كينيا: المرشح المهزوم يطعن في نتيجة انتخابات الرئاسة
تقدم رايلا أودينجا مرشح الانتخابات الرئاسية المهزوم في كينيا بطعن أمام المحكمة العليا يوم السبت في اختبار للنظام الديمقراطي في البلاد بعد خمس سنوات من الانتخابات السابقة التي فجرت اشتباكات قبلية سقط فيها أكثر من ألف قتيل.
وفضت الشرطة الكينية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع تجمعا ضم نحو 100 من أنصار أودينجا بعد تجمعهم أمام المحكمة العليا قبل وقت قصير من تقديم الطعن. ودعا المرشح المهزوم أنصاره الى الهدوء ووضع ثقتهم في القانون لفض هذا النزاع.
وتهدد شكوى أودينجا رئيس الوزراء المنتهية ولايته بإطالة أمد فترة الغموض الذي يكتنف أكبر اقتصاد في شرق أفريقيا.
ويقول محللون إن حلا سريعا وشفافا للخلاف سيكون حاسما في استعادة كينيا لسمعتها كدولة ديمقراطية مستقرة. ويشعر كبار المانحين الدوليين بالقلق على دولة تعتبر حليفا حيويا في الحرب الإقليمية ضد المتشددين الإسلاميين.
ويرفض أودينجا الذي يتزعم الائتلاف من أجل الاصلاح والديمقراطية الاعتراف بفوز منافسه أوهورو كينياتا بفارق بسيط في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي.
ويواجه كينياتا اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لتحريضه على اعمال العنف التي جرت عام 2007 التي قتل فيها أكثر من 1200 شخص.
والانتخابات التي جرت في الرابع من مارس آذار سلمية إلى حد كبير مقارنة بانتخابات عام 2007 . وأعلن كينياتا في خطاب الفوز أن الانتخابات “حرة ونزيهة” لكنه أضاف أن العملية الانتخابية من الممكن أن تكون أكثر نقاء وكفاءة في المستقبل.
ووعدت اللجنة الانتخابية في كينيا بانتخابات سلسلة لكن تعطل نظام إلكتروني جديد ومكلف للتصويت أدى إلى انتظار دام خمسة أيام لإعلان اسم الفائز.
والطعن الذي قدمه أودينجا للمحكمة العليا يشمل مزاعم عن تجاوزات في عملية التصويت ومشاكل في تسجيل الناخبين وفشل آلية لفرز التصويت الالكتروني.
وقال أودينجا للصحفيين أمام مكتبه في وسط نيروبي “هذه الاخفاقات يتدنى الى جوارها اي شيء شهده الكينيون قط في أي انتخابات سابقة.”
وأضاف “كل آلية وكل أداة استخدمتها اللجنة الانتخابية فشلت على نحو بائس. إن فشلها وانهيارها على نحو كارثي في يوم الانتخابات أحدث تغييرا جوهريا في نظام التصويت وفرز الأصوات.”
وحقق كينياتا فوزا مريحا على أودينجا من حيث الفارق في الأصوات بها حيث حصل على 50.07 في المئة من الأصوات مقابل 43.28 في المئة لأودينجا لكنه تجنب خوض جولة ثانية بفارق ضئيل بحصوله على 8100 صوت زيادة على نسبة الخمسين بالمئة الضرورية لإعلان الفائز بشكل حاسم.
وأعطى ذلك الفارق الضئيل ثقة لحلفاء أودينجا بأن في مقدورهم الضغط من خلال القضاء لإجراء جولة إعادة في الانتخابات إذا أسفر الطعن عن إعلان بطلان العملية كلها.
وقال كينياتا إن التحالف الذي يتزعمه سيحترم القانون ونتيجة الالتماس الذي قدمه الائتلاف من أجل الاصلاح والديمقراطية الذي يتزعمه أودينجا. وقال “إذا كان القرار أن النتيجة لم تكن في صالحنا ومن ثم فنحن مستعدون لمواجهة الناخبين مرة أخرى.”
وتجمع مئات من أنصار أودينجا أمام المحكمة عند تقديم الطعن بعد ظهر يوم السبت مباشرة وارتدى كثيرون منهم قمصانا تحمل شعارات مثل “أؤيد الطعن” و”الديمقراطية تحت الاختبار”.
وسارت حركة المرور في باقي انحاء نيروبي بشكل طبيعي ولا توجد مؤشرات على حدوث اضطرابات اخرى في العاصمة الكينية.
وتنفس كثيرون الصعداء بعد أن كانوا يخشون تكرار العنف الذي اندلع بعد انتخابات عام 2007 واستمرت لشهور.
وعانت البورصة الكينية التي ارتفعت مؤشراتها بنسبة سبعة في المئة في اليومين التاليين على إعلان النتيجة بشكل سلمي من تراجع استمر لثلاثة أيام متعاقبة. وقال متعاملون إن الطعن أثار توتر المستثمرين الأجانب.
وتصف اللجنة العليا للانتخابات عملية التصويت بأنها موثوق بها على الرغم من سلسلة من الأعطال التقنية يوم التصويت وأثناء فرز الأصوات. ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم اللجنة للتعليق.
ويقول دبلوماسيون إن مراقبين دوليين كانوا يتحدثون بعد بدء الفرز قالوا إن الانتخابات تتمتع بمصداقية إلى حد كبير حتى هذه اللحظة. لكنهم أضافوا أن الفرز استمر خمسة أيام ولم يتابع المراقبون العملية كلها.
وحدد أودينجا أربعة أسماء في الطعن الذي قدمه هم اللجنة العليا للانتخابات ورئيسها اسحاق حسن وكيناتا والمرشح معه لمنصب نائب الرئيس وليام روتو الذي يواجه أيضا اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية.
وسوف تكون محاولة أودينجا إبطال فوز كينياتا أول اختبار كبير للمحكمة العليا التي أنشئت حديثا في كينيا بموجب دستور أقره استفتاء أجري في عام 2010 .