فوكلاند بريطانية وستبقى بريطانية
حلق علم بريطانيا الاحد فوق كل المباني والمتاجر والسيارات في فوكلاند لاثبات تصميم سكان هذه الجزر على البقاء بريطانيين في اليوم الاول لاستفتاء حول حق تقرير المصير رغم مطالبة الارجنتين بالسيادة على الارخبيل.
وللمرة الاولى في تاريخهم بدأ سكان جزر فوكلاند بالتصويت ب “نعم” او “لا” لتحديد ما اذا كانوا يريدون ان تبقى الجزر “اراضي بريطانية ما وراء البحار”.
وبعيد فتح صناديق الاقتراع عند الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي (13,00 ت.غ) كان بعض السكان الذين يحملون اعلام بريطانيا يصطفون امام مكتب الاقتراع الوحيد في العاصمة ستانلي حيث يقيم ثلاثة ارباع السكان.
وفي الشوارع كانت السيارات ترفع علم بريطانيا فيما انتشرت ملصقات دعائية في كل مكان تدعو الى التصويت ب”نعم”.
واشادت الحكومة المحلية على تويتر على الفور بالمشاركة الكثيفة. وكتبت “الطقس بارد بعض الشيء لكن ذلك لم يمنع الناس من تشكيل صفوف انتظار طويلة”.
ورغم ان فوز مؤيدي الارتباط ببريطانيا ليس موضع شك، الا ان نسبة المشاركة تشكل عاملا اساسيا في هذا الاقتراع لان سلطات الجزر الواقعة في جنوب المحيط الاطلسي والتي كانت سبب حرب خاطفة بين بريطانيا والارجنتين قبل 31 عاما، تامل في ان تعزز هذه النتيجة موقفهم امام الاسرة الدولية وان تثني الارجنتين عن مطالبتها بها.
وقالت مارلين شورت (43 عاما) التي تدير مطعما صغيرا مع زوجها لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان “كل الناس يريدون التصويت. نريد ان نثبت مرة اخيرة اننا بريطانيون”.
وقال النائب المحلي باري اليسبي الذي كان ينتظر ايضا للادلاء بصوته “كل الناس يعرفون ما ستكون النتيجة، لكن نسبة المشاركة مهمة”.
ومن المرتقب ان يستمر التصويت 48 ساعة لافساح المجال امام الناخبين البالغ عددهم 1672 للمشاركة فيه.
ويبلغ عدد سكان الارخبيل 2500 نسمة. لكن هذا الرقم لا يشمل 1300 جندي بريطاني.
ويعيش معظم السكان في العاصمة ستانلي لكن مكاتب متنقلة اقيمت من اجل السكان الذي يعيشون في مناطق نائية.
وانتشر مراقبون دوليون حضروا خصوصا من اميركا اللاتينية لضمان حسن سير الاقتراع، كما حضر عشرات الصحافيين من العالم باسره.
وستعرف النتائج ليل الاثنين الثلاثاء ومن المنتظر تنظيم احتفالات في ستانلي.
وفي حال غلب الرافضون لهذه الفكرة، ينظم استفتاء آخر لتحديد الوضع الجديد للارخبيل.
وقالت جان شيك النائبة في المجلس التشريعي للجزر التي تسميها الارجنتين مالفيناس، في لندن ان “هذا الاستفتاء سيؤكد ان غالبية الناس سعداء جدا بالانتماء الى احد اراضي ما وراء البحار البريطانية لان هذا الوضع يتضمن حقنا في تقرير المصير”.
واضافت هذه السيدة المتحدرة من الجزر والتي تقيم عائلتها فيها منذ ستة اجيال، لوكالة فرانس برس “نخطىء اذا اعتقدنا ان الارجنتين ستغير موقفها بين ليلة وضحاها، لكننا نأمل في ان يوجه الاستفتاء رسالة قوية الى هذا البلد وغيره”.
ويجري الاقتراع بمباركة الحكومة البريطانية التي تسيطر على الارخبيل منذ 1833 وترفض ان تأخذ في الاعتبار مطالب الارجنتين التي تدين الاهداف الاستعمارية للندن.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان “سكان فوكلاند يملكون حق اسماع صوتهم وتحديد مستقبلهم ومستقبل الاجيال المقبلة”. واضافت “نأمل ان تكشف النتيجة بما لا يدع مجالا للشك، الى اي جهة يميلون”.
واكدت الارجنتين التي تشدد على حقها التاريخي في الجزر التي تبعد 400 كلم عن سواحلها انها ستتجاهل نتائج استفتاء “غير شرعي”.
وهي تؤكد ان سكان الجزر هم “اشخاص تم توطينهم” من قبل البريطانيين وبالتالي لا يمكنهم المطالبة بحق تقرير المصير.
وقالت وزارة الخارجية الارجنتينية الجمعة ان الاستفتاء “لن ينهي الخلاف بشأن السيادة” على الجزر.
وعبرت الوزارة عن اسفها “لهذه المبادرات اللامسؤولة والسيئة النية للمملكة المتحدة”، داعية بريطانيا الى “مراجعة سياستها جديا”.
من جهته، قال حائز جائزة نوبل للسلام الارجنتيني ادولفو بيريز ايسكيفيل ان الاستفتاء يفتقد الى الشرعية، مؤكدا ان الارخبيل “مستعمرة بريطانية”.
وقال في رسالة وجهها الى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان غياب الشرعية “لا ينبع فقط من وجود سكان قامت الحكومة البريطانية بتوطينهم بعد طرد السلطات الارجنتينية في القرن التاسع عشر فقط، بل من واقع ان الامم المتحدة لم تقرر هذا الاستفتاء”.
واضاف حائز نوبل للسلام في 1980 لنضاله من اجل حقوق الانسان في عهد حكم الجنرالات (1976-1983) الذين امروا بالتدخل في الارجنتين “نعرف ان نتيجة الاستفتاء لن تغير الوضع القانوني والتاريخي للجزر. ستبقى مستعمرة بريطانية وسكانها بريطانيين”.
وتطالب بوينوس ايرس والامم المتحدة ببدء مفاوضات ثنائية مع لندن لتسوية هذا النزاع الذي تسبب بحرب قصيرة بين البلدين في 1982، اسفرت عن مقتل 649 جنديا ارجنتينيا و255 بريطانيا.
من جهتها، صرحت سفيرة الارجنتين في الامم المتحدة اليشا كاسترو للصحافيين هذا الاسبوع بان “هذا الاستفتاء لا اساس قانونيا له ولن تعترف به الامم المتحدة ولا الاسرة الدولية”
ورأت في هذا الاستفتاء “حملة علاقات عامة فقط”.
واحيت التوتر بين الارجنتين وبريطانيا بشأن الارخبيل في 2010 حملة للتنقيب عن النفط قامت بها بريطانيا قبالة سواحل الجزر.
وشهدت العلاقات بين البلدين تدهورا جديدا بمناسبة الذكرى الثلاثين للحرب بينهما.