مقتل عقيد ركن إمارتي في معركة الرقة وكيري يهدد الأسد
علمت «برس نت» أن العقيد الركن لمتقاعد محمد أحمد سعيد العبدولي من الفجيرة قد قتل أثناء معركة الرقة قرب مبنى الهجانة، وكان يعمل بصفة «مستشار عسكري» لدى جبهة النصرة. وأشارت المصادر المقربة من المعارضة إلى أنه أصيب برصاص قناص فيما كان يرافق محموعة هاجمت قصر المحافظة.
في هذا السياق قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء إن واشنطن تزداد يقينا بأن الأسلحة التي ترسلها دول أخرى إلى المعارضة السورية تذهب إلى القوى المعتدلة داخل المعارضة. وقال كيري في مؤتمر صحفي خلال زيارة للدوحة ضمن أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه إنه أجرى محادثات مع دول في المنطقة بشأن أنواع الأسلحة التي ترسل إلى قوى المعارضة السورية.
ويعتقد على نطاق واسع أن السعودية وقطر تزودان المعارضة السورية بالسلاح لكن الولايات المتحدة تقول انها لا تريد إرسال أسلحة خشية وصولها إلى أيدي متشددين إسلاميين قد يستخدمونها بعد ذلك في مهاجمة أهداف غربية. وقال كيري أيضا ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يريد أن يتيح للرئيس السوري بشار الأسد فرصة أخرى للرحيل بسلام لكنه قد يتخذ خطوات أخرى لزيادة الضغط بمرور الوقت.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ختام جولته التي شملت تسع دول في أوروبا والشرق الأوسط “تحدثنا بشأن أنواع الأسلحة التي يتم ارسالها (للمعارضة).”
وأضاف في إشارة إلى امدادات الأسلحة “ناقشنا مسألة القدرة على محاولة ضمان وصولها إلى المقصودين بها وإلى ائتلاف المعارضة السورية المعتدلة واعتقد ان هذا تحول في واقع الأمر خلال الأشهر الأخيرة الى قدرة لنا فيها ثقة أكبر.”
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 70 ألف شخص قتلوا في سوريا وفر ما يقرب من مليون اخرين من البلاد خلال الانتفاضة المستمرة منذ عامين.
وبدأ الصراع قبل عامين كحركة احتجاجية سلمية تحولت الى العنف عندما حاول الرئيس بشار الأسد سحقها.
وتشاطر السعودية وقطر الغرب قلقه من صعود جماعات متحالفة مع القاعدة في سوريا وتقولان إن الحل لهذه المشكلة هو المزيد من مشاركة الأطراف الخارجية في دعم مقاتلي المعارضة هناك.
وتقول السعودية وقطر ان بناء علاقات من خلال تقديم المساعدة لقوى المعارضة المعتدلة هو السبيل الوحيد لضمان تهميش الفصائل المتشددة الأخرى.
وقال كيري إن واشنطن قد تتخذ إجراءات أخرى إذا رفض الأسد التنحي سلميا وهو احتمال بعيد على ما يبدو بعد عامين من القتال الضاري.
وأعلن كيري في روما يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستغير سياستها كي تقدم إمدادات طبية وغذائية مباشرة للمعارضة المسلحة وهو خيار كانت ترفضه من قبل.
ولا يبدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما استعدادا حتى الآن لتقديم أسلحة للمعارضة مباشرة.
وقال كيري “هدف الرئيس هنا هو… محاولة تقليل عدد القتلى إلى أقل حد ممكن والسعي لإنهاء (الحرب) وإنهاء العنف.”
واضاف “تقدير الرئيس في الوقت الحالي هو أننا نود أن نرى ما إذا كان الرئيس الأسد يتفق مع هذا الرأي ويسعى حقا لإنقاذ بلده… من خلال عملية سلمية.” وتابع “هناك كثير من الخيارات إذا لم يتم اغتنام هذه الفرصة في الأيام أو الأسابيع القادمة أو ما إلى ذلك.”
وفي مقابلات مع شبكات تلفزيون أمريكية أوضح كيري هذه النقطة.
وقال كيري للإذاعة الوطنية العامة في مقابلة “إنه (أوباما) يشعر بقوة أن الحل الفوري ليس في تيسير مزيد من القتل وانما في محاولة أن نقول للرئيس الأسد أنه يوجد حل. والآن إذا كان الأسد لا يريد ذلك فمن الواضح أنه يتطلب مزيدا من الضغط.”
وقال كيري في مقابلة منفصلة مع سي.ان.ان “الأسابيع والأشهر القادمة ستتيح نافذة فرصة للرئيس الأسد والروس والإيرانيين وغيرهم للوصول إلى مفاوضات تنقذ حقا الأرواح وتتيح قيام حكومة انتقالية.”
ولمح رئيس وزراء قطر في المؤتمر الصحفي إلى أن معارضة الولايات المتحدة لتسليح المعارضة السورية يحتمل أنها تقل لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال الشيخ حمد الذي كان يتحدث من خلال مترجم “الآن هناك تغير في الموقف الدولي والأمريكي في هذا الموضوع” فهم يتحدثون عن الأسلحة. وتابع قائلا “كنا نتمنى أن يحصل هذا الموضوع منذ فترة أطول لأن الأمر كان سيختلف حينها كثيرا وسيختصر الدمار والقتل الذي حصل في سوريا.”
وقال رئيس الوزراء القطري إن المحادثات مع كيري تطرقت إلى عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية “الميتة حقيقة والتي نأمل أن يكون هناك نوع من التحريك الجدي والفعلي لها من قبل الراعي الرئيسي وهي الولايات المتحدة الأمريكية.”
وأشار إلى حالة التفاؤل بعد خطاب الرئيس أوباما في بداية فترة ولايته الأولى في عام 2009 لكنه أشار إلى أن هذه الآمال تلاشت الآن