اشتباكات بالرصاص في بور سعيد
قال متحدث باسم الجيش المصري إن جنديا من قوات الامن قتل وأصيب ضابط جيش يوم الأحد في مدينة بورسعيد الساحلية التي تشهد اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين. وقالت وزارة الصحة ان اكثر من 250 شخصا أصيبوا في الاشتباكات أغلبهم باختناق جراء قيام قوات الأمن يإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين.
وبينما تواترت على صفحات التواصل الاجتماعي على الإنترنت وفي محطة تلفزيون محلية واحدة على الأقل تقارير عن اشتباكات بالرصاص بين قوات الجيش وقوات الأمن بالمدينة نفى المتحدث العسكري ذلك.
وقال إن قوات الجيش في بورسعيد تقوم “بأعمال تأمين مبنى المحافظة ومحاولة الفصل بين المتظاهرين وعناصر وزارة الداخلية.”
وأضاف “اسفرت المناوشات بين المتظاهرين وعناصر وزارة الداخلية عن إصابة قائد قوة التأمين التابعة للقوات المسلحة بطلق ناري في الساق واستشهاد جندي من قوات الامن بطلق ناري في الرقبة نتيجة إطلاق النيران بواسطة عناصر مجهولة.”
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مسؤول بوزارة الصحة إن 253 شخصا أصيبوا في الاشتباكات امام مديرية الأمن في بورسعيد.
وبدأت الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين بالمدينة التي تقع على البحر المتوسط بعد إعلان وزارة الداخلية يوم الاحد أن مسجونين ينتظرون الحكم في قضية شغب ملاعب نقلوا من سجن المدينة.
وأعادت الشرطة يوم الاحد فتح ميدان التحرير بالقاهرة أمام المرور لكن نشطين أعادوا إغلاقه بعد ساعات تخللتها اشتباكات بينهم وبين مجموعات قال شهود عيان إنها كانت تحمل عصيا وسكاكين تلتها اشتباكات بين الشرطة والنشطين على أطراف الميدان الذي كان بؤرة الانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.
ولا يعرف إن كان أعضاء المجموعات التي نزعت خياما للمعتصمين في التحرير رجال شرطة يرتدون الزي المدني أو نشطاء في الأحزاب الإسلامية التي تعارض الاعتصام في الميدان منذ نوفمبر تشرين الثاني وترفض غلقه أمام المرور.
وكانت محكمة جنايات بورسعيد التي عقدت جلساتها في القاهرة قررت في 26 يناير كانون الثاني إحالة أوراق 21 متهما معظمهم من سكان المدينة إلى المفتى تمهيدا للحكم بإعدامهم في جلسة النطق بالحكم يوم السبت المقبل.
وكان ألوف احتجوا على قرار المحكمة بعد صدوره وخاضوا معارك شوارع مع الشرطة في بورسعيد استمرت أياما وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 من المحتجين.
وسيصدر الحكم يوم السبت بشأن 73 متهما في القضية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر أمني بوزارة الداخلية قوله إن 39 من المتهمين المسجونين نقلوا من سجن بورسعيد.
وكان ضابط وأمين شرطة قتلا بالرصاص بعد صدور قرار إحالة أوراق 21 متهما إلى المفتي فيما قالت المصادر الأمنية إنها محاولة من جانب مسلحين لاقتحام السجن وإطلاق سراح المتهمين.
وقال شاهد عيان من رويترز إن مئات من سكان بورسعيد تظاهروا أمام مبنى مديرية الأمن فور انتشار أنباء نقل المسجونين ورشقوا المبنى بالزجاجات الحارقة والحجارة. وأضاف أن الشرطة ردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة التي ألقوها.
وزاد عدد المتظاهرين بمرور الوقت إلى نحو ألفين خاضوا معارك كر وفر حول مبنى مديرية الأمن وفي شوارع جانبية.
واستخدمت الشرطة مدرعات في ملاحقة المحتجين. وقال الشاهد إن متظاهرين توجهوا إلى المحكمة الابتدائية بالمدينة وحطموا واجهة المبنى الزجاجية.
وكان أكثر من 70 من مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي القاهري قتلوا في الأول من فبراير شباط العام الماضي بعد مباراة للفريق مع فريق المصري البورسعيدي باستاد بورسعيد فيما يمثل أكبر كارثة رياضية في تاريخ البلاد.
وقال مشجعو الأهلي اكبر الاندية المصرية شعبية إن الشرطة دبرت للشغب انتقاما منهم لدورهم في الثورة التي أسقطت الرئيس حسني مبارك عام 2011 واحتجاجات تالية نظمت في فترة انتقالية أدار شؤون البلاد خلالها المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ولا تزال الرابطة تهدد في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بنشر الفوضى إذا لم تصدر المحكمة أحكاما مشددة على المتهمين يوم السبت.
وجاء على صفحة ألتراس أهلاوي في فيسبوك يوم الاحد “موعدنا 9 مارس… القصاص منكم أو دمكم” فيما يشير إلى المتهمين من رجال الشرطة.
وتظاهر عدد من أعضاء الرابطة يوم الاحد أمام مبنى البنك المركزي ومبنى البورصة في وسط القاهرة لفترة من الوقت بحسب شهود عيان وصفحة ألتراس أهلاوي التي قالت إن أعضاء في الرابطة قطعوا أيضا طريقين سريعين خارج القاهرة وطريقا في المدينة.
وقال شاهد عيان من رويترز في ميدان التحرير إن نشطاء أشعلوا النار في شاحنة صغيرة في الميدان حاولت المرور منه بعد إعادة إغلاقه وأشعلوا النار في سيارة شرطة دخلته في نفس الوقت قبل أن تندلع الاشتباكات بينهم وبين الشرطة قرب مقر وزارة الداخلية الذي تؤمنه جدران من الكتل الخرسانية في عدد من الشوارع.
وقال النشط وليد حمد لرويترز إن الشرطة ألقت القبض على عشرات النشطين خلال إعادة فتح الميدان أمام المرور في ساعة مبكرة من الصباح. لكنه أضاف أن الشرطة أفرجت عن عشرات اعتقلتهم خلال محاولة أخرى فاشلة لإعادة فتح الميدان جرت قبل أيام.
وقال حمد إن نشطاء بينهم مشجعو كرة قدم أوقفوا المرور على جسر 6 اكتوبر العلوي الحيوي قرب التحرير لنحو نصف ساعة مستخدمين إطارات السيارات المشتعلة.
وفي وقت سابق يوم الأحد أغلق نشطاء طريقا رئيسيا يؤدي لمطار القاهرة لفترة مما تسبب في تغيير خط سير وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي اختتم زيارة استمرت يومين لمصر.
وقال شاهد عيان من رويترز إن كيري دخل المطار من بوابة خروج الجثث التي تأتي من الخارج بعد تغيير مسار موكبه. وقال شاهد عيان من رويترز في مدينة الإسماعيلية احدى المدن الثلاث الرئيسية على قناة السويس إن نشطين قطعوا طريق السكة الحديد بين القاهرة وبورسعيد المار بالمدينة لنحو ساعتين.
وأضاف أن النشطاء الذين يحاولون فرض عصيان مدني على المدينة قطعوا المرور حوالي ساعة أمام مبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية بالمدينة وأمام مجلس المدينة لنحو ساعتين.
وشهدت مدن أخرى احتجاجات سلمية على سياسات مرسي الذي يقول مصريون إنه لم ينجح منذ انتخابه في يونيو حزيران في تحقيق أي من أهداف الانتفاضة التي لخصها شعارها “عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية”.