والربا وأكل لحم الخنزير والكحول والنساء وتعدد الزوجات والنكاح والجنس قبل الزواج وبرالوالدين وصلة الرحم والأفعال والاستشهاد والعلماء والمدرسيّن والشفاء الذاتي واختيار الزوجة والعلم والعقاب والفنون والحلال والحرام وسنة النبي وأهل الكتاب والقدس.
ومن الفصل الثامن حتى الفصل الرابع شعر يتناول فتّال الشيطان الجديد (الغرور) والله والروحانية العالمية والأرض الجديدة والإسلام الجديد والوصايا العشر والنهضة العالمية. ويمكن متابعة هذه الدعوة الجديدة من خلال موقع الانترنت:
http://www.thenewislam.com
في أي حال للكاتب وجهة نظره حول أي إسلام يريد، وتعدد المذاهب والإجتهادات في الدين، رغم البُعد الماورائي، قد تشكّل حراكاً مهماً في برهنة أن النص الديني فضاء مفتوح على الفهم والاستبصار بلا حدود. كذلك هو النص تراث انساني يمكن للإرهابي ان يتذرع بتعاليمه لتنفيذ جرائمه ويمكن لمُحب السلام أن يتذرّع فيه لنسج خيوط التواصل حتى مع ألد أعداء الأمة. وبالتالي هو مشجيب تُعلّق عليه كل أحكامنا وأفاهيمنا للسياسة والاقتصاد والمجتمع والغيب، وعمليه تجديده وإصلاحه أو إعادة قراءىت من منظور عصري هي عملية تحريك للراكد لا عملية خلق مجدي لما يحتاجه البشر بالفعل على صعيد إعادة العقل إلى مساره.