الدول العربية والمنتجات المضروبة بلحم الحصان؟
سحبت كل شبكات متاجر «أوشان» و«كازينو» و«كارفور» و«كورا» و»مونوبري» و«بيكار» كل منتجات اللازانيا ولحوم أخرى تحتوي على لحوم وردتها شركة «فيندوز» أو شركة «كوميغل» المتعاقدة معها. واعترفت سلسلة مطاعم «برجر كينج» بوجود نسبة من لحم الحصان في عينة من اللحم لديها اخضعت لاختبار «دي ان اي». ووفقا لموقع الشركة هناك قرابة ٢٦٠ مطعما لها في الشرق الأوسط في كل من السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان ولبنان والأردن ومصر.
فهل تحركت السلطات المحلية في الدول العربية؟
فضيحة «لحوم الخيول» في أوروبا ما زالت في بداية فصولها، ومن المنتظر أن تتطور وتتجاوز حدود القارة وليس مستبعدأ أن تصيب عدداً كبيراً من الدول التي تستورد الأطعمة والمعلبة من أوروبا وخصوصاً دول الحوض المتوسط والدول العربية.
في بريطانيا ارتعب المواطنون عندما اكتشفوا أنهم يأكلون لحم خيول بدلا من اللحم البقري في المأكولات المباعة في متاجر الأغذية وتصاعد صدى الفضيحة في بلد يعتبر فيه الكثيرون أكل لحم الخيل «أمر مرعب»، قبل أن يتسع ليمتد إلى عدة دول أروبية من بينها فرنسا حيث عقد اليوم اجتماع لعدد من الوزراء الذين تمت وزارتهم بصلة إلى استهلاك المواد الغذائية للتعامل مع أزمة تعتبر الأخطر منذ مرض جنون البقرة في صناعة اللحوم.
وقامت ست من شبكات توزيع بسحب اللحوم المجمدة التي أنتجتها شركتا «فندوس» (Findus) و«كوميغيل» (Comiguel). وأعرب وزير الغذاء الفرنسي «غويلام غاروت» عن رغبته في ضمان التخلص من جميع المنتجات المشكوك فيها. وقد ذكر الوزير أن الحظر على واردات اللحوم القادمة من الاتحاد الأوروبي والذي دعا إليه البعض، غير ممكن لأنه غير مسموح للقواعد المعمول بها في الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن السلطات الفرنسية ترى أنها قضية احتيال وليست قضية تتعلق بالسلامة الغذائية، وانه يجب على المستهلكين إعادة تلك المنتجات إلى الموردين كإجراء احترازي.
وفي بريطانيا حذر وزير البيئة اوين باتريسون من أنه يمكن أن تكون ثمة «مؤامرة إجرامية دولية» وراء تفاقم فضيحة لحوم الخيول. وصرح وزير البيئة البريطاني إنه سيقابل ممثلين لهيئة المعايير الغذائية وكذلك عدد من موردي اللحوم في بريطانيا بعد أن وجدت بعض المختبراتأن بعض منتجات اللحم البقري المباعة في بريطانيا وأيرلندا الشمالية فيها أثار من لحوم الأحصنة والخنازير، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة وأن الشرطة لم تكشف بعد ما إذا كانت القضية جنائية. وقد أعربت وزيرة البيئة عن حكومة الظل ماري كريغ عن مخاوفها إزاء الكشف عن مزيد من المنتجات التي تحتوي على لحوم الأحصنة والخنازير.
وأثارت هذه الفضيحة الكثير من الأسئلة حول تعقيدات شركات توريد صناعة التغذية في أنحاء الاتحاد الأوروبي، ومدى قدرة الهيئات الحكومية على رقابة مكونات اللحم والمنتجات التي تدخل في السلسلة الغذائية. وقد أثرت الفضيحة بالفعل على الموزعين في كل من بريطانيا وفرنسا والسويد وايرلندا ورومانيا. وتحقق السلطات في رومانيا في مزاعم أن واحدة من المجازر بالبلاد ضالعة في هذه الفضيحة.
