باريس – بسّام الطيارة
توفي الفيلسوف والمفكر والناشط ستيفان هسل ليلة أمس في ٢٦ شباط/فبراير عن عمر يناهز الـ ٩٥ عاماً (مولود في ١٩١٧)، وهو فرنسي ذو أصول ألمانية. قضى هسل فترة طويلة من عمره في «الحراك الثوري»، أي ما كان نشاطاً قبل أن يكون لتلك الصفة وجود في التعامل الألسني. وهو شارك في صياغة «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» الذي أقر في العاشر من كانون الأول/ديسمبر عام ١٩٤٨.
سببت له يهوديته ملاحقات إبان مرحلة النازية، إذ أن والده الكاتب والمترجم «فرانس هسل» كان يهودياً وكذلك والدته الرسامة الموسيقية والكاتبة «هيلين غروند». اعتقل مرات عديدة إبان الحرب العالمية الثانية ولكنه تمكن من الهرب في كل مرة، ثم التحق بـ«فرنسا الحرة» التي كان يديرها «شارل ديغول» وهو ما فتح له باب الديبلوماسية بعد الحرب، فمثل فرنسا في الأمم المتحدة.
كتاباته تتسم دائما بثورية جذبت له إعجاب الشباب رغم فارق الأعمار، ففي العقد الثامن من حياته كتب أول نتاجه «رقص مع القرن» (١٩٨٧) ثم نشر «يا لذاكرتي» (٢٠٠٦) ثم «الشعر وافتقاري» (٢٠٠٦) كما كتب «مواطن بلا حدود/ محادثة مع جان- ميشال هلفيغ» (٢٠٠٨). أما كتابه الأخير والذي شكل ثورة في النشر فكان «إغضبوا» (Indignez – vous) (٢٠١٠) وصادف أن هذا الكتاب الصغير ٣٠ صفحة نزل إلى السوق إبان الأزمة الاقتصادية وبيع منه الملايين (الطبعة العربية منه ترجمها صالح الأشمر- دار الجمل).
وقد أعطى الكتاب دفعة للمتظاهرين في كافة العواصم العالمية، وشكل نواة لحركات احتجاجية في اسبانيا- «الغاضبون» -وفي نيويورك- «احتلوا وول ستريت»- وحركة «الأقنعة» في اليونان.
ويقع الكتاب من ستة فصول « الحافز على المقاومة هو الغضب» و«رؤيتان للتاريخ» و«اللامبالاة: هي أسوأ المواقف» ثم «غضبي بخصوص فلسطين» قبل أن ينهي بـ«اللاعنف: هو السبيل الذي ينبغي علينا أن نتعلم اتباعه» و«من أجل عصيان سلمي».
وفي الكتاب دعوة للثورة والتصدي للهيمنة الاقتصادية الرأسمالية. كما أن مواقفه المؤيدة لفلسطين أثارت انتقادات قسم من الأنتلجنسيا الفرنسية رغم أنها ليست جديدة، فهو كان دائما مع حقوق الفلسطينيين ومنتقداً لتعنت الدولة العبرية.