الإبراهيمي لحوار بين المعارضة ووفد «مقبول» يمثل النظام
اقترح الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاحد اجراء حوار بين المعارضة السورية و”وفد مقبول” يمثل النظام في مقر من مقار الامم المتحدة، وذلك في وقت لا تزال جهود الحل السياسي للنزاع المستعر على الارض، متعثرة.
وبرز اليوم الى الواجهة تنديد المجلس الوطني السوري بدور لحزب الله في المعارك الدائرة في سوريا، فيما افاد مصدر في الحزب عن مقتل ثلاثة لبنانيين شيعة في مواجهات في سوريا “دفاعا عن النفس”.
ودعا مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا الاحد من القاهرة الاطراف السوريين الى التحاور “للخروج من النفق المظلم”.
وقال بعد لقاء مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي “اذا بدأ حوار في مقر من مقرات الامم المتحدة بين المعارضة وبين وفد مقبول من الحكومة السورية سوف تشكل بداية للخروج من النفق المظلم من سوريا”.
واضاف ان “المبادرة التفاوضية للحوار التي طرحها رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية احمد معاذ الخطيب بشأن فتح حوار مع ممثلين عن الحكومة السورية ما زالت مطروحة وستظل مطروحة”.
وتابع ان مبادرة الخطيب “فتحت بابا وتحدت الحكومة السورية لتؤكد ما تقوله باستمرار من أنها مستعدة للحوار والحل السلمي”، داعيا “كل الاطراف الدولية والاقليمية الى دعم هذه المبادرة من اجل انجاحها”.
وكان الخطيب ابدى استعداده للتحاور مع ممثلين للنظام حول رحيل نظام الرئيس بشار الاسد “خارج سوريا”، بينما دعت دمشق الى “حوار غير مشروط” على الاراضي السورية.
في لندن، قالت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي السبت ان المجتمع الدولي يتردد ازاء التدخل في سوريا لان الحكومات تتساءل عن جدوى الانخراط في حرب قد تطول كثيرا.
وفي حديث الى القناة الرابعة البريطانية، قالت “ندعو الى تحرك فوري. اذا كانت هناك شكوك او تردد، فهذا مرده الى ان الناس تتساءل بشأن جدوى حرب في اماكن مثل ليبيا، سوريا وافغانستان”.
وينقسم مجلس الامن الدولي في شأن الملف السوري بين الدول الغربية المطالبة بتنحي الرئيس السوري وروسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (فيتو) لمنع صدور قرار يدين النظام في النزاع المستمر منذ 23 شهرا والذي اوقع حتى الآن نحو سبعين الف قتيل، بحسب ارقام الامم المتحدة.
على صعيد آخر، كشف مصدر في حزب الله اللبناني الشيعي الاحد عن مقتل ثلاثة لبنانيين من الطائفة الشيعية وجرح 14 آخرين “في مواجهات مع المجموعات المسلحة في سوريا امس السبت”. واوضح المصدر رافضا كشف اسمه ان هؤلاء “مقيمون في الاراضي السورية” وانهم كانوا “في معرض الدفاع عن النفس”.
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس وقوع هجوم امس على “قرى سورية شيعية حدودية مع لبنان يقيم فيها لبنانيون”، مشيرا الى اشتباكات بين هؤلاء اللبنانيين “الموالين لحزب الله ومسلحي المعارضة” السورية اسفرت عن مقتل عشرة مقاتلين على الاقل، فيما لم يعرف عدد القتلى بين المسلحين الداعمين للنظام.
واقر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في تشرين الاول/اكتوبر بان بعض اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية الحدودية مع لبنان والمنتمين الى الحزب يقاتلون “المجموعات المسلحة” في سوريا بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي، وذلك “بغرض الدفاع عن النفس”.
واتهم المجلس الوطني السوري المعارض في بيان صدر الاحد حزب الله ب”التدخل عسكريا” و”شن هجوم مسلح” في منطقة القصير في محافظة حمص الحدودية مع لبنان لمساندة قوات النظام السوري.
وقال المجلس ان الحزب “استخدم اسلحة ثقيلة تحت سمع وبصر قوات النظام السوري”. وحمل البيان الحكومة اللبنانية “مسؤولية سياسية وأخلاقية في العمل الجاد على ردع العدوان ومنع تكراره”.
وخلال الاشهر الاخيرة، اعلن حزب الله مرارا خلال جنازات عناصر منه في لبنان، ان هؤلاء سقطوا “خلال تأديتهم واجبهم الجهادي”.وتؤكد المعارضة ان هؤلاء يقتلون في سوريا، وهو كذلك الاعتقاد السائد لدى فئة من المجتمع الشيعي في منطقتي الجنوب والبقاع (شرق)، لكنها تتحفظ عن الكلام فيه، بحسب ما ينقل مراسلو وكالة فرانس برس.
في اسرائيل، اعلن مسؤول في وزارة الدفاع عاموس جلعاد ان “الاسلحة الكيميائية التي تملكها سوريا لا تزال في الوقت الراهن تحت سيطرة نظام الاسد”. الا انه رأى ان على اسرائيل “ان تتيقظ” لئلا تقع هذه الاسلحة بين ايدي تنظيم القاعدة او حزب الله، مشيرا الى ان “النظام اصبح في مرحلة متقدمة من التفكك”.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد خلال اجتماع مجلس الوزراء ان “تفكك النظام السوري” سيشكل احد المواضيع التي سيتم التطرق اليها خلال زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المرتقبة لاسرائيل في 20 اذار/مارس.
على الارض، تستمر الاشتباكات اليوم في محيط مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب (شمال). وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن قصف يتعرض له المطار من مقاتلي المعارضة “بصواريخ محلية الصنع”. كما تستمر المعارك في ريف دمشق ودير الزور (شرق) ودرعا (جنوب).
وياتي ذلك غداة مقتل 104 اشخاص في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.