حذر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من المحاولات المتسارعة من قبل البعض لاغراق البلاد في الفتنة، مشددا على ان “الوضع يحتاج إلى وقفة وطنية ونحن حريصون جداً جداً ونحن لا نريد الاعتداء على احد وهمنا المحافظة على جهوزيتنا الكاملة لمواجهة العدو ولكن في نفس الوقت لا يجب على أحد أن يخطئ في حساباته معنا”.
وأكد في اطلالة تلفزيونية اليوم عبر شاشة “المنار” ردا على الشائعات التي طاولت وضعه الصحي، وجود من يدفع الأمور نحو اقتتال سني – شيعي في لبنان خلال ايام معدودة، معتبراً أن الاقتتال لن يكون في مصلحة احد وسيدمّر البلد.
وقال ان بعض النواب والمشايخ في الطائفة السنية يأخذون الامور نحو منحى تصعيدي كبير جدا، مستعرضاً بعض الاتهامات التي طالت “حزب الله”، من مقتل الشيخين عبدالواحد ومرعب عند حاجز للجيش اللبناني في الشمال، وتعطيل الإفراج عن الموقوفين الاسلاميين، واتهام الحزب باغتيال اللواء وسام الحسن، إلى قضية “كمين تلكلخ” وحادثة عرسال الأخيرة التي أدت إلى استشهاد عسكريين، مؤكداً أن كل هذه الاتهامات هي افتراءات لا تستند إلى أي دليل.
وتساءل: هل بات البعض يريد أن يسمح أو لا يسمح لبعض العائلات الشيعية بالإقامة في صيدا؟ نحن قاتلنا في صيدا ولدينا بيوت ومراكز في صيدا وفي عبرا حتى قبل إقامة البعض مسجدا هناك. وأضاف “لن ننجر إلى الفتنة ولن نرد على شتائم. البعض يخترع أحيانا معركة يافطات وصور وشقق. وهنا الكلام لأهل صيدا ولكل القوى وللدولة، هل المطلوب جرّنا إلى قتال؟”.
ونفى وجود مشروع بين “حزب الله” والقيادة السورية لاحتلال بعض القرى السورية السنية لوصل القرى التي يسكنها الشيعة بالقرى التي يسكنها أبناء الطائفة العلوية، معتبراً أن ما يشاع عن هذا الموضوع هو “كذب وافتراء وليس له أي دليل”، مؤكداً أن المعطيات الميدانية تثبت العكس فـ”المعارضة المسلحة قامت باحتلال بعض القرى الشيعية في سوريا وهجرت أهلها وأحرقت منازلهم، وبعضهم موجود اليوم في منطقة الهرمل والبقاع”.
وأضاف “هناك حملة من قبل المسلحين لتهجير أهل القرى من اللبنانيين الشيعة ولذلك هؤلاء حملوا السلاح للدفاع عن أرضهم وممتلكاتهم وهم في هذه الأرض منذ مئات السنين ومن حقهم الدفاع عن أنفسهم”، داعياً سكان القرى الحدودية إلى اغتنام أي فرصة للتصالح وقطع الطريق أمام أي فتنة.
ودعا الأمين العام لـ”حزب الله” إلى مجلس وزراء استثنائي لحسم موضوع سلسلة الرتب والرواتب وإرسالها إلى مجلس النواب، مؤكداً أن الكلام عن أن إرسالها إلى المجلس لديه تداعيات اقتصادية على البلد هو كلام غير صحيح.
وفي الموضوع الانتخابي، دعا نصر الله إلى درس اقتراح القانون الانتخابي الذي يتحدث عن”لبنان دائرة واحدة مع النسبية” بشكل جدي، مؤكداً أنه باعتماد هذا القانون “نكون قد تجاوزنا كل السلبيات التي قيلت عن مشروع اللقاء الأرثوذكسي وعن غيره من المقترحات”.
وقال إن “اقتراح اللقاء الأرثوذكسي سيظل مطروحا إلى أن نجد البديل المناسب واليوم نحن نقول إن هناك بديلا يتمثل باعتماد لبنان دائرة واحدة مع النسبية”.
واعتبر أن “اعتماد لبنان دائرة واحدة مع النسبية يحقق انفتاح الطوائف والمناطق على بعضها، ويصبح النائب نائب الأمة جمعاء ما يقوي تيارات الاعتدال ويخفت من صوت التطرف”، مشيراً إلى أن الحزب سيقوم بالخطوات اللازمة لطرح إمكانية بحث هذا القانون.
وتوجه إلى قوى “14 آذار” بالقول: “تقولون إنكم الطائفة الأكبر في البلد، فلتقبلوا بالنسبية ولتحكموا لبنان”.
وكشف عن وجود قوى داخلية وخارجية تدفع باتجاه تأجيل الانتخابات، مؤكدا أن “من مصلحة “حزب الله” إجراء الانتخابات في موعدها بقانون جديد، أما من لديه تصدع بتحالفاته وأزمات مالية وكان يبني حساباته على أساس الوضع في سوريا فإنه هو من يريد تأجيل الانتخابات”.
وعن ظاهرة الخطف، قال نصرالله: “يجب القضاء على هذه الظاهرة بشكل سريع وفوري ومحاسبة كل من يخطف ويشترك ويتورط”، داعياً المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية كافة لمكافحة هذه الظاهرة.