- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

إيران وسوريا في صلب جولة كيري الأولى

يرى جون كيري ان قيامه بأول زيارة خارجية كوزير للخارجية الامريكية مجرد جولة للانصات الى الرأي الآخر الا ان الزعماء الذين سيتباحثون معه يريدون التعرف إن كانت لديه أفكار جديدة بشأن الملف السوري والايراني والصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

ويتوجه كيري يوم الاحد الى بريطانيا في أول محطة ضمن جولة تشمل تسع دول وتستمر 11 يوما يزور خلالها ايضا المانيا وفرنسا وايطاليا وتركيا ومصر والسعودية والامارات وقطر قبل عودته الى بلاده في السادس من مارس آذار القادم.

وهي جولة استطلاعية لرجل يحتاج الى الاطلاع على العالم الخارجي بعد أن أمضى 28 عاما في مجلس الشيوخ الامريكي جميعها كعضو في لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس فيما قضى الاعوام الاربعة الاخيرة منها رئيسا لتلك اللجنة.

وبعد محادثاته المرتقبة مع الحلفاء في كل من لندن وبرلين وباريس يتوجه كيري الى روما للقاء أعضاء من المعارضة السورية فضلا عن مجموعة أوسع نطاقا من الدول الساعية لمؤازرتهم في مساعهم الذي مضى عليه ما يقرب من عامين للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

وفيما يسعى الائتلاف الوطني السوري المعارض الى التفاوض من أجل التوصل الى اتفاق سلام لانهاء الحرب الاهلية في البلاد اتفق اعضاء بالمعارضة على ضرورة تنحي الاسد والا يكون طرفا في اي تسوية.

وأدى الى استمرار القتال الشقاق السياسي بين الاطراف الى جانب تضاؤل نفوذ المعارضة على المقاتلين على الارض وحالة الجمود الدبلوماسي التي تحول دون التدخل الفعال. وتشير تقديرات الامم المتحدة الى مقتل 70 الفا خلال الصراع الدائر منذ 22 شهرا.

وقصر الرئيس الامريكي باراك اوباما الدعم الامريكي لسوريا على المعونة غير القاتلة للمعارضة التي لاتزال سيئة التسليح بالمقارنة بجيش الاسد وميليشياته الموالية له وذلك رغم تلقي هذه المعارضة اسلحة من دول مثل قطر والسعودية.

وقال جون الترمان من مركز ابحاث الدراسات الاستراتيجية والدولية إنه على الرغم مما يبدو ان الادارة الامريكية تعكف على اعادة النظر في مسألة تسليح المعارضة السورية الا ان ثمة مؤشرات لا تذكر على انها مقدمة على نهج جديد تجاه سوريا.

وقال الترمان “مررت بوقت عصيب كنت اتصور فيه انه قد آن الاوان لطرح استراتيجية امريكية جديدة لانه (كيري) لا يزال يفتقر الى نظير مقابل في وزارة الدفاع فيما تستمر بلورة الادارة الجديدة.”

ومضى يقول “لا أرى أي اشارة الى وجود استراتيجية جديدة الا انني ألحظ بوادر على انه يريد الانخراط وتفهم ماهية الخيارات بغية تحريك أمر ما في اتجاه مغاير.”

وسيجتمع كيري الى جانب نظرائه من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا مع مسؤولين ايرانيين في قازاخستان يوم الثلاثاء المقبل في مسعى لاقناع طهران بالحد من برنامجها النووي.

وتشك الولايات المتحدة وعدد كبير من حلفائها في ان ايران ربما تكون تستغل برنامجها النووي المدني كستار لانتاج اسلحة نووية وهو احتمال ترى اسرائيل – التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط – انه يمثل خطرا قائما.

وتقول ايران إن برنامجها يقتصر على الاغراض السلمية كتوليد الكهرباء وانتاج النظائر الطبية المشعة.

ويقول بروس ريدل من معهد بروكنجز البحثي إن العاهل السعودي الملك عبد الله يرى نفسه كطرف يسعى للاستماع الى الرأى الآخر ويريد ان يطلع على أي سياسات امريكية جديدة بشأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والملف الايراني ومسائل اخرى.

وقال ريدل “لا يوجد أي مستوى عال من التوقعات بشأن القدرة على كسر حالة الجمود فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني واقناع ايران بالتخلي عن برنامجها الخاص بالاسلحة النووية والاطاحة ببشار الاسد.”

ومضى يقول “سيدرك السعوديون ان كيري سيسعى الى ان يجعل نفسه يبدو مختلفا بشأن سياسات ليست معروفة جيدا الآن الا انهم سيتطلعون الى ما هو جديد