ومن جانبها، كشفت سلسلة محال “آلدي” عن احتواء منتجات اللازانيا والإسباجيتي بولونيز على ما بين 30% و100% من لحوم الأحصنة، فيما تم سحب تلك المنتجات من الأسواق، وذلك عقب تحذير الشركة الفرنسية الموردة “كوميجيل” كلا من «آلدي» وفيندوس على عدم مطابقة منتجاتها للمعايير الغذائية. وبدورها، قالت هيئة المعايير الغذائية “أن فيندوس قد أجرت فحصا لحوالي 18 منتجا من منتجات اللازانيا ووجدت أن 11 منتج يحتوي على ما بين 60% و100% من لحوم الأحصنة”، فيما تم سحب بعض تلك المنتجات من الأسواق الفرنسية.
وعلى الجانب السياسي كشفت فضيحة ” لحوم الخيول” هشاشة مؤسسات الرقابة الصحية الأوروبية وإخفاقها، حيث تباع لحوم الحصان في دول الاتحاد الأوروبي على أنها لحوم بقر من دون أن تتمكن مؤسسات الرقابة الصحية من ضبطها. وفيما أعلنت وزارة الزراعة الفرنسية أنها فتحت تحقيقا في المسألة واتصلت بوزارة الزراعة الرومانية، انطلاقا من مقولة أن عملية التلاعب في اللحوم تمت في رومانيا، اتهم النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر «جوزيه بوفيه» (José Bouvet) مافيا الحصان الأوروبية بالوقوف وراء عملية التلاعب في اللحوم.
وأضاف بوفيه أن هذه المافيا لجأت إلى تصدير لحوم الأحصنة إلى أوروبا بدلا من لحوم البقر بعد انهيار أسعار سوق الخيل نتيجة لقرار السلطات الرومانية منع السير على الخيل في الطرقات، ويوجد في رومانيا 630 ألف حصان، الذي يلعب دورا مهما في حياة الرومانيين في الريف، ويساعد مئات آلاف العائلات على كسب رزقها.
ووفقا لصحيفة رومانية أعلن رئيس جميع مربي الخيول الرومانية تيبوريو هيرمنيان أن الحصان في رومانيا يعتبر شريك عمل، وأنه لا يتم قتله إلا نادرا عندما تتعرض للحوادث أو عندما تهرم، وأضاف أن الرومانيين يحبون الخيل مثل البريطانيين وربما أكثر. من ناحيتها أعلنت مسالخ اللحوم الرومانية أنها نادرا ما تقوم بذبح الخيول، لأنه لا يوجد زبائن للحم الحصان، واعتبرت أن المستورد الفرنسي هو المسئول عن هذه الفضيحة. فيما أعلنت شركة «سابنجيرو» (Sapengiro) الفرنسية المستوردة للحوم من رومانيا أنها ضحية عملية احتيال، وأنها اشترت اللحوم من رومانيا على أنها لحوم بقر مع إفادة من المسالخ المعتمدة أوروبيا.
في الدول العربية
وتعقيبا على فضيحة «لحوم الخيل» طالبت جماعة «الخط الأخضر» البيئية سلسلة مطاعم «برجر كينج» (Berger King) في الكويت إلى تقديم اعتذار رسمي للمجتمع عن فضيحة لحوم الخيول وتقديم إيضاحات موثقة تطمئن المجتمع تجاه ما تقدمه من وجبات غذائية. ودعت الجماعة الجهات الحكومية المعنية وعلى رأسها بلدية الكويت ووزارة التجارة ووزارة الصحة والهيئة العامة للبيئة إلى التحرك الفوري والعاجل لسحب أية كميات قد تتوافر في الأسواق الكويتية من اللحوم الملوثة والمخلوطة بلحوم الخيول بعد أن اعترفت سلسلة مطاعم “برجر كينج” الشهيرة بوجود لحم أحصنة في وجباتها بعد أن نفت ذلك عقب انكشاف عينات همبرجر في سلسلة سوبر ماركت شهيرة في بريطانيا بحسب صحيفة “الغارديان”. وعبرت جماعة الخط الأخضر البيئية عن مخاوف صحية قد يتعرض لها من يتعاملون مع سلسلة برجر كينج خصوصا في ظل عدم الشفافية في نوعية الأغذية المستخدمة وبعد إنكارها لتلوث لحومها في بريطانيا بلحوم الخيول ثم اعترافها رسميا بذلك.