سوريا: أوباما والكيميائي والتغيير في سوريا
وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون لرويترز إنه لا يوجد ما يؤكد مزاعم استخدام أحد الجانبين سواء القوات الموالية للرئيس بشار الأسد أو قوات المعارضة للأسلحة الكيميائية. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه “لا يمكننا التأكد من المزاعم الخاصة بالأسلحة الكيميائية في هذه اللحظة.”
ونسبت وكالة رويترز إلى مسؤول استخبارات أمريكي قوله “لم يتم بعد التوصل الى تقييم قاطع.”
وقد رأى الرئيس الاميركي باراك حسين اوباما ان “الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته وعليه ان يرحل وسيفعل ذلك”، مشككاً باستخدام المسلحين لأسلحة كيميائية في حلب، محمّلاً دمشق مسؤولية استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين، او “نقله إلى منظمات إرهابية، مثل حزب الله”.
وقال أوباما، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ان بلاده “دعمت المعارضة السورية واعترفت بها وعملت مع الدول الاخرى من اجل عملية انتقال سياسي”، مضيفاً “اننا نعمل كمجتمع دولي للتعاطي مع هذه المشكلة، وعندما يذبح عشرات الالاف سنواصل العمل من اجل احداث التغير في سوريا”، لافتا الى ان “الامر ليس سهلا بسبب وجود حرب طائفية وعدم تنظيم المعارضة لصفوفها”.
وشدد أوباما على ان “الاسد سيتحمل مسؤولية نقل الاسلحة الكيميائية الى الجماعات الارهابية”، مشيرا الى “اننا نعتزم التحقيق بشكل معمق في سوريا بشأن هذه الاسلحة.. هناك منطقة حرب ونعمل مع الجميع من اجل الوقوف اذا ما تم تجاوز الخط الاحمر”، موضحا ان “الحكومة السورية لديها القدرة على استعمال الاسلحة الكيميائية وهذه الاسلحة ستؤي الى ضحايا ومظاهر فظيعة وعلى المجتمع الدولي التحرك في هذا الشأن، وانا اشك بشكل كبير بشأن استخدام المعارضة السورية لهذا النوع من الاسلحة”. وأضاف “نشاطر اسرائيل قلقها من نقل الاسد الاسلحة الكيميائية الى الارهابيين مثل حزب الله”.
من جهته قال السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد أمس الأربعاء انه لا يوجد دليل حتى الآن يدعم التقارير التي ترددت عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا لكن الولايات المتحدة لديها فريق كبير يتحرى الأمر. وأضاف في شهادة امام مجلس النواب الأمريكي في جلسة بشأن الأزمة السورية “حتى الآن لا يوجد لدينا دليل يؤكد التقارير عن استخدام اسلحة كيميائية يوم الثلاثاء لكنني أريد تأكيد اننا ندرس تلك التقارير بعناية بالغة.”
وفي الوقت نفسه قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز لرويترز في مقابلة إنه يوجد “احتمال كبير” أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيميائية.
وقال النائب الجمهوري عن ميشيغان إنه إذا لم تتوصل حكومة الرئيس باراك أوباما إلى نتيجة في هذا الأمر بحلول الأسبوع القادم فإن ذلك سيكون “مبعث قلق”. واضاف قوله ان تقييمه يستند إلى تقارير علنية وأخرى سرية.
وقال مسؤول أمريكي آخر إن روجرز ومشرعين كبارا آخرين في لجنتي الاستخبارات التقوا هذا الاسبوع مع مسؤولين في الاستخبارات في جلسة إحاطة في مسألة هل تم استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. ولم يشأن روجرز أن يؤكد ذلك.
وفي جلسة الإحاطة عبر النواب عن قلقهم من الدعم العسكري الإيراني لحكومة الأسد وطلبوا من فورد الذي كان موجودا في دمشق حتى فبراير شباط 2012 أن يوضح كيف تعاملت الولايات المتحدة مع بغداد في قضية تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر العراق.
وقال فورد “أجرينا محادثات مباشرة مع العراقيين” وقدم قائمة بالاجتماعات التي عقدت في واشنطن وفي العاصمة العراقية. وتابع قائلا “تحدثنا معهم بشكل مباشر عن أهمية عدم السماح لإيران باستغلال الأزمة السورية وكيف أن ذلك لا يفيد المصالح العراقية ولا مصالح المنطقة.”
وقال فورد مرارا ردا على أسئلة المشرعين إن السياسة الأمريكية تقضي بعدم تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة المسلحة.
وعبر البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء عن شكوك عميقة تجاه مزاعم الحكومة السورية بشأن استخدام المعارضة أسلحة كيميائية.
وقال فورد أمام الكونجرس “ننظر إلى هذه القضية بأقصى قدر من الجدية.
“في الوقت الحالي نتحقق من صحة تقارير تلقيناها في الآونة الأخيرة بشأن استخدامها في الشمال وفي ريف دمشق وفي الضواحي الشرقية لدمشق.”
وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية سيكون “خطا أحمر” سيكون له عواقب لكنه لم يوضح تلك العواقب.
وقال فورد إن واشنطن تجري مشاورات بشكل منتظم مع دول لديها مصالح في سوريا وحثها على “نقل التحذير” إلى الأسد وحكومته. وأضاف أن سوريا لديها مخزون من الأسلحة الكيميائية أكبر مما لدى أي دولة أخرى في المنطقة.
وتابع قائلا “الرئيس كان واضحا في القول انه إذا ارتكب الأسد ومن يخضعون لقيادته خطأ باستخدام الأسلحة الكيميائية أو إذا تقاعسوا عن الوفاء بالتزامهم بتأمينها فعندئذ ستكون هناك عواقب وسيحاسبون.”