هجوم مضاد للإسلاميين في غاو يفاجئ الفرنسيين
شن المتمردون الاسلاميون هجوما مفاجئا في قلب بلدة غاو يوم الاحد وقاتلوا القوات الفرنسية والمالية في ضربة لمحاولات تأمين المناطق التي استعيدت من ايدي المتمردين في شمال مالي.
واختبأ السكان في بيوتهم او وراء أسوار بينما ترددت اصداء اطلاق النار في شوارع البلدة العتيقة المطلة على نهر النيجر والتي استعادتها القوات التي تقودها فرنسا في هجوم الشهر الماضي.
وحلقت طائرات الهليكوبتر الحربية الفرنسية في السماء واطلقت النار على المتمردين المتحالفين مع تنظيم القاعدة والمسلحين ببنادق من طراز ايه.كيه-47 وقذائف صاروخية وقال ضباط ماليون وفرنسيون انهم تسللوا إلى منطقة السوق المركزي وتحصنوا في مركز للشرطة.
ومن شأن القتال داخل غاو ان يثير المخاوف من ان تعود جيوب المقاومة للمتمردين الاسلاميين الذين فروا امام التدخل السريع الذي شنته فرنسا لمدة اربعة اسابيع إلى المواجهة بحرب عصابات وتفجيرات انتحارية.
وبعد طرد العدد الاكبر من المتمردين من البلدات الشمالية الرئيسية مثل تمبكتو وغاو تحاول القوات الفرنسية البحث عن قواعد الممردين في الجبال النائية إلى الشمال الشرقي.
لكن يخشى أن يتمكنوا من العودة لشن هجمات والقيام بمزيد من التفجيرات الانتحارية مع عجز جيش مالي الصعيف عن تأمين المناطق التي استعيدت من أيديهم وبطء انتشار قوة أمنية إفريقية أكبر بسبب تكرار التأجيل ونقص المعدات.
وقال الجنرال برنارد باريرا قائد العمليات البرية الفرنسية في مالي “تسللوا إلى البلدة عبر النهر. نعتقد انهم كانوا عشرة. تعرف عليهم السكان وذهبوا إلى مركز الشرطة.”
وقال للصحفيين في غاو ان طائرات الهليكوبتر الفرنسية تدخلت لمساعدة القوات المالية التي فاجأها المتمردون الذين القوا القنابل من على الاسطح.
وقال الكولونيل المالي ساليو مايجا لرويترز ان المتمردين كانوا ينوون تنفيذ هجمات انتحارية في البلدة.
ولم يتح احصاء فوري للخسائر البشرية للهجوم. لكن مراسلا لرويترز في غاو شاهد جثة مكومة فوق دراجة نارية. وقال جنود ماليون ان بعض المهاجمين ربما جاءوا على دراجات نارية.
واندلع اطلاق النار في غاو بعد ساعات من إرسال تعزيزات من القوات الفرنسية والمالية إلى نقطة تفتيش تعرضت لتفجير انتحاري لليوم الثاني على التوالي.
وقال عبدول عبد الله سيديبيه النائب في البرلمان المالي عن غاو ان المتسللين المتمردين يتنمون إلى حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي كانت تسيطر على البلدة حتى حررتها القوات الفرنسية الشهر الماضي.
وحركة التوحيد والجهاد متحالفة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وهو جناح القاعدة في شمال افريقيا وجماعة انصار الدين في تحالف سيطر على المدن الرئيسية في شمال مالي لعشرة اشهر حتى تمكن هجوم تقوده فرنسا من طردهم.
وتعرضت نقطة تفتيش تابعة للجيش على اطراف غاو مساء السبت لهجوم شنته مجموعة من المتمردين الاسلاميين اطلقت النار من طريق وجسر يؤديان إلى الشمال عبر الصحراء التي يقطعها نهر النيجر إلى بوريم على بعد 80 كيلومترا.
وقال صديقي ديارا وهو ضابط من مالي برتبة كابتن للصحفيين “تعرض جنودنا لإطلاق نار كثيف من جهاديين على الجسر… وفي الوقت نفسه التف جهادي آخر حولنا وقفز فوق السور وتمكن من تفجير حزامه الناسف.”
وأضاف أن الانفجار مزق الانتحاري إربا ولم يصب الا جندي واحد من مالي بجروح طفيفة. وأصيب جندي آخر من قوات مالي في الهجوم الذي شنه انتحاري بدراجة نارية يوم الجمعة.
ووصف ديارا منفذ هجوم أمس بأنه “عربي ملتح”.
ومنذ استعادة مدينتي غاو وتمبكتو الشهر الماضي قتل عدة جنود من قوات مالي في انفجارات ألغام أرضية في طريق رئيسي مؤدي إلى الشمال.
ويقول ضباط فرنسيون وماليون إنه لا تزال هناك جيوب للمتمردين في الأدغال والصحراء بين المدن الكبرى وينطوي وجودها على خطر وقوع هجمات كر وفر وتفجيرات.
وقال ضابط فرنسي طلب عدم الكشف عن هويته “نحن في منطقة خطرة … لا يمكننا ان نكون في كل الاماكن في نفس الوقت.”
وقال ساكن محلي انه شاهد مجموعة من عشرة اسلاميين مسلحين في باتل على بعد عشرة كيلومترات فقط من غاو.
وتركز القوات الفرنسية التي يبلغ عددها نحو اربعة الاف جندي في مالي عملياتها الهجومية على بعد عدة مئات من الكيلومترات شمالي غاو لتعقب المتمردين الاسلاميين.
وسيطرت قوات فرنسية خاصة يوم الجمعة على مطار وبلدة تساليت بالقرب من الحدود الجزائرية.
ومن المتوقع ان تبدأ القوات الفرنسية التي يعاونها نحو الف جندي تشادي في منطقة كيدال الشمالية الشرقية دوريات قتالية في الجبال النائية.
ويعتقد ان بقايا المتمردين الاسلاميين يختبئون في مخابئ ويملكون مخازن للامداد في سلسلة من الجبال والكهوف كما يعتقد انهم يحتجزون سبعة رهائن فرنسيين على الاقل احتجزوهم في منطقة الساحل.
وتدعم الولايات المتحدة وحكومات غربية العمليات العسكرية التي تقودها فرنسا ضد الجهاديين الاسلاميين الذين يهددون بشن هجمات اوسع لكنها تستبعد فكرة ارسال قوات.
وتحث فرنسا وحلفاؤها السلطات المالية علي فتح حوار للمصالحة الوطنية يتناول مطالب مجتمعات شمالية مثل الطوارق بالاستقلال واجراء انتخابات ديمقراطية.
وقال الرئيس المؤقت ديونكوندا تراوري الذي عين بعد انقلاب عسكري العام الماضي ادخل البلاد في حالة فوضى انه ينوي اجراء الانتخابات بحلول نهاية يوليو تموز.
لكنه يواجه انقسامات في الجيش المالي حيث ما زالت الفصائل المنافسة تتسابق على السلطة